جراسا -

خاص - اسلام صوالحة - تصريحات الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، سامي ابو زهري التي دافع فيها عن الدور العروبي لدولة الامارات العربية، ورفض اتهامها بالتآمر على غزة والتحريض على العدوان، أثارت التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء تلك الإتهامات المفبركة، خصوصا بعد وصف ابو زهري للاتهامات بأنها دعاية صهيونية سربها العدو لزعزعة الثقة بين الفلسطينيين والإمارات.

فإن كانت حماس قد تنكرت لتلك الإتهامات، وأخلت مسؤوليتها عن تسريبها للصحافة والترويج لها، فمن يقف وراء التسريبات والفبركات الاعلامية بحق الإمارات، وما هي دوافع تلك الجهات المشبوهة؟

صدفة قادت "جراسا" لكشف جهة قد يكون لها يد في تسريب تلك المعلومات المغلوطة والتسريبات التي يقصد منها الإساءة للامارات من جهة، ولتعميق الخلافات بين الدول العربية وخصوصا الامارات وبعض الدول الخليجية من جهة اخرى.

فقد همست مصادر لـ"جراسا" بمعلومة مفادها ان شخصية مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس قامت بتسريب تقرير للصحفيين اطلعت "جراسا" على مضمونه ويفيد بأن رئيس جهاز الشاباك الاسرائيلي يورم كوهين ووزير خارجية الاحتلال افيغدور ليبرمان زارا دولة الامارات العربية بتاريخ 11/7/2014 وإلتقيا كلا من عبد الله زايد و منصور بن زايد بحضور محمد دحلان الذي وصفه التقرير المسرب بـ"عراب العلاقة بين اسرائيل ودولة الامارات ".

اللقاءات، وبحسب التقرير المسرب والمنسوب لمصادر مطلعة ، تأتي إستكمالا للقاء الذي جرى بتاريخ 26/6/2014 في باريس بحضور كل من جون كيري وزير الخارجية الامريكي وعبد الله بن زايد وأفيغدور ليبرمان ومحمد دحلان ، فيما إمتنع حضور هذا اللقاء وزير الخارجية السعودي لوجود ليبرمان في الاجتماع. وأكدت المصادر أن هذه اللقاءات تأتي في إطار تنسيق المواقف بين اسرائيل والإمارات بشأن الأوضاع في المنطقة العربية (سوريا – لبنان – العراق – ليبيا) والوضع الفلسطيني الداخلي ، وأن هذه اللقاءات تتم بشكل دوري .

صيغة التقرير المسرب تشابهت الى حد كبير مع صيغة التقارير التي نسبت في وقت سابق للقناة العبرية الثانية وتناقلتها وسائل اعلام عربية، وزعمت أن وزير الخارجية الإماراتي إلتقى سرا بنظيره الإسرائيلي وأكد استعداد بلاده لتمويل العدوان على غزة بقصد القضاء على حركة حماس.

ونسأل هنا عن غاية واهداف جهة فلسطينية من تسريب تلك المعلومات والتقارير التي من شأنها تعميق الخلاف بين دولة عربية تعد من أكثر الدول دعما للفلسطينيين، وبين جزء من الشعب الفلسطيني  .

مراقبون رأوا في تلك التسريبات محاولة لتصفية حساب بين مسؤولين فلسطينيين والقيادي في حركة فتح محمد دحلان الذي يقيم في الامارات بعد فصله من الحركة اثر خلافات مع الرئيس عباس، لاسيما وأن دحلان ومنذ بدء العدوان على غزة أبدى مواقف جريئة وقوية ضد العدو الصهيوني ودعا الى دعم المقاومة ، في الوقت الذي أثار موقف عباس المتخاذل والضعيف إستياء واسعا في صفوف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي استنكرت وادانت مواقفه الهزيله.

كما لفت المراقبون الى أن تسريب مثل تلك المعلومات المفبركة من شأنه إحراج حركة حماس وعزلها عن محيطها العربي ، في ظل الانجازات التي يحققها جناجها العسكري في مواجهة العدوان الصهيوني والتي قد تكون سببا في نزع الشرعية عن عباس ويمنح حماس شعبية وشرعية عربية بعد العزلة التي عانت بسببها في اعقاب سيطرتها على قطاع غزة، وتفاقمت عزلتها عقب الإطاحة بحكم الاخوان في مصر.

وفيما كانت رموز السلطة تتسابق للاساءة للامارات ، كانت طائرة شحن اماراتية من طراز "بوينغ 747" تحط في مطار ماركا في عمان ، محملة بـ114 طناً من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان قطاع غزة تضامناً معهم في الأوضاع بالغة الصعوبة التي يعيشونها حالياً في ظل العدوان الذي يتعرضون له من قبل القوات الإسرائيلية، وذلك بتوجيهات من نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمر بتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية لمعاونة أهل غزة في ظل استمرار الاعتداءات وما خلفته من أعداد متزايدة من الضحايا.