جراسا -

خاص - نضال سلامه - وحدها غزة التي سطرت بأسطر تاريخية ما يكسر القاعدة العربية التي اعتدنا عليها بحكم الحديد والنار بأن يبقى بيت الرئيس او المسؤول وكأنه يسكن على سطح القمر أو ربما في إن أتيح له المجال أن يسكن الزعيم العربي خارج نطاق الكون عله يجد اقواما يبطش بهم ليشبع غريزة الاجرام التي تربت عليها نفسه .

لكن في غزة أعادت المقاومة الى الشعوب والكرامة العربية القاعدة الصحيحة بأن المواطن والمسؤول فيها على حد سواء ، إذ لم تستثني صواريخ الاحتلال منازل المسؤولين وقادة المقاومة الخالية تماما من الحراسات البشرية والإلكترونية وحتى الحيوانية .

في غزة لا متاريس أمام منازل القادة والمسؤولين ولا كاميرات مراقبة ولا كتائب للجيش وحرس للحدود فالحدود في نظر المسؤولين وقادة المقاومة في غزة هي حدود الوطن على اتساعها وليست القصور العاجية والفرش المخملية ومائدات الطعام التي تسد ما بين الخافقين لإشباع بطن زعيم عربي من زعمائنا لا يشبعه إلا التراب العفن .

في غزة يقدم المسؤولون وقادة المقاومة من أبنائهم وأنفسهم قبل المواطنين دون أن يبدي ذلك المسؤول أو القائد غضاضة أو حرجا فالشرف في نظره هو ما تقدمه للوطن والشعب لا ما يقدمه الشعب للزعيم العربي من تضحيات وتقدمات للحفاظ على كرسيه المتكسر العفن .

في غزة تحتاج الى أدلاء لكي تصل الى المسؤول أو القائد لأنك لن تستطيع تمييزه عن سائر الشعب ، فلا فلل ولا قصور فخمة ، ولا مواكب تسد الآفاق ، ولا سيارات فارهة ، ولا بارجات حربية مدججة بكل ما وصلت اليه الانسانية وما لم تصل اليه من سلاح ، خط دفاعهم الوحيد هو الوطن والشعب الذي أحبوه فأحبهم وبادلوه الوفاء بالوفاء ، وبهذا نفسر معادلة قصف صواريخ الاحتلال لمنزل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة اسماعيل هنية وسائر المسؤولين والقادة من كافة أجنحة المقاومة .

فللقادة الأشاوس في غزة نقول مدحا صادقا حكمتم فعدلتم فأمنتم فقصفتم ، أما لزعماء العرب نقول ظلمتم فسرقتم فشبعتم فحكمتم .