السنيد يكتب: عيد بذائقة الموت


خاص - كتب النائب علي السنيد - تمتلئ الذاكرة العربية بصور اشلائهم المبعثرة، وصرخاتهم التي تملئ اسماع العرب وابصارهم، ونحيب اطفالهم والجثث تدين ضمير الانسانية، والعالم العربي عين باكية، وقد استسلم العرب للحزن، وتعداد قوائم الموت في غزة.

دماؤهم عربية، واشلاؤهم عربية، وصرخاتهم، واهاتهم تتواصل بلسان عربي مبين، وطعم الموت في غزة عربي، والعالم العربي يفقد شعوره بانسانيته، وقد توحش العالم في عينيه.

اي عيد يأتي بذائقة الموت، والوطن العربي بمثابة قاعة مأتم كبير، الكل فيه ضحايا.. ضحايا الصمت، وضحايا الموقف الدولي، وضحايا عمالة الحكام، وضحايا الشعوب المغلوبة على امرها.

وحيث جثث الاطفال، واشلائهم تحت الانقاض، وصيحات العربيات، وصراخهن، والعيون الباكيات، والبيوت المهدمة، والغارات والقصف اليومي الذي يسوي البيوت وقاطنيها بالارض، والجثث تملئ سمع العالم وبصره ، ورائحة الموت تنبعث من غزة.

والعربي في داخله قهر محبوس يكفي لاطفاء نور الامل في حياته، ويعيش ايامه في الظلمات.

اي عيد يطرق الابواب هو والموت معا، والدماء الحارة تسيل، والاجساد الصغيرة الممزقة في غزة تستصرخ الانسانية، وتحيل الفرح الى حزن غامر.

والعربي ينتحب في داخله واينما يمم وجهه يرى صور الدمار، ويبكي وحيدا خلف ظهر العالم.

واية بطاقة تهنئة يقدمها الموقف الدولي للعالم العربي سوى معايدة الموت والدمار وصرخات الثكالى العربيات، والحزن يغلق ايام العرب ولياليهم المالحة، ويسلمهم الى الحزن العميق.

جاء العيد على حياء، وقد نسي فرحه، وخلت البيوت العربية سوى من الكآبة والوجوم، واقتصرت المراسم على تناول القهوة المرة، والسلام كان باهتا، وعبارات المعايدة تراجعت امام بشاعة الموت، وسطوته التي احتلت الروح العربية اليائسة.

الحزن عربي، والموت يستوطن الحياة العربية، وقد تقلص مفهوم الفرح في الذات العربية، واستوحشت الدنيا في عيون العرب.

فسلام الله على غزة، سلام الله على العرب المعذبين.



تعليقات القراء

ناصر
الله عليك يا السنيد ما اروعك وما اروعك كلماتك ، تعبر عما يجول في وجداننا
28-07-2014 07:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات