حكام فقدوا كرامتهم وآخرون فقدوا عذريتهم محمود قطيشات


على مدار الساعة وفي هذا الشهر الفضيل شهر التضحيات والكرامة تصب الآله العسكرية الإسرائيلية نيرانها برا وجوا وبحرا على قطاع غزة مستهدفة بشكل رئيسي المدنيين والمستشفيات لا تفرّق بين رضيع ولا شيخ طاعن في السن ولا أم تحمل ولدها هاربة من جحيم الى جحيم .. وزعماء اسرائيل يتبجحون بصلفهم وقذارتهم بأن شارعا فرعيا في مستوطنة او شبك بوابة او ( قوّار ) زريعة اهم واغلى من كل العرب ومعهم اهل غزة واهل فلسطين .. زعماء اسرائيل ومجرموها منشغلون بتلقين حماس درسا قاسيا .. ومن يشاهد صور الاطفال وجثث النساء المتفحمة والمدنيين المدفونين تحت الانقاض يتساءل هل بقي من الآمة العربية من يستحق الحياة ؟ هل بقي من الدول التي تدعّي انها دول اسلامية من تستحق الاحترام ؟ هل هناك زعيم عربي واحد يستحق الطاعة ؟ ان الحكام العرب في هذه الايام اما منشغلون بقضاء اجازاتهم في ربوع اوروبا هربا من حر رمضان وطلبا للراحة ومزيد من الاستجمام في شهر فضيل هو عند الله عز وجل خير من الف شهر او انهم يحيكون الدسائس ضد بعضهم او انهم منهمكون في قتل شعوبهم وتدمير مقدرات بلادهم هدفهم فقط الكرسي والتربع على الكرسي ولو كلفهم ذلك فقدانهم لكرامتهم ولعذريتهم وها هم قد فقدوها أعطوني زعيما عربيا واحدا يجرؤ ان يؤمر جيشه باطلاق قذيفة واحدة من دبابة كاد الصدأ ان يأكلها من طول سكونها .. أعطوني زعيما عربيا واحدا يجرؤ ان يقول للسفير الاسرائيلي ( اقلب وجهك ) .. أعطوني زعيما عربيا واحدا قرر ان يطلق صاروخا واحدا على طائرة اسرائيلية من تلك التي تستبيح الاجواء العربية ليل نهار ؟؟ حكامنا أهل نخوة خسيسة شاطرون فقط باصدار بيانات الشجب والاستنكار وعقد المؤتمرات واطلاق العيارات الدبلوماسية التي تعبّر عن مواقف مائعة .. يا للعار على هؤلاء الحكام الذين يرتجفون خوفا من اسرائيل ومن امريكا .. وتبا لهذه الشعوب المنافقة التي تقضي نهارها في مشاهدة برامج تافهة عبر فضائيات عربية تائهة فقدت بوصلتها واشغلت الناس بمسلسلات هابطة .. واذا ما وقع نظرها على فضائية تنشر صور الدمار في غزة او العراق او سوريا فانها سرعان ما تقلب عنها .. انها شعوب حساسة لاتحب رؤية مشاهد الموت والدمار حتى لو كان الموتى ابناء جلدتهم وابناء دينهم .. تحب سماع الاغاني الوطنية التي تتحدث عن امجاد وبطولات وهمية لزعماء مصنوعين من الكرتون او من علب البويا سريعة الاشتعال.. أستغرب حال هذه الامة واستهجن موقف زعماء لا تحرك مشاعرهم انهار الدم وشلالات الضحايا في هذه الايام المباركة .. استهجن موقف دول تتغنى بقوة جيوشها وبراعة طياريها وفيالقها الخاصة .. فأين هذه الطائرات واين هم حملة النياشين والاوسمة الرفيعة .. ان لم يكن بهم خير للدفاع عن الدين والارض والعرض فلا حاجة لنا بهم .. يا أهلنا في غزة وفي العراق والشام لكم الله .. يا ايها الاطفال موتوا بأنينكم ولا تطلبوا النجدة من جبناء يرتعدون خوفا من اسرائيل .. يا ايتها النساء اللواني تفحمت جثثكن .. الف شهيد وعشرة امثالهم من الجرحى والعدد مرشح للمزيد الله أكبر على الظالمين والمتخاذلين .. يا ايها المقاومون في غزة والعراق والشام هذا هو زمن الانكسار العربي وهذا هو زمن المعاهدات والكولسات للبقاء على الكراسي .. اسألوا الله وحده الثبات واسلوه النصر والعون .. اما هؤلاء الحكام فهم زائلون لا محالة وسيسجل التاريخ مواقفهم وسيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ..
لقد اتضح بدون ادنى شك ان الجيوش العربية والمدافع والطائرات التي دفعت الشعوب ثمنها من دمها وعرقها موضوعة للدفاع عن الحكام وعصاباتهم وشللهم .. فاذا ما انتفض الشعب على زعيمه خرجت الدبابات من اوكارها و صبّت الطائرات جام براميلها المتفجره على رؤوس الشعب .. آه كم انت مسكينة ايتها الشعوب العربية صنعت لنفسك اصناما وعكفت عليها عابدة ساجدة ...
أشعر بالغيرة من حكام اليهود واشعر بالغيرة من زعماء اوروبا وامريكا الذين ينتفضون اذا ما تعرض بلدهم او مواطنوهم الى ادنى خطر فيحركون بوارجهم واساطيلهم .. اما زعماؤنا يا حسرتي عليهم فانهم كالدمى المتحركة لا يحسب احد لهم حسابا سوى شعوبهم التي أدمنت التصفيق لهم والتغني بأمجادهم وانتصاراتهم والعجيب ان هؤلاء الحكام يعرفون الحقيقة لكنهم محظوظون بشعوب بلهاء .. أهلنا في غزة اصمدوا ولا تلتفتوا الى زعماء هذه الامة فالمعركة معركتكم وحدكم ولا معين لكم سوى ربكم .. فكل الجيوش العربية هم موظفون عند الحكام لحمايتهم والمحافظة على كراسيهم .. لقد اتضحت الصورة الان ولا حاجة لمزيد من التوضيح فعصر وامعتصماه من مخلفات الماضي ونحن الان في عصر خنوع الساسة والشعوب على حد سواء .. واذّكر حكامنا الاشاوس ان من أعدم صدام حسين صبيحة عيد الاضحى سيعدمكم الواحد تلو الاخر بعد ان تنتهي بالكامل صلاحيتكم وينتهي دوركم .. ومنطق التاريخ ان القوي هو من يحظى بالاحترام اما المتهالك الضعيف الذي يبيع امته وشعبه بعرض الدنيا الزائل فمصيره الى مكب النفايات ان آجلا او عاجلا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات