وفاة الرقيب الحواتمة في المدينة الطبية


جراسا -

خاص - توفي عصر اليوم الجمعة، الرقيب عودة الحواتمة في المدينة الطبية حيث كان يتلقى العلاج من لدغة افعى بعد ان علق في محمية وادي الموجب شديدة الوعورة الاسبوع الماضي، وظن حينها انه مصاب بجلطة ، وتطلبت عملية انقاذه ساعات نفذها الاهالي بعد ان عجزت كوادر الدفاع المدني من الوصول اليه لانقاذه.

وقد نقل الرقيب الحواتمة الى المدينة الطبية بايعاز من رئيس هيئة الاركان الفريق اول الركن مشعل الزبن، وقد فشل الاطباء في انقاذ حياته على خلفية تباطؤ عملية انقاذه التي استمرت لساعات طويلة ولم تثمر كافة الاتصالات مع الجهات الرسمية لتحريك طائرة عمودية كي تنقذ حياته بالسرعة المطلوبة.

وتصنف الافاعي في المنطقة بانها من الاعلى خطورة عالميا.

وكان الفريق الطبي المشرف على حالة الرقيب الحواتمة قد اجرى تدخلا علاجيا له الا ان جهودهم لم تثمر جراء تدهور صحة الرقيب.

وقد اخذت قضية الرقيب الحواتمة - رحمه الله- بعدا شعبيا واعلاميا واسعا بعد التغطية التي حظيت بها في جراسا على خلفية الطريقة البدائية التي انقذ بها باستخدام البهائم، ومن خلال اهالي المنطقة يرافقهم كادر الدفاع المدني الذي فشل في الوصول اليه، وقد استمرت عملية اخراجه من الوادي السحيق حيث يرقد لنحو اربع ساعات ونصف الساعة.

وبدى عدم تجاوب الجهات الرسمية،رغم محاولات نائب لواء ذيبان علي السنيد في تحريك طائرة عمودية لاتقاذه ادراج الرياح رغم انه وضع كافة مستويات القرار بصورة الوضع.


"جراسا" تشاطر ذوي الفقيد مشاعر الحزن والمواساة "وانا لله وانا اليه راجعون".

وتاليا حيثيات التغطية الاعلامية للحادثة كما تناولتها "جراسا" من خلال نداء عاجل الى الباشا مشعل الزبن اطلقه النائب علي السنيد .

وتاليا نصه :
ما يزال الرقيب عودة الحواتمة يعاني بين الحياة والموت في منطقة جبيلة وعرة بالقرب من محمية الموجب وقد اصيب بجلطة مفاجئة حيث تفشل كوادر الدفاع المدني بالوصول اليه في هذه المنطقة المقطوعة والتي تفتقر الى طريق يوصل اليها.

وبعد مرور ساعتين ونصف الساعة على التبليغ عن الحادثة ومحاولات نائب لواء ذيبان المستميتة مع كافة الجهات المسؤولة لتحريك طائرة عمودية لنقله , الا ان احدا لم يتحرك الى اللحظة لانقاذ هذا العسكري الاردني الذي قد يفقد حياته في اية لحظة.

وتاليا نص مقالة النائب علي السنيد المنشورة في جراسا والتي وضحت فشل عملية الانقاذ، وكانت بعنوان : "عملية انقاذ الرقيب الحواتمة ... يا عيب الشوم"
كتب النائب علي السنيد:

على البهائم يضطر اهالي قرية الشقيق الذين تحلقوا حول التلال والجبال الوعرة المحيطة بمحمية الموجب وهم يحاولون الوصول الى الوادي السحيق، واجتياز المناطق الوعرة الى حيث يرقد ابنهم الرقيب عودة الحواتمة لانقاذه بحهود شعبية يرافقهم كادر الدفاع المدني المغلوب على امره، وقد فشل في الوصول الى المصاب بالسيارة المخصصة للانقاذ، و هو الذي باغتته جلطة مفاجئة في ذلك الوادي السحيق، حيث يخلو من وجود طريق سالكة تصل اليه، وقد بقي على حاله كما كان ايام الدولة العثمانية، وما يزال اهالي لواء ذيبان يلتمسون رحمة الدولة بهم بتطوير مناطقهم النائية.

وصلني الخبر في الساعة العاشرة ، والنصف صباحا من ذوي المصاب، وانهم يتطلعون الى تحرك طائرة عمودية تستطيع الوصول الى الموقع لانقاذ ابنهم الرقيب والذي يعاني بين الحياة والموت.

وكنت منذ اللحظات الاولى وضعت رئيس الحكومة بصورة وجود رقيب من الجيش عالق بين الحياة والموت في منطقة محمية الموجب على اثر اصابته بجلطة ويفشل الدفاع المدني في الوصول اليه ، وينتظر قرارا رحيما من الدولة لانقاذ حياته، وذلك من خلال مدير مكتبه عمر بيك المفتي حيث الرئيس لم يعد يرد على اتصالاتي منذ تصويتي برد الموازنة العامة، واخذ خبرا ووعدني بمخاطبة مكتب قائد الجيش.

ومن ثم هاتفت معالي وزير التنمية السياسية وابلغته بالامر ، وعلى الفور اتصل معاليه بجهة الاختصاص ولم يحدث التجاوب ، والى ذلك وقبل اقامة صلاة الجمعة واتصلت بمعالي وزير الداخلية ولم يكن هنالك رد فارسلت له رسالة مفادها ان الامر يتعلق بالضرورة القصوى فاجابني معاليه اذا كان الموضوع يتعلق بالرقيب المصاب في الموجب فان الاجراءات اتخذت بشأنه.

عند ذلك دخلت الى المسجد لالحق ما تبقى من صلاة الجمعة، وقد رافق ذلك نشر خبر جراسا عن الحادثة والذي جاء على شكل مناشدة للباشا مشعل الزين لانقاذ احد افراد الجيش.

عند خروجي من المسجد تم ابلاغي بان الدفاع المدني وصل الى الرقيب المصاب، وانه في طريقه الى مستشفى الاميرة سلمي في ذيبان، وعندما اتصلت بالاهالي كي اتأكد من صحة ما جرى اخبروني انهم امضوا ثلاث ساعات ونصف من الانقاذ اليدوي المتواصل يرافقهم كادر الدفاع المدني مشكورا وتم نقل المصاب خلالها على البهائم للوصول به الىى اقرب نقطة تستطيع سيارة الاسعاف الوصول اليها، ومن ثم سارت به المركبة الى المستشفى القريب والذي يخلو من تجهيزات تتعامل مع مثل هذه الحالة، وهو ما حدث بعد ذلك اذ تم تحويله الى المدينة الطبية لتلقي العلاج وهو في حالة غيبوبة.
بعد نشر الخبر في جراسا بنصف ساعة اتصل بي معالي وزير الداخلية، واخبرني ان الطائرة العامودية تلقت امرا قبل ساعة وثلث لنقل المصاب الا ان طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة حالت دون هبوطها، وان كادر الدفاع المدني هو الذي نقل المصاب ، الا ان الاهالي اكدوا لي ان طائرة لم تحلق في سماء المنطقة ، وان عملية الانقاذ البدائية تمت على البهائم وهي مسجلة من خلال كاميرات التليفونات؟؟؟.

بقي ان اقول ماذا لو تاهت سائحة اسرائيلية في احدى المناطق الوعرة في الاردن ، او احد الاجانب تم فقدانه، وكم من الطائرات كانت ستتحرك للعثور عليه ، ولماذا تهون حياة الاردنيين في وطنهم الى هذا الحد.

وانا اجزم اننا لا نحتاج لحراك واحد كي تستفيق الدولة من غفوتها ، وانما لثلاثين حراكا على الاقل.



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات