مجلس النواب : هل هو امام مشروع وطني امم مشروع لغوي ؟!!!


ان المتابع باستمرار لجلسات مجلس النواب وخاصة عندما يكون النقاش بخصوص قانون او تعديل او اضافة نص او غير ذلك يزداد استغرابه باستمرار , بالطبع لايوجد اي نوع من التغيير او التعديل الجوهري على مشاريع القوانين المرسلة من اي جهة معنية بل غالبا ما تكون الجلسات مجرد تفنن باساليب التقديم والتاخير اللغوي الذي لو بقي على حاله لوفر علينا عناء الانتظار والمتابعة , الهيكل العام للقانون او المشروع المقدم للمجلس ثابت والحوار يطرأ على كيفية الصياغة والاسلوب فقط, فهل نحن بهذا الوقت لانحتاج الا للتفنن بالنحو والصرف والاملاء وتشكيل الاحرف مابين نصب وفتح وضم !!! وهل تجاوز المجلس واجباته وتعداها لاثراء اللغة وصناعة مصطلحات جديدة ؟!!!! واين دور هذا المجلس بالتشريعات الجوهرية التي غالبا ماتلازم الدور الريادي لطبيعة عمل المجالس النيابية بباقي دول العالم ؟!! من خلال المتابعة المستمرة لجلسات المجلس لابد لنا ان نشيد ببعض النواب والذين غالبا ما يركزون على اضفاء متطلبات المصلحة الشعبية على اساليبهم في النقاش والتعديل على بعض القوانين , ولكننا نتفاجأ وللاسف بوجود تيار اخر يركز على الاسلوب في الصياغة اكثر من توجهه للتغيير الفاعل الذي تنعكس اثاره على طبيعة عيش المواطن, والسؤال المطروح منذ فترة هل كان لتوقف الربيع العربي الاثر الفعال بغياب الحماس لدى النواب لانتاج تشريعات ناظمة وقوية تخدم وتساعد المواطن على نسيان ويلات الماضي نتيجة لقوانين عصر الاهمال والتسيب؟!! ام هي مجرد قناعة لدى نوابنا بعدم جدوى التغيير الجذري على اغلب القوانين السابقة وما سيأتي لاحقا؟!! وهل تناسى النائب دوره الرئيسي واتجه لمواسم الحصاد والكسب واصبح جزءا من نظام الحكومات المتعاقبة ؟!! ام ان البعض منهم اقتنع بان النيابة مجرد وظيفة تتجدد كل اربع سنوات ولهذا اصبح البعض منهم يتحدث بجلساته الخاصة مع الاصدقاء بطريقة مختلفة تماما عما يتحدث به ويشارك به اثناء الجلسات ؟!! من هنا نود الاشارة لجميع نوابنا بأن الامانة التي حملتموها وعاهدتم بها الوطن ستبقى رهن اعناقكم فحافظوا عليها ونفذوها وتذكروا بأن الواجب والعمل المنطلق من ضمير الامة ومن اجل المواطن سيبقى امانة باعناق الشرفاء لاتغيره الرياح ولاتمسحه المصالح , فما زال المواطن يعاني الامرين منذ فترة طويلة فلا يريد مزيدا من المعاناة بوجودكم واهمالكم لما يرجوه ويتطلع اليه كجهود يتمناها منكم !, وتذكروا ان المواطن لاتهمه النظريات والعبارات الرنانه بل دوما ما يكون طموحه التغيير الذي يعيد اليه الكرامة والعيش بامان وسلامة بجميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , واخيرا نتمنى من الجميع بمجلسنا الموقر ان يكون التركيز على جوهر القانون والتشريع اكثر من تركيزه على تغيير الشكل مع المحافظة على نموذج السياق ..... والسلام

(ملاحظة : مقالتي هذه مع احترامي للجميع ولمجلسنا الموقر هي للتذكير فلعل الذكرى تنفع المؤمنين)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات