يأتي فصل ثلاثة من صفوة القيادات التي قادت العمل الجامعي و السياسي خلال عقود من الزمن وأثرت في محيطها ، على خلفية اطلاق مبادرة لا تبتعد في مضامينها و افكارها عن روح فكر جماعة الاخوان المسلمين ، دون حسم من مجلس الشورى ... وهذا ان دل على شئ فانما يدل على انه لا يوجد سبب وجيه يستدعي الفصل .

الحقيقة المرة تكمن في وجود تنظيم داخل جماعة الاخوان في الاردن له اجتماعات وامانة سر وقرارات يسعى للسيطرة على الجماعة و الاستحواذ على مفاصلها ومراكز التأثير فيها ، والقيادة الحالية في المكتب التنفيذي هي ثمرة لجهود هذا التنظيم ، الذي لا يتوانى عن استخدام المال السياسي ، ولا يتوانى عن استخدام التعبئة و التوجيه غير المشروع لافراد التنظيم ، ويعمد الى تشويه مخالفه بالرأي دون وجه حق .

وهذا ما حصل مع الدكاترة الثلاث الذين تم فصلهم ، حيث تم تشويههم و اغتيالهم بشكل متعمد وممنهج ، وتم وصفهم باوصاف غير صحيحة ولا تليق بروح اخوة الجماعة في الكتائب وفي الأسر وفي اللقاءات التنظيمية المختلفة .

وأي جماعة تدعي القرب من الفهم الصحيح للاسلام تفصل علمائها من اساتذة الجامعات وحاملي الشهادات العليا والذين يفتخر بعلمهم المجتمع والناس ويحظوا باحترام العدو و الصديق ، وعلى ماذا تم فصلهم ؟ على مبادرة تتبنى شعار بناء الوطن بمجتمع متمكن متراحم و دولة قوية راشدة ....... و ما هو فكر الاخوان اذا لم يكن تعزيز روح المبادرة والانطلاق لدعوة المجتمع والناس لما فيه صلاحهم دنيا واخرة وصلاح اوطانهم .

والسؤال المطروح هنا موجه الى عظام الرقبة : الى متى نبقى رأس بلا جسم ، وقيادة بلا قاعدة .. ؟؟ ففي واقع الحال كان ما قاله خالد مشعل في عزاء والده رحمه الله ، بعيدا عن الصحة عندما قال : (حماس غير معنية باي شأن اردني ، ولا بشأن الحركة الاخوانية الاردنية ) كيف هذا و المراقب العام عضو في مجلس شورى حماس ؟

جماعة الاخوان المسلمين في الاردن هي جماعة مخترقة من ولاء و انتماء اقليمي أعمى البصيرة ، وحرف الاتجاه ، وقسى القلوب ، وسود النفوس .

الذي اتمناه من كل قلبي وما بقي فيه من ايمان بفكر الاخوان .... هو صحوة ذوي الفطرة السليمة التي لم تشوهها الاقليمية النتنة ، و ذوي الفهم الصحيح لفكر الجماعة الذي تأسست عليه ، الذي لم يشوه بالتبعية للبطولة المبنية على تضحيات من هم داخل فلسطين .

العمل للوطن و الاسلام لا يحتاج الى اذن ممن يعمل تحت وصاية ..................

ويبدو ان اكبر انجاز للمكتب التنفيذي الحالي هو خسارة اساتذة و قيادات كان لهم الفضل و السبق .... قيادات من امثال الدكتور رحيل غرايبة و الدكتور نبيل الكوفحي و الدكتور جميل الدهيسات .