إنْ لم تكنْ خصماً للبهلوان عليك الأمان


سبق وأن حكمت محكمة جنايات عمان غيابياً على الفار من وجه العدالة الأردنية وليد الكردي بالأشغال الشاقة 37 عاماً وغرامة مالية قدرها 285 مليون دينار أردني .

اعترفت الحكومة الرشيدة النزيهة الشفافة بأنها لم تقدم طلباً للقبض على الفار من وجه العدالة الأردنية وليد الكردي حتى ساعة اختطاف سفيرنا في ليبيا فواز العيطان .

وسبق لهذه الحكومة النزيهة الشفافة العادلة أن أصرّت إصراراً شديدا وتقدمت بطلب رسمي للحكومة البريطانية بتسليمها المطلوب الإسلامي أبو قتادة وتم لها ذلك على وجه السرعة حيث يقبع أبو قتادة الآن معززاً مكرماً في السجون الهاشمية .

يعني هذا أن لدينا حكومة تتمتع بأعلى درجات النزاهة والشفافية والعدالة وهذا واضحٌ من حرصها الشديد على مقدرات الوطن ومحاسبة الفاسدين والعمل اليومي على استعادة المنهوبات المنقولة وغير المنقولة .. وا عجبي !.

طلعت علينا الأخبار في اليومين الماضيين تقول بأن د. ابراهيم العموش وزير سابق وكيل الكردي في القضية إياها قد تقدم بتسوية مالية يقول أنه قد تم قبولها من حيث المبدأ استناداً إلى مبدأ المصالحة المالية المعمول به في الجرائم الاقتصادية .

يبدو أن هناك مبادئ كثيرة مخبأة لدى الحكومة والفاسدين يستندون إليها عند اللزوم ولأشخاص بعينهم دون غيرهم .

ترى من هي الجهة التي أوعزت للمحامي الوزير السابق د. إبراهيم العموش ليقدم هذه التسوية المالية اليوم وليس قبل شهر أو قبل سنة مثلاً ؟!.. أم أنه كان يجهل هذا المبدأ الذي يريد أن يستند إليه الآن ؟! أم أنّ وراء الأكمة ما وراءها ؟! .

ولماذا لم يتمكن أو يسمح لمحامي محمد الذهبي مدير المخابرات الأسبق أن يقدم تسوية مماثلة تستند إلى مبدأ المصالحة المالية الذي سمح لوليد الكردي أن يستفيد منه؟!.

الجواب واضحٌ كالشمس في رابعة النهار أنه إذا لم تكن يوماً ما خصماً للبهلوان .. اظهر وبان وعليك الأمان .. تُرتب لك الأمور .. تنزل في فندق يسمى سجناً في سلحوب لأيام معدودة ثم تنقل لتقضي بقية محكوميتك في بيتك .. ويمكن أن تنقل من السجن إلى أوروبا للعلاج والنقاهة ثم تعود فيقدم لك محاميك تسوية استناداً لمبدأ المصالحة المالية المعمول به في الأردن عند اللزوم لأشخاص بعينهم دون غيرهم .

كل ذلك ممكن لك لأنك لم تكن يوماً ما خصماً للبهلوان .

أما إذا كنت يوماً ما خصماً للبهلوان مثل " عبد الهادي المجالي " رئيس مجلس النواب الأسبق فستطرد من مناصبك ومواقعك وتعزل وتهمش وتُحمّر لك العين وتهدد بالمحاكمة وقد يهدد أولادك أيضاً بالمحاكمة حتى إذا ما استشعرت الخطر وانسحبت من المشهد ورضيت بما يقسم " ربُهم " لك .. حينئذٍ يمكن العفو عنك شرط أن تلتزم الأدب مع البهلوان " وما تجيب سيرته على لسانك " مع التسبيح الدائم بحمد رب البيت .

وأما إذا كنت يوماً ما خصماً للبهلوان مثل " محمد الذهبي " فإن مصيرك المحاكمة الفورية ثم إلى سواقة أو الجويدة ويصادق الاستئناف ثم التمييز على الحكم ويقضى على أي أمل لك بالنجاة .. ولا يسمح لمحاميك أن يفكر مجرد تفكير بتقديم تسوية مالية مثل وليد الكردي لأنك كنت يوماً ما خصماً للبهلوان .

يبدو لي أن الذين كانوا يعملون من وراء ظهر عون الخصاونة الأمر الذي دفعه لتقديم استقالته بانفعال من تركيا هم الآن يعملون في هذه القضية من وراء ظهر النائب العام والشعب الأردني الطيب .. ليعود الكردي وهذه العودة ستشجع الفاسدين على ممارسات فساد جديدة فإن لم يكشفوا راحت على الشعب وإن كشفوا فباب المصالحة المالية مفتوح على طريقة وليد الكردي .. وراحت على الشعب الأردني أيضاً فهو الخاسر الوحيد دائماً .. مما سيفتح الباب من جديد على مصراعيه للفساد والفاسدين .

أخيرا أنصح إخواني من أبناء الشعب الأردني الطيب أن لا يدخل أحد منهم يوماً ما في خصومة مع البهلوان لأن ذلك يشكل خطراً على مستقبلهم .

أما أنا فإني أرى أن لن يشعر الأردنيون يوماً ما بالأمان والاطمئنان إلا إذا خلا الأردن من البهلوان وأمثال البهلوان .



تعليقات القراء

طبوش
وأطمنك ، ما راح يكون خالي ، لأن هناك من يدعمه ويبتسم في وجهه.
23-04-2014 10:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات