أعياد القهر وغضب فسيخ غزّة!


في اللحظة التي اعلن فيها قاضي القضاة عن اليوم المتمِّم لشهر رمضان المبارك وان اليوم التالي هو الأول من شوّال وهو عيد الفطر للصائمين والعابدين وهذا يوم ليس كباقي الأيام وهو مختلف بظرفه هذا العام فهو يمرّ على الأمّة الإسلاميّة وهي مقصِّرة بحق نفسها وحق الله نظرا لعدم نصرتها لفئة مسلمة تُركت وحيدة تقارع اعتى اعداء الله قتلة الأنبياء هؤلاء هم الصهاينة بؤرة الخبث والمكر والسوء على هذه الأرض زارعي الفتن جاحدي النِعم هم والإدارة الأمريكيّة رأس الشر في العالم .

لذلك العيد السعيد هذا العام هو عيد الله تقام فيه الشعائر الدينيّة الى جانب صلوات وجنائز للشهداء من مجازر آل صهيون المجرمين لا ردّهم الله وكذلك هو عيد الاطفال الاحياء اللذين بكوا على ابشع ما ارتكبه خلق الله الاوغاد ولكن الاطفال يبكون ولا يربطون ما يشاهدون بوهن وذل أمّتهم الذي داسته بساطير الصهاينة والأمريكان الملاعين وكنّا نحن من فقدنا عذريتنا القوميّة وفقدنا البسمة على الشفاه والفرحة الحقيقيّة في القلب لمن أدّى فرائض الصوم والعبادة وقراءة القرآن الكريم وذاب لوعة حزنا وحسرة على ما جرى في غزّة .

نعم كنّا ننتشي زهوا كلما وصل صاروخ الى وسط المناطق المسلوبة او كلما قتلت المقاومة جنديّا صهيونيّا او اسرت اخر ولكن ذلك لم يمنع دموعنا ان تسيل كدموع النساء بغزارة يغذّيها النار المستعرة في القلوب المكسورة المقهورة وهي ترى اعياد القهر وتترجّى ان تحتفل بأعياد النصر وهي تشاهد جنازات الشهداء واشلاء الاطفال المحترقة وزغاريد امّهات شهداء المقاومة .

وكان اليهود يقولون لسيدنا موسى عليه السلام إذهب انت وربُّك فقاتلا إنّنا هاهنا قاعدون وهذا دلالة على إتِّكاليّتهم وجبنهم بينما يُقال في المسيحيّة المجد لله في الأعالي على الأرض السلام بالناس المسرة وهذه رسالة سيدنا عيسى عليه السلام لنشر المحبّة والسلام بين عباد الله.

وجاءت رسالة الإسلام لتجعل السلام تحيّة الله بين الناس وآثر السلام على الحرب فالمسلم لا يحارب إلا مكرهاً على القتال بعد استنفاد وسائل المسالمة جميعاً , وحين تلوح بارقة أمل يوجب عليه الإسلام أن ينتهزها وألاّ يدع الفرصة تفلت من يده وعليه أن يعمل على إطفاء نار الحرب مااستطاع إلى ذلك سبيلا , وفى ذلك يقول القرآن الكريم ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ُ) (لأنفال(صدق الله العظيم

فإذا كانت الحرب فلا بد أن المسلم يضرب فيها أروع الأمثال في الرحمة ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية .

وما نشاهده من مجازر صهيونيّة حاليا ضد الفلسطينيّين وخاصّة في قطاع غزّة لتشمئز منه النفس البشريّة أنّا تكون ولكن ما يجعل اعيادنا اعياد قهروإحباط هو بعض المواقف العربيّة المخزية الداعمة لآل صهيون في الحرب بينما نرى صبر وصمود الفلسطينيّين الأسطوري لأنهم ينتظرون احتفالهم بأعياد النصر على العدو قريبا إن شاء الله .

الشعوب العربيّة مقهورة ومغلوب على امرها ولا تستطيع مدّ يد العون بينما الحكّام العرب مقهورون لأنّ الحرب طالت والغزيّون ما زالوا صامدين صابرين والحكّام حوصروا في زاوية الإحراج التي باتت تضيق عليهم امام شعوبهم , والاوروبيّون مقهورون لأنّ شِباك مصداقيّتهم عن حقوق الإنسان قد هُزّت وكادت ان تثقب بفعل الاسلحة المحرّمة دوليا والمجازر الصهيونيّة البشعة , والإسرائيليّون مقهورون من صمود الغزيّون ودعمهم للمقاومة ومن كثرة عدد قتلاهم وخسائرهم واهتراء جبهتهم الداخليّة وتدنّي سمعتهم بين الشعوب , والأمريكان مقهورون لأنّ اسرائيل لطّخت وجوههم ووجه رئيسهم في الوحل وخسّرت المواطن الأمريكي الكثير على حساب لقمة عيشه ورفاه اطفاله وكبار السنِّ فيه .

لذلك فالعالم يعيش اعياد قهر كلُّ حسب ظرفه ومصالحه ورؤيته ولكن الثابت ان هذا العيد مرّ دون الفطور على فسيخ غزّي ككل الأعياد لأن الأسماك في بحر غزّة خجلت من فعلتنا نحن العرب وقرّرت ان تحرمنا من فطورنا المحبّب لنا في اوّل ايام عيد الفطر الذي كان سعيدا وهذا ما تستطيع اسماك غزّة ان تعبِّر به عن قهرها وغضبها علينا .

حمى الله غزّة وشعبها وجعلها عصيّة على الصهاينة وهدانا الله للوقوف الى جانب اهلنا في غزّة هاشم وكل فلسطين .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات