سياسة تحت المجهر


يحكى عن إحدى القبائل التي تعيش في قرية بعيدة ، كانت تمتاز بالفراسة والذكاء وذو سياسة عجيبة ، حيث أن هذه القبيلة كانت تحتوي على جميع الطباع والصفات والخصائص وحتى جميع العقول ، فقد كان فيها صاحب العلم والشهادات العليا ، وفيها صاحب الدين والحكمة، وفيها أئمة المساجد وأصحاب اللحى ، وفيها كبار التجار ، وفيها الصناع والحرفيين، وفيها الحرامي واللص ، وفيها الأزعر وصاحب السوابق وفيها .........الخ ، فقد كانت هذه القبيلة مهيأة كل التهيئة لأي شيء طارئ، فعندما تطلب المدينة من يمثل هذه القرية في أي شيء يتم اختياره ( أو يتنطح لها احد) من هذه القبيلة إن كان ذو علم أو كان ذو حكمة ، حتى في الخلافات والثأر كان يستخدم عقلاء هذه القبيلة المجانين وأصحاب السوابق للشجار وبعدها يقولون بأن فلان مجنون ليس عليه أي عتاب ، ( هكذا تحدثوا عن هذه القبيلة)
لكن الفرق بين هذه القبيلة وبين الحكومات العربية هي بعثرة الأوراق واختلاف الأدوار التي يلعبونها ، فمثلا عندما يخطب في المساجد صاحب السوابق والمشاكل ، وعندما توضع الأمانات بجيب الخائن ، وعندما يسند الأمر إلى غير صاحبه فعلى الدنيا السلام.
نضع رؤوسنا في الأرض عندما نسمع من يمثل الشعب الفلسطيني ويقودهم وهو يعاتب المقاومة الفلسطينية على دفاعها عن ارض غزة ، بالمقابل نرى تصريحات لبعض القادة اليهود وهو يقول ويتهم بوجود أعضاء داعش على أراضي غزة لتكون ذريعة لهم لاجتياحها برا ، حتى الإعلام العربي أصبح ينادي بأن تتوقف المقاومة عن عملياتها الدفاعية ويطلب منها التهدئة .
هكذا أصبحت الحكومات العربية كالأوراق المبعثرة التي يصعب جمعها أو حتى ترتيبها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات