غزة زمن الغدر


سيناريو الإعلام إرتفعت وتيرته هذه الأيّام بعد مرور عشرين يوما من مجازر الصهاينة في غزّة الصمود وفي كل فلسطين المكلومة حتّى الأن وبعد سقوط اكثر من الف شهيد على الثرى الفلسطيني أبلى فيه المجاهدون المقاومون الفلسطينيّين بلاء حسنا بما يملكون من اسلحة بسيطة واجساد مسبِّحة لله وصواريخ قريبة وبعيدة المدى وفوق ذلك ما يملكون من إرادة وعزيمة وإيمان بالله .
ولكن خطاب السيد حسن نصر الله في اليوم العالمي للقدس لم يكن بمستوى الحدث ولم يكن بمستوى المواقف السابقة عندما تعرضت غزة لعدوان قبل عدّة اعوام خاصّة بعد ان بلغ الدمار المهول مبلغه في بنية القطاع وموارده وقد كرّر السيِّد دعم حزبه للمقاومة الفلسطينية حسب إمكاناته وقدرته فقط مما يدل على الصعاب التي يواجهها حزب الله في قدرته على رد العدوان او إسهامه في دعم القطاع بعمليات عسكريّة مساندة ولكن سماحة السيِّد أشار الى ضرورة وضع الخلافات أيّا كانت جانبا والتركيز على الوضع في غزّة ومن لا يريد ان يدعم المقاتلون ويساندهم عليه بالسكوت.
وتباشير الصمود الاسطوري لرجال المقاومة الفلسطينية تظهر جليّة في سعي المجرم الامريكي بلسان وزير خارجيّته كيري على اخذ موافقة الطرفين على هدنة إنسانيّة فقط ولفترة قصيرة للاتقاط الأنفاس ومساعدة الناس في الجانبين لقضاء احتياجاتهم الطبيّة والغذائية ودفن قتلاهم .
وثورة اهل فلسطين العفويّة في الضفّة لنصرة اخوتهم في القطاع ما هو إلاّ رد فلسطيني على محاولة الصهاينة تخريب المصالحة بين جناحي فلسطين لأنّ الرد كان شعبيّا بإمتياز .
انّ وجود اسرائيليّين روّعهم هول جرائم جيشهم في قتل الابرياء في المستشفيات والملاجئ والمدارس ما هو إلاّ دليل على جرائم الحرب التي يرتكبها جيش العدو بعيدا عن كل الشرائع والمعاهدات والنواميس وإن هو إلاّ إستخفاف بالعرب اينما كانوا وخاصّة اؤلئك الزعماء الذين تعتبرهم امريكا من رجالها وزلمها في المنطقة وتبجُّحا من الصهاينة بالدعم الامريكي المطلق الذي يعمي ابصار زعماء الإدارة الأمريكيّة بشكل تام .
وليس الغدر يا غزّة العزيزة على قلوب الشعوب العربيّة المحبطة على امرها يأتي من الصهاينة او الأمريكان وإنما من الحكّام العرب والمسلمون اللذين يتوانون في إعلان الجهاد والنفير العام من اجل نصرتك وانت تدافعين عن كل شخص حر في بلاد العرب بعد ان أصيبت بالذل والهوان وفقدوا الكرامة والنخوة والشهامة ولكن ستجتازين زمن الغدر هذا بتسامحك وسعة صدرك وبياض بحرك الابيض..........
لا تيأسي يا غزّة فليلك لن يطول وما شهدائك إلاّ مصابيح الحريّة تضيئ ليلك ليبزغ عليك فجر جديد بآمال مشرقة بعد ان تحمّلتِ وتتحمّلين آلامك وتصبرين على جراحك ولكنّ صبرك سينتهي بنصر من الله قريب إن شاء الله وما وعد الله ببعيد .
قال تعالى في محكم كنابه العزيز (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات