الفلسطينيون: جريمة قتل الطفل محمد أبوخضير .. يوم سقوط الإنسانية - صور


جراسا -

خاص - نهاد الطويل - على طريقة المجازر الوحشية بحق المسلمين في الروهنغيا في إقليم أراكان بميانمار "بورما" بخطفهم وحرق جثثهم ارتكب المستوطنون المتطرفون الصهاينة جريمتهم البشعة أمس بحق الطفل المقدسي النحيل الشهيد محمد أبو خضير (16)عاما.بعدما اختطفوه وقتلوه ومثلوا بجثته ومن ثم قاموا بحرقها وذلك عقب عودته من صلاة الفجر ببلدة شعفاط بمدينة القدس المحتلة أول أمس الأربعاء.

الصورة تختصر لنا مشهدا بشعا لانقضاض وحوش بشرية بلا إنسانية ولا ضمير،وتختصر معاناة الفلسطينين وأطفالهم في وقت تنتشر فيه مجموعات من القتلة الاسرائيلين في الشوارع الفلسطينة بداعةي الانتقام من خلال محاولات الخطف المتكررة لتعذب الأطفال وتحرق وتمزق اجسادهم ببشاعة،فيما سقطت الإنسانية سقوطا مدويا أمام ذلك واكتفت بإدانات قاصرة يتيمة لن تعيد الحقوق لإصحابها.

قصة الجريمة بدأت بعد أن تمكنت مجموعة من المستوطنين المتطرفين بخطف الطفل الشهيد خضير من أمام منزله بعد عودته من صلاة الفجر يوم الأربعاء الماضي ليتم قتله والتنكيل به وتعذيبه وحرق جسده الطاهر بلا رحمة.

في السياق،لا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي ترفض تسليم جثمان الشهيد خضير لعائلته وأصرت على تشريحه فيما رفضت عائلته ذلك واستدعت شرطة الاحتلال والدة الشهيد إلى مقر التحقيق "المسكوبية" في القدس المحتلة فيما يقبع والده هناك منذ ساعات الصباح.

وتأتي الجريمة التي هزت الشارع الفلسطيني عقب عثور الاحتلال الاسرائيلي على جثث المستوطنين الاسرائيليين الثلاثة، وهو ما يؤشر لتحول خطير وغير مسبوق عنوانه الانتقام من كل ما هو فلسطيني ما يشكل أبعاداً مأساوية، وذلك في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلّة.ولم يكفِ قيام قوات الاحتلال بمداهمات واعتقالات وهدم منازل فلسطينيين بل شنّت مجموعات من المستوطنين المتطرفين عمليات وُصفت بـ"الانتقامية، ردّاً على مقتل المستوطنين الثلاثة.

والدة الشهيد خضير اختصرت في تصريحات صحافية لوسائل الإعلام تتحدث والدموع تسيل من عينيها: "خرج محمد الساعة 3:30 قبل آذان الفجر، بعد تناوله السحور، وبعد 15 دقيقة جاء ابن شقيقي –صديق محمد- وأخبرني بحادث اختطاف، وسألني عن محمد، فأخبرته بأنه بالمسجد، ولدى ذهابه للمسجد لم يكن فيه".

وتضيف الوالدة بحسرة الأم التي أفقد الاحتلال فلذة كبدها: "لم يكن محمد بالمسجد، فقمت بالاتصال به على هاتفه المحمول، لكنه كان مغلقا، أما والده فخرج مسرعا من البيت وأبلغ الشرطة، كما تحدث مع الشبان الذين شاهدوا عملية الاختطاف وحاولوا اللحاق بالسيارة لإنقاذ محمد الذي قام بالصراخ دون جدوى.

"وتقول والدته: "اليوم ابني..وبالأمس حاولوا اختطاف طفل من عائلة زلوم، ومن سيكون بعدهم؟؟".

وتتابع السيدة المقدسية الصابرة المحتسبة :"لا أريد أي شيء أريد أن يعود ابني إلى المنزل، أريده حيا، خرج محمد كعادته ليصلي الفجر مع أصدقائه ولم يعد... أنا بانتظاره"... "أريد محمد حياً".

ادانات لا تعيد الحقوق لأصحاباتها ..

ولاقت جريمة القتل البشعة ادانات دولية واسعة في وقت يصف فيه الفلسطينيون هذه الادانات بالقاصرة واليتيمة ولن تعيد الحقوق الى اصحابها وذلك في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي ومواصلة سياسته العدوانية بحق الفلسطينين.حسب ما رصدته "جراسا".

وقال مكتب الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان إن "بان كي مون أعرب عن خالص تعازيه لأسرة الضحية مكررا دعوته جميع الأطراف إلى ضمان عدم تصعيد التوتر مما قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح"، كما طالب بان كي مون بتقديم مرتكبي هذا العمل "الحقير" على وجه السرعة إلى العدالة.

وأوضح البيان أن قتل الشاب الفلسطيني يبدو أنه جاء ردا على حادث مقتل ثلاثة مستوطنين في وقت سابق من الاسبوع والذي دانه أيضا "بأشد العبارات".

بدوره دان البيت الابيض مقتل المراهق الفلسطيني ودعا السلطات إلى اتخاذ خطوات لمنع تصاعد التوتر، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنيست في تصريحه الصحفي المعتاد إن "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة القتل البشع للمراهق الفلسطيني محمد حسين أبو خضير.. وندعو حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع أجواء الانتقام والثأر"

وكان قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال في وقت سابق "لا توجد كلمات كافية للتعبير عن تعازينا للشعب الفلسطيني" ووصف عملية القتل بأنها "مثيرة للاشمئزاز وعبثية".

من جانبه دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الأربعاء، "بأقسى التعابير" عملية خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير في القدس.

وجاء في بيان لقصر الإليزيه إن هولاند "يدين بأقسى التعابير هذا الاغتيال الشنيع ويقدم أحر تعازيه لعائلة المراهق"، مضيفا إن "رئيس الدولة يذكر أيضا بأهمية أن يتحلى كل فرد بأكبر قدر من ضبط النفس ويقوم بما هو ضروري لتفادي تصعيد خطير في أعمال العنف والردود الانتقامية".

إلى ذلك قال وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس، "أعبّر عن انزعاجي من اغتيال الشاب الفلسطيني الذي اختُطف في القدس الشرقية". وأردف قائلا "أقدّم تعازيّ الحارّة لعائلته، ويجب تحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم".

بدورها دانت بريطانيا مقتل الفتى الفلسطيني وشددت في بيان لوزير خارجيتها ويليام هيغ "على ضرورة ملاحقة المجرمين وتقديمهم الى العدالة" كما رحب هيغ في هذا السياق بإعلان الحكومة الاسرائيلية التزامها بمحاسبة اي يشخص يثبت تورطه في الجريمة.

ودعا هيغ جميع الأطراف الى نبذ الأعمال التي تؤدي الى فقدان مزيد من الأرواح مؤكدا أن الأحداث الاخيرة أظهرت مدى الحاجة الى اتخاذ خطوات تجاه سلام دائم في المنطقة.

وفي نفس السياق أعربت مصر الأربعاء عن إدانتها لحادث خطف وقتل الفتى الفلسطيني محمد حسين أبو خضير على يد مجموعة من المستوطنين الاسرائيليين في القدس الشرقية.

وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي رفض مصر الكامل وادانتها لكافة أعمال العنف التي تؤدي لإزهاق أرواح المدنيين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

فعار أن تمر جريمة قتل الطفل محمد أبو خضير بلا عقاب رادع ومزلزل ، من المخجل أن يُترك هؤلاء القتلة المستوطنين يعربدون وينشرون الإرهاب والدم في الشوارع والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية .



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات