جراسا -

أجرى تاجر مخدرات شاب مداخلة هاتفية على الهواء مباشرة في برنامج تلفزيوني طرح القائمون عليه هذه القضية وتداعياتها، وذلك في حضور مسؤولين في مكافحة المخدرات، ربما في سابقة إعلامية فريدة من نوعها. عرّف تاجر المخدرات نفسه بأن اسمه مصطفى ويبلغ من العمر 25 عاما، وأنه حاصل على دبلوم "صنايع". وأكد أنه يبيع المخدرات في المناطق الشعبية، مشيرا إلى أن "الزبائن" يأتون من كل المناطق. وعندما وجه الإعلامي سؤاله حول معدل المبيع في اليوم، تردد التاجر في الإجابة ليطلب منه محاوره ألا يقلق لأنه ليس من مصلحة الضرائب وأنه لن يحسده. هنا رد مصطفى بأن الأمر "بحسب تساهيل ربنا"، لكن في الأغلب يبيع يوميا بما قيمته 9 آلاف جنيه، يحصل منها على ألفيّ جنيه فقط. تفاعل ضيف في برنامج "مصر البيت الكبير" يمثل مكتب مكافحة المخدرات بوصفه مصطفى بأنه "بائع مخدرات لذيذ جدا وحواره كوميدي يثير الضحك لديه"، معربا عن رغبته بالتعرف إليه.

انتقد كثير من النشطاء السماح لبائع مخدرات بهذه المداخلة، لا سيما وأنه تحدث عن أرقام مالية تبدو مغرية لضعاف النفوس الذين قد يسلكون طريقا غير سوي للحصول عليها، بحسب هؤلاء، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها مصر في الظرف الراهن. يذكر أن علاقة موزعي المخدرات بالإعلام ليست جديدة، إذ كان هؤلاء يلجأون سابقا إلى محطات الإذاعة ويطلبون كمستمعين عاديين بعض الأغاني التي تحمل أسماء شوارع أو مناطق معينة، تكون بمثابة رسالة بمكان تسليم "البضاعة" في موعد متفق عليه مسبقا، إلى أن اكتشف المسؤولون عن مكافحة الاتجار بالمخدرات هذه الحيلة.