سيوف الفرسان وتقاعس العربان !


للصديق الوفي،رفيق العمر المحامي،عبد الوهاب المجالي "ابو باجس"

السيف مفردة ذات دلالات متعددة . مراميزه متشابكة و افعاله تصب في خانة مجد صاحبه. لا عجب ان يُطلقَ العربي عليه 300 اسم من باب العشق،ترتبط كلها بالقوة والصلابة والنخوة.التمنطق بالسيف احد مقومات شخصيته،في بيئة قاحلة قاسية تقوم على صراع بين الانسان و الانسان،وصحارٍ تعجُ بضباع ناهشةِ ذئاب مفترسةٍ وما بينهما من كلاب نابحة.لذلك اصبح جزءاً من ذاته،قطعة من كينونته،معيارَ رجولته،بوصلة إقدامه،عنوان شجاعته. بكلمة ادق صار سُلماً الى ذروة البطولة او منزلقاً للسقوط في هاوية النذالة. السيف هو الـ :C.V لتاريخ سيرته الذاتية.الرقم الوطني لهويته،العلامة الفارقة لملامحه.مغناة المجد التي يتغنى بها. به ينتزع مكانه و مكانته.بشفرته يقطف رؤوس اعداءه. برأس نصله يحفر اسمه على واجهات الدنيا الاربع، حالماً بغدٍ افضل،لمعرفته بغريزته البدوية النقية الصافية التي ما خدعته يوماً ،ان خط التاريخ ليس مستقيماً بل خط معوج معقد وعفن.

*** قال الله تعالى"..و انزلنا الحديد فيه باس شديد،ومنافع للناس،وليعلم اللهُ من ينصره". تفسيرها ان الله يعلم علم مشاهدة ويقين، من ينصر دينه بالآت الحرب الحديدية .وقال النبي عليه السلام في السياق ذاته: " لا فتى الا عليُ و لا سيف الا ذو الفقار". الفتى الذي ما سجد الا لله العلي الاعلى. سجل بسيفه الذي لا ينثي حين يهوي كالقدر على رقاب اعدائه، تاريخاً مشرفا للعرب والمسلمين، و به جندل رؤوس الكفر و عتاولة الفجور.

*** اختاره النبي العربي المختار،لفتح خيبر وكر اليهود الاشرار،وورشة الشياطين، لتاديبهم، فهم عبر التاريخ اهل غدر ومكر.تآمروا على الرسالة الوليدة، ودسوا السّم لسيد البشرية،و حرضوا عربان النفاق،على إجتياح المدينة، بغزوة الاحزاب لوأد العقيدة، وتشتيت اصحابها. ابو الحسنين عليٌ كرّم الله وجهه كان على قدر المسؤولية الموكولة اليه، وثقة النبي به.فحطمّ حصونهم،واخترق صياصيهم.و مذاك لم يطأ الجزيرة واحدُ منهم،باستثناء مجنديهم في الجيش الامريكي،الذين جاؤوا للقواعد الامريكية في السعودية لضرب عروبة العراق ايام الراحل صدام عام2003 ، حتى يقال ان بعضهم زار خيبر متنكراً..!.

*** حمزة بن عبد المطلب،قائد اول سرية في الاسلام. حصد رؤوس سادة الجاهلية في بدر .خلع عليه الرسول لقب اسد الله.و بـ "سيف اسد الله" استطاع حمزة خلخلة التركيبة الاجتماعية المغلوطة ،و اعادها لمسارها الصحيح،بفتح كوة في الجدار الانساني المُغلق لشريحة مقموعة في مجتمع جاهلي يعاني من امراض اجتماعية متعددة ، مثالاً لا حصراً التفريق العرقي ،التباين الطبقي ،التمييز العنصري.إتسعت الكوة بانتشار الرسالة حتى صارت بوابة تتسع للمهمشين للعبور الى فضاءات الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة الانسانية.

*** خالد بن الوليد معجزة قتالية."المفتاح الماستر" للحروب . و مفتاح النصر في المعارك التي خاضها. فتح الحصون المغلقة. اقتحم المدن العصية،دحرج رؤوس الصناديد من على مناكبها.اسطورة حربية لم تتكرر،ولن تتكرر،في حروب الريموت كنترول الحديثة ،ومناوشات الضغط على الازرار،حيث لا مكان فيها للمواجهة بين الرجال،ولا للقبض بالقبضات القوية على مقابض السيوف كقبضة خالد حين يقبض على مقبض سيفه. ساله قائد خصم ، عن سر عظمة سيفه،فاجابه بلا تردد: دعوة رسول الله بان اكون السيف الذي ما كان ولن يكون،فكنت سيف الله المسلول . "ابو سليمان" خالد بن الوليد هز عرش روما.اسقط ايوان كسرى. اطفأ نيران المجوس. دحرج راس مسيلمة في حروب الردة، كثمرة فاسدة،ثم داسها بحوافر حصانة حتى يمحو اثرها و تاثيرها.

*** عندما قبض الفرنسيون على المجاهد عبدالقادر الجزائري،خيّروه بين المنفى والسجن فاختار دمشق دار إقامة وممات. في طريقه اليها التقاه جنرال متغطرس على ظهر السفينة.قدم له هدية سيفاً وقلما. المجاهد اللماح فطن الى خدعة الهدية الملغومة.اعاد السيف واحتفظ بالقلم.إغتاظ الجنرال و ساله عن السبب. رد عليه : اما السيف فأنت "ربه" اليوم ـ صاحبه ـ و اما القلم فانا ربه لانني ساكتب به بطولات الجزائريين.رفض الشيخ المجاهد السيف لدلالته الخبيثة الخبيئة للاحتلال،و مرموزه الاذلال.بالقلم ذاته كتب ملاحم الثوار الذين جرفت دماؤهم جنرالات الحرب، وشطبت تاريخهم الدموي و داست على اوسمتهم البلاسيكية الاستعراضية

*** الامام عبدالحميد بن باديس الامازيغي الصلب الذي يفيض ايماناً بربه،و عروبه لوطنه،وثقة بامته. رائد النهضة الاسلامية في الجزائر،ومؤسس جمعية العلماء المسلمين فيها.وقف سداُ منيعاً امام محاولات فرنسا لـ " فرنسة الجزائريين" على طريقة تتريك العرب.عمل الفرنسيون بكل وسائل الترهيب و الاغراء لاستصدار فتوى منه لصالحهم فكان رده المزلزل :" واللهِ لو طلبت مني فرنسا ان اقول لا اله الا الله لما قلتها ".

*** عمر المختار شيخ المجاهدين.فاوضه الطليان على وقف الجهاد مقابل العفو عنه من عقوبة الاعدام .انتفض الشيخ الجليل في عرينه، وزأر الاسد الجريح المكبل بالقيود صارخاً: إن السبابة التي تشهد ان لا اله الا الله،وان محمداُ رسول الله لا يمكن ان تكتب باطلاً".نفذ الطليان العقوبة فية،فيما إبتسامة رضية عذبة تغطي مساحة وجهه، و طمأنينية مؤمن بقدره تملاْ نفسه. فالقى الله نوراً في قلبه،ليلقاه راضياً عليه، مرضيا منه تحفه الملائكة وهي تدعو له وتزفه الى جنة عرضها السموات والارض.

*** صلاح الدين الايوبي وحّد بلاد الشام، مع جيش مصر جناحا الامة،عنوان قوتها. رمز عزتها.حرر بسيفه البتار قدس الاقداس من الصليبيين،و اعادها عربية نقية تجمع المسلمين والمسيحيين تحت مظلة العُهدة العمرية. حطت الحرب اوزارها، فنفض غبار المعارك عن ثيابه، وصنع منها طوبة صغيرة.اوصى ان تكون الطوبة وسادة يتوسدها في قبره،ليستشهد بها يوم الحساب: هذا انا يا الله،وهذه طوبة من تراب فلسطين، لتكون شاهد اثبات على بلائي بالحرب وابتلائي بمسؤولية تحرير الاقصى ، لا شاهد نفي على تقاعسي و إختبائي .

*** شاءت المشيئة الربانية ان يُعرف الشيء بضدة. هناك رجال حملوا السيف وقاتلوا حتى قُتلوا.وهناك رجال رهنوا سيوفهم عند اعداء امتهم.عندما غزا التتار بلادنا،اجمعت الامة على قتالهم. شذ عن القاعدة نفر جبان منافق،كان منهم ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع وصاحب المقدمة الشهيرة.خيانته لا تنفي سعة علمه،و عبقريته في تحليل الشخصية العربية، وقدرته على قرآءة الظواهر الاجتماعية.لكن الخسيس،حمل الهدايا الثمينة من بينها سيف ثمين لـ " تيمور لنك"، مبرراً فعلته المشينة بانه رجل فكر و ادب لا رجل قتال و حرب. الحق انه كان يسعى للنفاذ بجلده والنجاة براسة.المشهد تكرر في غزو العراق، حيث رقص بعض الزعماء العرب رقصة السيف مع المُحتل الامريكي ابتهاجاً " بسقوط" بغداد،وقدموا الهدايا الثمينة للغزاة تكريماً لهم "لتحرير" بغداد من عروبتها.احد الزعماء لم يخجل من تقديم سيف ذهبي لـ "شوارسكوف" القائد الاعلى لتدمير حضارة سومر وبابل وآشور وحرق ثلاثين مليون نخلة عربية تُسبّح باسم الله اناء الليل و اطراف النهار، ولتعطي ثمرها لكل عابر سبيل.

*** اذا كان التاريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة، فانه اليوم يعيدها على شكل مسخرة من فصل الختام في خيانة الحكام.فالعربان احالوا سيوفهم على التقاعد المبكر، بعد ان رفضها تجار الخردة لانها لا تساوي في مزاد الرجولة بصلة عفنة،بعد ان صدئت في اغمادها .المصيبة الاكبر ان الانظمة الحاكمة استعاضت عن مقارعة السيوف بالسيوف،بمبادرات قرع الكؤوس بالكؤوس، ونقلت الخيل من ميدان القتال الى مضمار القمار. الاعجب،تحويل خنادق المواجهة مع الاعداء، الى قنوات لتصريف المياه العادمة بعد ان فاضت محطات التنقية بحمولتها..!.

*** السيسي يطلق المبادرة / المؤامرة بالاتفاق مع عباس، فتلقى استجابة فورية من نتنياهو ثالوث الخيانة.فجُلَّ بنودها تقضي برفع المقاومة راية استسلامها فوق جثث الاطفال والنساء والشيوخ، والتنازل عن الدم الفلسطيني، ومن ثم نزع سلاحها ليسهل استئصالها. الموقف العربي مخزٍ وصادمِ.فغزة المحاصرة من عدوها ،المطعونة من توأمها،المنكوبة باشقائها،تقاتل وحدها . ظهرها للحائط. لا ظهر يسندها و لا ظهير لها.ليس معها سوى ربها.تسلسل الاحداث تفرض الاسئلة التالية :اذا كان السيسي ينطق بالشهادة وقلبه على غزة لماذا لا يفتح معابرها ؟!.ولماذا يقفل عليها انفاقها / شرايينها ؟!.و اذا كان عباس فلسطنياً اصيلاً،وعربياً قحاً، و( مسلماً حنيفاً ) لماذا يقف متفرجاً ولم يجف بعدُ حبر توقيعه على صك وحدة مع غزة ادعىً استحالة فصمها؟!.لماذا يُطارد الثوار ويزجهم في السجون؟! لماذا يشيل عن اليهود اعباء الاحتلال ؟! . لماذا لا يلاحق جنرالات اسرائيل بقضايا جرائم الحرب وجرائم الابادة الجماعية امام المحاكم الدولية؟!.لماذا ينتفض فزعاً كلما سمع عن انتفاضة ثالثة التي تجعل كلفة الاحتلال باهظة ؟!.عباس يريد دولة تحت الاحتلال منزوعة المقاومة .لعن الله،ثالوث الشر: مسيلمة ما اكذبه.عبدالله بن سلول راس المنافقين ما اخبثه.يهوذا الاسخريوطي بائع المسيح بثلاثين من الفضةِ ما احطه.

*** في غزة عاصمة الصمود و الغضب العربي، ولدت معجزة التحّمل البشري.سجلت هذه الصابرة المتصابرة ، اكبر قوة تحّمل انساني في تاريخ البشرية منذ سيدنا آدم حتى يومنا هذا.فما ضرَّ غزة بعدها لو خذلها الاعراب من اهلها، ولو وقف اليهود و الامريكان ضدها،ان كان الله معها !.غزة كشفت كذبة اخوتها "اخوة يوسف" من حولها من دون ان تنبس ببنت شفة. فضحت تمثيلية تباكي عربانها. احرقت مناديل دموعهم المزيفة.نزعت اقنعتهم الكاذبة.عرّت سوآتهم للخاصة والكافةً.هي تكظم غيضها حين تُلمّح لكنها لا تُصّرح بانهم هم الذين اعطوا الغطاء لليهود لضربها، ومَولّ النفط فاتورة ذبحها.فمتى يا الله ينهض من بيننا واحد يقول قولة المعتصم بالله" : من امير المؤمنين الى هرقل كلب الروم ".من شيخ المجاهدين الى خنازير بني صهيون: سترون بام اعينكم ما لم تسمعون به من قبل ومن بعد".

*** في "عملية الجرف الهاوي على غزة" إفتضح مخبوء الحكام العرب.بانت هشاشة الاحزاب. تعّرت النقابات،سقطت براقع النخب. هؤلاء كلهم غاطسون في عجزهم وضعفهم،رغم جيوشهم و اموالهم وقواهم السياسية الصورية.لكن الله وضع سره في غزة اضعف خلقه،حين اثبتت بالحجة القاطعة انها الوحيدة التي تملك قرارها،ووضعت " اسرائيل كلها في دائرة النار" ومرمى صواريخها المدمرة لاول مرة في تاريخها.

*** بالمقارنة المفضوحة للحروب العربية السابقة، والمفارقة المخزية لحرب الست ساعات اللاحقة. احتل اليهود ثلاث دول،طعنوا الامة في كبريائها، فيما كان المدنيون اليهود يحتسون الجُعة الباردة في ايام الخامس من حزيران القائضة في البارات المكندشة، واليهوديات يتسبحن على شواطىء البحر ويُحمصّنَ اجسادهن العارية على الرمل طلباً للون البرونزي،كأنهن في اجازة استرخاء،او قضاء نزهة في"عيد المسخرة"، بينما الجسد العربي يتمزق بالنابالم الامريكي.اليوم انقلبت الآية، فقلبت المقاومة المعادلة العربية الساقطة الى جهنم حارقة.كسّرت طاولة المفاوضات على راس انظمة مستسلمة.لذلك لم يستطع الجيش الذي لا يقهر اجتياح غزة الصغيرة. الصحافة الاسرائيلية وصفت الحملة الفاشلة بـ " زحف الامتار البطئية" ، و التلطي خلف السواتر الترابية. بسبب المقاومة الغزية الباهرة المُبهرة، في فدائية مستمية تشبه فدائية الصحابة طلباً لمرضاة الله والجنة.

*** هذه الحرب الرمضانية المجيدة "العصف المأكول"، فضحت الانظمة، بان ما قبلها لم يكن حروباً و انما مؤامرة. كشف اليهود انفسهم عن تنسيق مخجل بينهم و دول الاعتدال / الاعتلال. "ليبرمان" هدد زعماء العربان بفضيحة على رؤوس الاشهاد بقوله حرفياً ان " اسرائيل لم تعد المرأة البغي الذي تدخلون الى مخدعها سرا، وتعشقونها في الظلمة،و ما عادت تتحمل ان يتهرب الزناة من وجهها.المصلحة المشتركة تقتضي اعلان الزواج الشرعي منها،و الا فهي مضطرة لفضح الحكام الذين يدخلون الى حجرتها في العتمة"و الخروج من "الخزانة"للعلن،وهو اصطلاح جنسي عبري لكشف العلاقات الجنسية المثلية المستورة التي تجري سراً.

*** ما يؤلم اليهود، ان الفلسطنيين يذلون جنرالات حربهم ممن تغطرسوا في بطولات دونكيشوتية سابقة، ملعوبة ضمن سيناريوهات مرسومة كافلام هوليود. اليوم يصطادونهم كالذباب، كما اصطادوا بالامس قائد لواء جولاني " لواء النخبة". ـ باعتراف الحاخامات ـ سبق الفلسطنيون اليهود على مقاعد الدراسة،و في مختبرات العلم،وتغلبوا عليهم بالقصف الصاروخي في ميادين القتال، مثلما تفوقوا عليهم بالرد البيولوجي في غرف النوم،عملاً بتوجيهات رسولنا: " تكاثروا فاني مباهٍ بكم الامم يوم القيامة ".

السؤال الذي بات مفضوحاً لماذا تقوم الانظمة العربية بشيطنة المقاومة والمقاومين، وتشويه المعارضة والمعارضين، و الاساءة للاسلام و الاسلاميين ؟!..سياسية ليست مخزية بل هي الخزي بعينه.سياسة لم تُفلح رغم الميزانيات الضخمة، ووزارات الاعلام والصحف الحكومية من ذوات رؤساء تحرير اميين وجيش المرتزقة من اسباغ صفة الملائكة على نفسها. يبقى عزاؤنا ان تلك الانظمة بقيت مفضوحة وخائبة،وان غزة كشفت عورات الخونة، حيث ان موتها المجاني اقلق اليهود القتلة لكنه لم يحرك في الانظمة شعرة واحدة لان لا شعر في وجوههم و لاشعور بالحياء عندهم .لذلك عاهدنا الله و انفسنا ان نفضحها بالكلمة وذلك اضعف الايمان.فاشهد علينا وعليهم يا الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات