حين تعاقب زمزم على وطنيتها


لم ترتكب المبادرة الأردنية للبناء زمزم كبيرة من الكبائر حتى يقوم تنظيم الإخوان المسلمين لفصل عدد من قادتها بحجج وذرائع غير مقتعة .

مباردة زمزم التي بدأ الحديث عنها قبل سنوات وتم إشهارها العام الماضي عبرت عن رقي فكري وسياسي تفتقده جميع الأحزاب والقوى السياسية تمثل في الانفتاح على جميع التيارات السياسية والفكرية والأيدلوجية وقبول الرأي والرأي الآخر فعلاً لا قولاً والتحرر من عقلية التنظيم السري ومن عقلية عدم الثقة "بالآخر" علاوة على إيمان المبادرة بضرورة العمل مع الدولة والإيمان بمؤسسات الدولة على أنها مؤسسات تخص كافة الأردنيين وما زادها ألقاً وبهجةً ورقياً هو اعتبارها الهوية الأردنية هوية نضالية ذات بعد حضاري في مقاومة المشروع الصهيوني الذي يهدد فلسطين والأردن والأمة ككل .

كل ما سبق يؤكد على أن زمزم تشكل نواة لمشروع وطني أردني نهضوي شامل ينظر للأردن على أنه دولة وكيان سياسي وجزء مهم من المعادلة الإقليمية والدولية بسبب موقعه الجيوسياسي ما يحتم على الأردنيين فهم وإدراك هذه المعادلة لضمان نجاح أي مشروع وطني يسهم به الجميع ويتجلى ذلك من خلال الإصلاح الشامل وصولاً إلى ثورة بيضاء تضع الأردن في مكانه الذي يستحق بين الدول.

ومنذ اليوم الذي أعلن فيه عن أفكار ورؤى هذه المباردة تعرضت لحملات التشكيك والتشويه من شتى الأطراف رغم أنها متقدمه في فكرها ورؤيتها على على من سبقها في العمل السياسي لعقود من الزمن فتارة تم اتهامها بالإقليمية وتارةً بأنها تطرح أجندة المخابرات ولم تسلم حتى من بعض التيارات في الحركة الإسلامية التي ينتمي لها مؤسس المبادرة الدكتور ارحيل الغرايبة وأظن وبعض الظن إثم أن ذلك يعود لأن المبادرة تضع أولوية للبرنامج الأردني والقضايا الوطنية ولا تؤمن بالتحالف مع أطراف خارجية لها مشروعها التوسعي في المنقطة لتوسيع نفوذها والسبب ولا يفوتنا أن نذكر رغبة تلك التيارات في الحركة الإسلامية في الحفاظ على الثنائية مع النظام وعلى ثنائية المجتمع كذلك لذا لم يتمالك من أصدر قرار فصل قيادات زمزم من عضوية تنظيم الإخوان صبره رغم الأزمات المحلية والإقليمية التي يعيشها هذا التنظيم بسبب التغيرات في مصر وما تبعها من تعاطي دول كبرى في الإقليم من التعاطي مع ملف الإخوان المسلمين من خلال التضييق عليهم بل وحظرهم واعتبارهم جماعة إرهابية كما فعلت العربية السعودية صاحبة اليد الطولى في إدارة شؤون المنطقة مستغلة ثقلها السياسي والإقتصادي في ذلك .

وفي نهاية المطاف أعتقد أن خسارات الإخوان بهذا القرار أكبر بكثير من مكاسبها ومن كان وراء إقصاء قيادات مبادرة زمزم لم يدرك ان ذلك سيعزز نظرة الكثيرين من أن تنظيم الإخوان لمَّا يتخلص من عقدة الإقصاء ولا يقبل الرأي الآخر حتى في صفوفه فكيف يؤمن بالرأي الآخر لمن يختلف معه فكريا وسياسيا وفي المقابل سكتسب زمزم مزيدا من التعاطف والأنصار لانحيازها للمشروع الوطني الأردني وستعمل المبادرة بشكل أكثر راح وحيوية ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات