أنا وقلبي
جراسا - بقلم: بثينة بنت محمد صبره
في مكان مظلم..تسكنه الآهات..وتلف جدرانه خيوط الوحدة والخوف كانت تقطنه تلك المضغة الحزينة..التي تملكها اليأس والألم..أسرتها الأفكار وسيطر عليها الوهم حتى أصبحت شاحبة الوجه هزيلة الجسد شفتاها مشققتان من الصمت..ليس بوسعها سوى الانتظار حتى يصحو الضمير العربي!!فذات يوم وفي ظل تفكير آسر شعرت تلك المضغة الموجودة بين ضلوعي بالخوف فارتجفت ورحت أرتجف معها-نعم إنه قلبي وذاك المكان هو جسدي-..انتظرت إلى أن هدأت فسألتها:ما الذي حل بك فجأة؟؟فأجابتني باكية معاتبة:ما بك أيها الخاوي تتعجب لخوفي وارتجافي؟!..فلم أستطع سماعها حتى النهاية ورجعت خطوة للوراء وأخذت أسترجع شريط حياتي..هل أنا كما تصفني تلك المضغة الباكية؟هل أنا خاو؟فسيطرت علي مشاعر الخوف حينها بل وأسرتني في شباكها,وغصت في صمت عميق!!
في داخلي إرادة تدفعني لتحطيم تلك الشباك(شباك الخوف) والتحرر من سجن الصمت القاتل,فسألتها مترددًا:أ أ أجيبيني ما بك؟..فأخذت تصيح باكية وتكلمت مبررة لي ما هي عليه:لقد التقى المسلمان بسيفيهما,وقتل المسلم أخاه المسلم,وانشغل العرب بمقاتلة بعضهم عن لقاء عدوهم بيد واحدة متكاتفين... واحسرتاه على ما حل بنا..واأسفاه علينا,أيها العرب أفيقوا فأنتم صناع التاريخ المشرف,لماذا تدمرون حاضركم وتهدمون مستقبلكم بأيديكم؟!..فسرعان ما أخذت أهتف معها:أيها العرب أفيقوا فأنتم صناع التاريخ المشرف...
وفجأة عاد الصمت وفرش ظلاله,وتهنا معًا في الأفق نبحث عمن يسمعنا ويلبي نداءنا..وبهذه اللحظات أيقظتني صرخة صوت بريء ينادي:أماه إلى أين أنت ذاهبة؟..لا تتركيني لنفسي فليس بوسعها تحمل هذا الواقع بعيدًا عنكِ,يا أبي أنا لا أجيد لعبة الحياة بدونك...أبكاني هذا الطفل الذي فقد والديه فراحوا شهداء إثر قصف على مدينتهم,كيف له أن يحمي نفسه من وحوش الدنيا؟!..سار الطفل باكيا محاولًا الهروب من ذاك الواقع الذي جرده من كل أسباب السعادة,لكن لا مفر فأين ما ذهب سيجده العناء..لقد انهمرت عليه شآبيب من المسؤولية التي هي أكبر منه,ها هو الآن ضائع بين ثنايا الدنيا يقلب صفحاتها باحثًا عن الأمن والاستقرار لكن لا جدوى!مسكين ذاك الطفل إنه كبش فداء ليس له ذنب إنما الذنب ذنبنا,لنكن يدًا واحدة أيها العرب شيبًا وشبابًا,لندفع الظلم عن هؤلاء الأطفال الذين تيتموا وشُردوا وربما قتلوا بلا ذنب,ولو كنا متكاتفين معًا لما حل بهم ذلك.
سامحني أيها الطفل البريء فقد كان بودي أن أمسح الدمعة عن عيونك,وأرسم البسمة على شفتيك الجميلتين,وأمحو ملامح الضعف والخوف من وجهك,لكنك وللأسف فارقت الحياة مسرعًا ولم تحتملها بلا أبويك-رحمك الله يا عصفور الجنة الجميل-وها نحن أنا وقلبي ضائعان معًا في حقيقة واقعنا العربي المرير وما زلنا نبحث عمن يسمعنا ويلبي نداءنا.
بقلم: بثينة بنت محمد صبره
في مكان مظلم..تسكنه الآهات..وتلف جدرانه خيوط الوحدة والخوف كانت تقطنه تلك المضغة الحزينة..التي تملكها اليأس والألم..أسرتها الأفكار وسيطر عليها الوهم حتى أصبحت شاحبة الوجه هزيلة الجسد شفتاها مشققتان من الصمت..ليس بوسعها سوى الانتظار حتى يصحو الضمير العربي!!فذات يوم وفي ظل تفكير آسر شعرت تلك المضغة الموجودة بين ضلوعي بالخوف فارتجفت ورحت أرتجف معها-نعم إنه قلبي وذاك المكان هو جسدي-..انتظرت إلى أن هدأت فسألتها:ما الذي حل بك فجأة؟؟فأجابتني باكية معاتبة:ما بك أيها الخاوي تتعجب لخوفي وارتجافي؟!..فلم أستطع سماعها حتى النهاية ورجعت خطوة للوراء وأخذت أسترجع شريط حياتي..هل أنا كما تصفني تلك المضغة الباكية؟هل أنا خاو؟فسيطرت علي مشاعر الخوف حينها بل وأسرتني في شباكها,وغصت في صمت عميق!!
في داخلي إرادة تدفعني لتحطيم تلك الشباك(شباك الخوف) والتحرر من سجن الصمت القاتل,فسألتها مترددًا:أ أ أجيبيني ما بك؟..فأخذت تصيح باكية وتكلمت مبررة لي ما هي عليه:لقد التقى المسلمان بسيفيهما,وقتل المسلم أخاه المسلم,وانشغل العرب بمقاتلة بعضهم عن لقاء عدوهم بيد واحدة متكاتفين... واحسرتاه على ما حل بنا..واأسفاه علينا,أيها العرب أفيقوا فأنتم صناع التاريخ المشرف,لماذا تدمرون حاضركم وتهدمون مستقبلكم بأيديكم؟!..فسرعان ما أخذت أهتف معها:أيها العرب أفيقوا فأنتم صناع التاريخ المشرف...
وفجأة عاد الصمت وفرش ظلاله,وتهنا معًا في الأفق نبحث عمن يسمعنا ويلبي نداءنا..وبهذه اللحظات أيقظتني صرخة صوت بريء ينادي:أماه إلى أين أنت ذاهبة؟..لا تتركيني لنفسي فليس بوسعها تحمل هذا الواقع بعيدًا عنكِ,يا أبي أنا لا أجيد لعبة الحياة بدونك...أبكاني هذا الطفل الذي فقد والديه فراحوا شهداء إثر قصف على مدينتهم,كيف له أن يحمي نفسه من وحوش الدنيا؟!..سار الطفل باكيا محاولًا الهروب من ذاك الواقع الذي جرده من كل أسباب السعادة,لكن لا مفر فأين ما ذهب سيجده العناء..لقد انهمرت عليه شآبيب من المسؤولية التي هي أكبر منه,ها هو الآن ضائع بين ثنايا الدنيا يقلب صفحاتها باحثًا عن الأمن والاستقرار لكن لا جدوى!مسكين ذاك الطفل إنه كبش فداء ليس له ذنب إنما الذنب ذنبنا,لنكن يدًا واحدة أيها العرب شيبًا وشبابًا,لندفع الظلم عن هؤلاء الأطفال الذين تيتموا وشُردوا وربما قتلوا بلا ذنب,ولو كنا متكاتفين معًا لما حل بهم ذلك.
سامحني أيها الطفل البريء فقد كان بودي أن أمسح الدمعة عن عيونك,وأرسم البسمة على شفتيك الجميلتين,وأمحو ملامح الضعف والخوف من وجهك,لكنك وللأسف فارقت الحياة مسرعًا ولم تحتملها بلا أبويك-رحمك الله يا عصفور الجنة الجميل-وها نحن أنا وقلبي ضائعان معًا في حقيقة واقعنا العربي المرير وما زلنا نبحث عمن يسمعنا ويلبي نداءنا.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
بل سأقول لكِ هل من جديد
هل من جديد على تلك الأقوام التي بات يغمرها سبات أهل الكهف ...
بل أن أهل الكهف من أصحاب الإيمان كيف لنا أن نعيد ما سلب منا ونحن على شفا حفرة ...
على كل حال ان كان بالعمر بقية سأقوم بتنزيل موضوع ردا على كلامك الجميل
شكرا لل إلك على هاد الموضوع الأليم