جراسا -

دعا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي الفلسطينيين إلى وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف البرغوثي خلال محاضرة ألقاها في الجامعة الأردنية اليوم بدعوة من مركز الدراسات الاستيراتيجية أن من أهم محاور هذه الاستراتيجية المقاومة الشعبية التي تعتبر نمط أصيل من تراثنا مشيرا إلى أروع وأرقى ثورة شعبية عرفها الشعب الفلسطيني عام 1936.

وزاد البرغوثي أنه يجب أن تتضمن الاستيراتيجية التي تستهدف تغيير ميزان القوى وحدة وطنية وسياسات اقتصادية لدعم الصمود الفلسطيني وتفعيل المقاطعة مع الاحتلال الاسرائيلي إلى جانب الضغط على المجتمع الدولي لإجبار اسرائيل على تنفيذ القرارات الشرعية الصادرة عن الأمم المتحدة والمتعلقة بالاحتلال الاسرائيلي.

وأكد المحاضر أن المفاوضات مع اسرائيل منذ "أوسلو" عام 1993 لم يتحقق منها أية نتائج سوى اتساع رقعة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومحاولة التغيير الديموغرافي في الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين وتهويد الأرض الفلسطينية.

ولفت البرغوثي إلى أن النشاط الاستيطاني يقل في حالة وجود مقاومة من الشعب الفلسطيني، وتزداد وتيرته في حالة وجود مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي

وشرح البرغوثي معاناة الفلسطينيين من التهجير والتمييز والفصل العنصري، وقدم نماذج لبلدات وقرى فلسطينية تعاني من اضطهاد في مجالات التعليم والصحة والزراعة، وقال البرغوثي إن (10) آلاف منزل في القدس الشريف مهددة بالهدم في حين تم هدم (120) منزل في بلدة سلوان الفلسطينية لإقامة حديقة للمستوطنين في البلدة نفسها.

بيد أن البرغوثي أكد أن الفلسطينيين الآن هم ليسوا في مرحلة حل مع الكيان الصهيوني بل في مرحلة مقاومة وصراع لتحقيق أهدافهم المشروعة في الحرية والاستقلال.

ونوه البرغوثي إلى أن الاقتصاد الفلسطيني قوي بحسب مؤشرات البنك الدولي لولا العقبات الاسرائيلية التي تقف ضد نموه مشيرا إلى أنه بالإمكان تحقيق وفر مالي يقدر بنحو 3,5 مليار دولار وهو مبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المساعدات المقدمة للفسطينيين.

وأشاد البرغوثي بالمواقف الأردنية الداعمة لقضية ونضال الشعب الفلسطيني مؤكدا أن الأردن الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني وهو يمثل أهم الشعوب بالنسبة للفلسطينيين لارتباطه المقدس بالقضية الفلسطينية.

وأعرب المحاضر عن تفاؤله بإزالة الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية، لافتا في هذا الصدد إلى تجربة شعوب جنوب أفريقيا وتجربة الهند التي استعمرت (236) عاما ونالت استقلالها بعد نضال طويل قادته ثوره شعبية إلى جانب دعم المجتمع الدولي لتلك الدول للحصول على الحرية والتحرر.

وكان مدير مركز الدراسات الاستيراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى شتيوي الذي قدم المحاضر قد أشار إلى أن القضية الفلسطينية قد مرت عبر تاريخها الطويل بمنعطفات سياسية خطيرة.

وقال شتيوي أن أوهام عملية السلام قد تلاشت بسبب التعنت الاسرائيلي ولم تلتزم اسرائيل بتطبيق الاتفاقيات التي وقعت عليها.

وأكد مدير المركز أن عملية السلام وصلت إلى مرحلة حرجة، وأصبحت فرص حل القضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية أقرب إلى الخيال من الواقع.

وأشار شتيوي إلى أن مبادرة وزير الخارجية الأمريكي كيري التي جاءت العام الماضي لتحريك المياه الراكدة في عملية السلام لم يكتب لها النجاح بسبب استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات وعدم الالتزام باطلاق الأسرى المتفق عليهم فضلا عن شرط اسرائيل اعتراف السلطة الفلسطينية بيهودية الدولة ورفضها ترسيم الحدود والانسحاب من القدس الشريف.