الوقت من دم


رغم أن حديثه يسير بنمطق " المصري المتصيهن " إلا أنه أصاب حقيقة يغفل عنها كل من يحاول البحث في سبل الوصول لحلول لوقف العدوان الصهيوني على غزة ، هو فعلا وقت يقاس بالدم الفلسطيني وجميع أطراف المعركة من قوات مقاومة وعدو صهيوني ودول تطرح حلول ومفاوضات يعلمون ذلك ويراهنون عليه .

وهذا الرهان يختلف بين كل الأطراف السابقة؛ المقاومة الفلسطنينة تراهن على المزيد من القتلى والجرحى مستندة بالماكنة الإعلامية القطرية التي ملكت ناصية المشهد الفلسطيني الإعلامي ، ومن خلال تغطية إعلامية مباشرة للحدث الغزي عبر شبكة مراسليها في غزة والضفة الغربية وفلسطين عام 48 ، واعتبارها قناة البث الحصرية لأشرطة المقاومة الفلسطينية الفلمية أكدت للجميع أنها وممثلة بدولة قطر تلعب دورا محوريا في وقت الفلسطيني الذي يقاس بالدم .

والدولة الصهيونية تراهن على " وقت الدم " الفلسطيني بأن يرفض الشارع الغزاوي وجود المقاومة بين صفوفه ويعلن موجة جديدة من الربيع العربي الغزاوي وبمباركة ابناء صهيون، وفي نفس الوقت تراهن " بوقت الدم " لتعلن دورها الرئيس في المشاركة بالقضاء على تنظيم الإخوان الفسلطيني " حماس " وترسخ تعاونها الاستخباراتي والعسكري مع دول عربية فضحتها حرب غزة الأخيرة ، وأصبحت لاتبالي بصهونية فكرها ونهجها السياسي إذا كان في خروج " حماس " من غزة يعطيها فرصة العمر لنسف أخر معقل إخواني " مقاوم " في الميحط العربي .

والدول العربية النفطية تراهن " بوقت الدم " الفلسطيني لإثبات صلاحية أنظمتها السياسية مقارنة ببقية الأنظمة السياسية العربية ، وثبات أنظمتها أمام موجة الربيع العربي الذي أثبت فشله تدريجيا في بقية ما تبقى من دول الربيع العربي " تونس وليبيا ، وهي تراهن بوقت الدم " الفسلطيني من أجل إبقاء قيادتها لطرف النزاع النسي الشيعي المعتدل والقابل للتجيير لأي طرف دولي يقف معها ضد المد الشيعي .

وأخر المراهنين على " وقت الدم " الفسلطيني هي السلطة الفلسطينية التي وجدت في " وقت الدم " الفسلطيني فرصة لإثبات سلمية وجودها السياسي ، وإن كان هذا الوجود مربوط من عنقه بحبل ينتهي في يد حكام دولة صهيون ، وهي بذلك الرهان تعيد ترتيب اوراقها الداخلية بعد حركات الانشقاق التي شرخت كيانها الثوري والتنظيمي ، وتجد رهان يكسب في النهياة ويحقق لها إعادة الوجود وإن كان وجودا هشا ، وفي النهاية هو " وقت الدم " الفلسطيني الذي يراهن عليه الجميع .



تعليقات القراء

محمد الطفيلي
بوركت لقد اصبت كبد الحقيقة
30-07-2014 11:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات