في مثل هذا اليوم 5\حزيران\1967 .. ؟


- في مثل هذا اليوم 5\حزيران\1967 ، لم يبتلع اليهود ما تبقى من فلسطين فحسب ، بل حدث ما هو أسوأ بكثير...!!! ، إذ أثبتت التداعيات المتلاحقة لهذا اليوم المشؤوم ، أن ما يُعرف بالأمة العربية الإسلامية ، ليست سوى فسوة نسر في الفضاء الكوني ، ربما شعر بتأثيرها أهل زحل أو المريخ...!!!.

- على إثر ما سبق في السطرين السابقين ، سينفعل الإسلامويون ، القومجيون والعنتريون ، وربما يرجمني بعضهم بأبشع العبارات ، وعلى الأقل سينعتني أدعياء العقلانية أني من هواة جلد الذات ، أما عن ما أتوقعه من الغيبيين فحدث ولا حرج ، فربما يكفروني ويصفوني بأحقر الأوصاف ، وكأني حين أتحدث عن الواقع المُعاش أصبحت مخالفا لوعد الله القدير ، ناسين أو متناسين أني إنسان إضطررت للهجرة من واحدة من أقدس المدن الفلسطينية ، خليل الرحمن وقلعة جدي الأكبر عيسى بن عمرو ، حيث وُلدت ، نشأت وترعرعت فيها ، وهي التي لا تبعد عن الحرم الإبراهيمي الشريف أزيد من خمسين أو ستين مترا ، ولهذا لا شيئ سيثنيني عن موقفي التشاؤلي وشعوري بالخذلان من هذه الأمة ، التي "كااااااااااااااااااااانت" ذات يوم تحظى بالحضور على خارطة البشرية ، في عهود بائدة وربما في حياة سابقة ، تلاشت ، تبددت ، إنتهت وباتت مجرد أطلال كما هي روما ، أثينا ، إسبارطة ، ومن قبل آرام ، كنعان ، فنيقيا ، آشور ، الفراعنة ، سومر وغيرها الكثير...!!!

- مع كل ذلك الألم والعنت ومشاعر الحزن التي تنتابني اليوم ، ما أزال وسأستمر في البحث عن طريق موضوعي ، عقلاني وإستراتيجي يُعيد لي الأمل من جديد ، بأن يتشكل جيل من الشبان والصبايا مؤهل ، مسلح بكل العلوم ، التقنيات ، الصناعات وبثقافة حداثية ، تمزج بين الموروث التاريخي للحضارة العربية الإسلامية ، وبين مستلزمات الزمن المُعاش بعلومه ، تقنياته وأدواته الكفاحية المتعددة ، جيل يتربى على مبادئ الحرية ، الديموقراطية ، العدل ، المساواة وحقوق الإنسان ، جيل عربي ، مسيحي وإسلامي واقعي ، موضوعي في تفكيره ، وفي كيفية سعيه لإسترداد حقه في فلسطين كخطوة على الطريق ، لإعادة هيبة وحضور الحضارة العربية الإسلامية على خارطة البشرية من جديد ، لتعود شريكا فاعلا ومؤثرا فيما تشهده هذه البشرية من قفزات نوعية ، والتي أهمها ثورة المواصلات والإتصالات التي يمكنها الآن تجمع البشرية ، بلغاتها ، ثقافاتها ، قيمها ، أخلاقياتها ، عاداتها ، تقاليدها ، ألوان بشرتها وطرق عيشها في غرفة كونية ضيقة...؟؟؟!!!

- وإن كان هذا اليوم المقيت بقسوته على النفس ، يكاد يطحن عظامي كما يؤرق منامي على مدى 47 عاما ، إلا أني ما أزال لن أتوانى عن توجيه هذا النداء ، الذي أهيب من خلاله بالوطنيين الصادقين من العلماء ، المفكرين ، المثقفين ، السياسيين ، الإعلاميين والقادة الأفذاذ ، الذين يؤمنون بالحق العربي المسيحي والإسلامي في فلسطين ، القدس ، خليل الرحمن، المقدسات المسيحية والإسلامية ، وبحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لمدنهم ، بلداتهم ، قراهم وخرباتهم التي هُجروا منها ، بأن يبدأوا بتنظيم ، تثقيف وتوعية الجيل الحالي من شبان وشابات هذه الأمة ، للقيام بإنتفاضة على أسس نضالية ، كفاحية ، سلمية وحضارية ، والتي إن بدأت اليوم فإني على يقين بأننا إن مدَّ الله في عمرنا ، سنشهد إنعطافة بنسبة 180 درجة ، وسيكون يوم 5\حزيران\2015 يوما آخر ، إن لم تتحقق فيه آمالنا في تحرير الضفة الغربية وقطاع غزة ، فإننا على أقل تقدير سنكون على مرمى حجر من تحريرهما ، إن واصلنا إنتفاضتنا الفلسطينية ، الأردنية ، العربية المسيحية والإسلامية السلمية والحضارية ، التي تعتمد وترتكز على قرارات الشرعية الدولية الخاصة بقضية فلسطين وأهمها القرار 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيية ، والقرار 242 وإتفاقية جنيف الرابعة ، وقرار المحكمة الدولية الخاص بجدار الفصل العنصري ، وبقية القرارات المتعلقة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية ، فهل نحن فاعلون...؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات