معركة اليرموك الجامعية!!


في الوقت التي يتبارز فيه رؤساء الجامعات الرسمية في أيهما يجمع مبالغ مالية من عملية رفع الرسوم الجامعية بأرقام تفوق التوقعات في ظل وضع اقتصاديّ صعب، مخالفين بذلك نصوص المواد الدستورية التي تجزم أن التعليم حق للجميع؛ لكي ينقضوا الجامعات من مأزق العجز والانهيار كما يدّعون، غير آبهين في معالجة القضايا المصيرية في أروقة جامعاتهم كقضية العنف الجامعيّ، وتأهيل الأمن الجامعيّ، والقضاء على المحسوبية والواسطة في التعيين والترفيع والتوريث والابتعاث بدون وجه حق.

في الأمس كان مسلسل العنف الجامعيّ يتواصل في جامعاتنا الرسمية بعد انقطاع دام أشهر معدودات ظننا أننا قد انتهينا من هذه الآفة الاجتماعية السلبية التي عصفت بسمعتنا الجامعية في السنوات السابقة، حتى بتنا على شفا نعيّ تعليمنا الجامعيّ في ظل عجز جامعيّ إداري وصمت حكوميّ غير مبرر على ما يجري في أروقة جامعتنا من مشاجرات جامعية أنهكت دورها التعليميّ وخدشت عذريتها الأكاديمية .

إن ما حدث في جامعة اليرموك في الأمس كان أمراﹰ طبيعياﹰ في ظل فوضى اجتماعية تسود أغلب المحافظات حيث تنوّعت المشاجرات وكثرت عمليات السطو المسلح والسرقات بأنواعها واستخدام العديد من أنواع الأسلحة التي لم نكن نسمع فيها إلا في مسلسلات الكابويّ المكسيكي وأفلام الأكشن في ظل هرولة حكومية في الإصلاح المزعوم، وتفكك في المنظومة الأخلاقية حتى وصلنا إلى ما يسمى بالتحرش الجنسيّ في شوارعنا تلك الظاهرة الدّخيلة علينا والتي أن أغشينا أبصارنا عنها سوف تسبب المزيد من الإزعاج والانحراف.

حذرنا مراراﹰ من ضعف الأمن الجامعيّ في جامعتنا وأنه بات الحلقة الأضعف في فتح بوّابات جامعاتنا على مصراعيها من أناس ليس لهم علاقة بالحياة الجامعية سوى البحث عن مشاجرات جامعية ليقدموا لها الدعم أو المساندة والعبث بمحتويات الجامعات ومرافقها أو أنهم جاءوا ليبحثوا عن قصص غرام وعشق يظنون أن الجامعة بيئة مناسبة لهم، بينما الأمن الجامعيّ يقف موقف المتفرج لأنهم قد جاءوا بعد حياة عسكرية طويلة لذلك وصلوا إلى مرحلة الاسترخاء لا بل قد تضاعفت عليهم الأوجاع والأمراض لذلك لا يستطيعون مجاراة جيل مازال في الرّيعان محصّن بالنشاط الزائد وهرمونات المراهقة وحب الاستكشاف ولو كان ذلك على حساب الجامعة وأمنها ومحتوياتها.

إن ما جرى في جامعة اليرموك بالأمس من استخدام السيوف والسكاكين والعصيّ يبرهن للجميع حجم الوهن الذي أصاب جامعاتنا في طريقة التعاطيّ مع هذه الظواهر وضعف طرق العلاج المقدمة للحدّ من تفاقم الوضع الأمنيّ داخل الجامعات، التي لغاية الآن تعجز عن ردع الطلبة المزعجين؛ لأنهم يدركون أننا في مجتمع متحاب سرعان ما يتم الصلح بين الأطراف ونعود إلى نقطة الصفر.

ولا بدّ للدولة من إعادة النظر بقانون خدمة العلم وإعادته للواجهة لينخرط شبابنا بالتدريبات العسكرية ويخضع للضبط والانضباط العسكرّي؛ ليكون على قادراﹰ على تحمل المسؤولية وجاهز للعمل في السلك المدنيّ والأكاديمي بكل أمانة ووطنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات