السنيد يكتب: هل ننتظر الا ثورة العاطلين عن العمل؟؟؟


جراسا -

خاص -  كتب النائب علي السنيد: اكاد اجزم ان الوقت ربما يكون نفذ لتفادي كارثة ومخاطر سوء التخطيط، والسياسات الاقتصادية للحكومات الاردنية المتعاقبة التي غابت عنها الرؤى الاستراتيجية، والتخطيط المستقبلي، و التي حولت المجتمع الاردني في جزئه الاكبر الى معطل عن العمل ، ويعاني في مجال العيش الكريم، وسحقت الطبيعة الانتاجية في القرى والريف، وادت الى صناعة جيل متراكم من العاطلين عن العمل، وهو يدور في دائرة المعاناة سواء منها ما تعلق بجريمة حرف مسار الاجيال الاردنية الى التعليم الاكاديمي، واختراع التخصصات التي لا تجد لها فرصا في سوق العمل، ومرد ذلك الى الجامعات التي درجت تضخ سنويا عشرات الالاف من الخريجين في شتى ضروب التخصصات ليضافوا بدورهم الى رصيد جيش العاطلين عن العمل في ديوان الخدمة المدنية، والذي ينوف اليوم عن مئتين وثمانين الفا، منهم عشرات الالاف من خريجي الكليات الذين لم تعد الوزارات تطلبهم، وهنالك تخصصات تم وقف التعيين فيها منذ سنوات طويلة، وما تزال الجامعات تخرجها، ومن الخريجين من امضى عشرين عاما ، وما يزال ينتظر في ديوان الخدمة المدنية، ومنهم الذي دوره الاول على التعيين منذ عشر سنوات، وما يزال لم يتحرك، وقد درس على حساب معاناة اسرة ذاقت الامرين حتى تخرجه. 

وجرى بسوء التخطيط الرسمي حرف جيل كامل عن العمل اليدوي، وعن الحرف، وعن المهن التي تتطلبها القطاعات المنتجة حتى استفحلت العمالة الوافدة، وسيطرت على كافة مناحي السوق، وبلغ الضرر الى درجة ان توقف هذه العمالة قد يفضي الى شل القطاعات المنتجة سواء منها القطاع العقاري، او الزراعي، ناهيك عن شتى المهن التي يشغلها الوافدون.

وتحول المجتمع الاردني الى بوتقة تراكم الشهادات ، وليلج الخرجيون فيه على التوالي الى خانة البحث المحزن عن فرصة عمل قد لا تتوفر ، وكأنه الحلم المستحيل وذلك وفقا للتخصصات التي باتت الجامعات تقذفها الى حيز المجتمع.

وغابت الرؤى الرسمية في الحفاظ على الطبيعة الانتاجية، والخاصية الزراعية في الريف والقرى، والى الحفاظ على المهن التي يوفرها القطاع الزراعي سواء منها الزراعة المروية، او البعلية، او تربية المواشي وتكثيرها، وايجاد التسويق اللازم لمنتجاتها، وهو الذي يعد تركة مجتمعية وجزءا من تقاليد وتراث المجتمع، والاقرب الى المهن الطبيعية التي كان يمكن من خلالها توفير فرص عمل للشباب الذين يفرزهم المجتمع على التوالي، وكان الاولى تطوير هذا الواقع الزراعي، ورفده بالحوافز، وتوليد فرص العمل من خلاله، بدلا من قتل الخاصية الانتاجية في كثير من القرى، وتحويلها الى وظيفة المدينة، وادراج قاطنيها في خانة المستهلكين.

كان يمكن ان يصار لاكتشاف الهوية الاقتصادية للمحافظات، وخرطها في نشاطات تتناسب مع طبيعتها الانتاجية، وتوجيه الاجيال فيها نحو امتلاك القدرة العملية على الانتاج، وان يتم توريث المهن، وفتح الباب واسعا نحو امتلاك الخبرات اللازمة من خلال الانخراط المبكر في سوق العمل بدلا من اللحاق بالجامعات وبعد ذلك ممارسة الانتظار القاتل في ديوان الخدمة المدنية بحثا عن الوظيفة.

وها قد جاءت الحكومة الراهنة لتعالج الخلل الجوهري المتمثل بزيادة اعداد الخريجين الجامعيين والذين يصلون لمئة الف سنويا بمجرد وقف التعيينات، واجراء مناقلات بين الوزرات لسد النقص فيها.

وهذا الجيل المعطل الذي اسقط في يده، ولم يعد يملك الخيارات، وتغلق في وجهه ابواب الوظيفة الرسمية، ولا يملك التخصصات المطلوبة في القطاع الخاص، وهو يرتكي على مئات الوف الشهات الجامعية المعطلة، وشقه الثاني الذي لم يدخل الجامعة، ولم تعد الاجهزة الامنية تستطيع ان تستقطبه من خلال التجنيد، وفقدت الوزارات قدرتها على استيعابه من خلال التعيين على الفئة الثالثة، او في بند المياومة، ولم يصار الى تأهيله مهنيا، وهو يدخل الحياة بمعزل عن الفرص، ولديه متطلبات عيش قاس، وبناء اسر جديدة، وهو يرى طبقة الحكم وكيف فازت بكعكة الوطن، وبنت رفاهية افرادها على حساب عذابات شعب كامل، وهي لا تكاد تلتفت الى مأساة الاردنيين، والمرارة التي بات يجدها الاردني في تعاطيه مع متطلبات الحياة البسيطة الخاصة به وباسرته، هذا الجيل هو قلق اردني بامتياز وجله، يدخل اليوم في نفق الاحباط المظلم، وفي باب انعدام الخيارات، وبات يفقد استقراه النفسي، ولم تعد تنطلي عليه الشعارات الوطنية الجوفاء، وسيكون بلا ريب صاعق الانفجارالقادم، وعلى صعيده ستسمع ايقاعات التغيير ، وهو الجزء الحيوي في المجتمع الذي اخفقت الحكومات في اعطائه جرعة الامل، وان تلحقه بالمستقبل، وهو لن يصمت طويلا على حقه المسلوب في الحياة، وستفشل الحكومات في اخضاعه باشاعة الخوف، وقد كسر حاجز السلطة اخيرا، وهي لا تملك لغة لتحاوره، حيث تنتمي الى المرحلة التي بادت في وعي انسان اليوم.



تعليقات القراء

لبونه
واللي كان يشتغل هيو قعد .. بسبب جشع وطمع اصحاب العمل بالعماله السوريه ذات الاجور المتدنيه .. بشو قلقان اخونا السوري دعم ماخد اكل وشرب ولبس وايجار بيت وشغل فوقهن مكان المواطن الاردني

والمواطن قعد وفوقهن فواتير وضرايب
ولا في رادع ولا في بطيخ ولا في انظمه تحمي المواطن لقمة عيشه
21-04-2014 05:12 PM
ساري احمد
حسبي الله ونعم الوكيل بكل مسؤول ما يخاف الله ولا يهمه المواطن الغلبان اللي ما معوا يطعمي اولادوا وحتى ثمن الحليب والفوط لاطفالوا بطل قادر يوفرها !!
21-04-2014 06:14 PM
عاطل عن العمل
قد مانا قرفان من الحياة اتمنى واطلب من االله تقوم القيامه
21-04-2014 08:04 PM
الحقيقة
من الواضح جدا فشل الحكومات السابقة والحالية على كافة الأصعده فحياة المواطن أصبحت جحيم ولم يعد أحد قادر على تلبية احتياجات العائلة بسبب الضرائب والغلاء الفاحش والبطاله في ازدياد والجرائم والمشاكل الاجتماعية اصبحت غير مسبوقة !!!
26-04-2014 08:40 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات