سقوط بشار حتمي ولكنه مؤجل ..


كان باﻻمكان اسقاط بشار باسرع ما تم في اسقاط القذافي الذي اجتمع عليه الغرب والعرب واتخذوا القرارات الفورية باسقاطه وانطلقت الطائرات تقصف اركانه فضلا عن الثوار الذين تم تجهيزهم باحدث اﻻسلحة لمواجهة جبروت القذافي..

ولكن واقع سوريا الجغرافي في مواجهة اسرائيل تجعل الغرب وشركائهم من العرب في واقع مختلف مع النظام اﻻسدي الذي طالما حافظ على الكيان اﻻسرائيلي تحت شعارات الممانعة والمقاومة بعد ان جلبها الى حضنه ليعمل على احتواها خدمة لبقاء اسرائيل نفسها...

استشعرت الصهيونية وحماتها ومن يشاطرها تقاطع المصالح الخطر المحدق من سقوط نظام بشار واستدركوا اﻻمر بان سقوط بشار يعني نظاما جديدا يشكل خطرا داهما على اسرائيل وعلى ما يسمى بعملية السلام ، ولم يكن امامهم مع عنفوان الثورة واندفاعها اﻻ احتوائها ما امكن وتوزيع اﻻدوار بينهم لتنفيذ الهدف ،وكان القرار بالفيتو بعدم سقوط بشار ثلاثي اﻻبعاد : او ﻻباطالة امد النظام ما امكن الى ذلك سبيلا، وثانيا باصطياد اهداف اخرى اكثر خطرا عليهم تتمثل في الجماعات الجهادية وحركتي حماس والجهاد اﻻسلامي وحزب الله وايران ، وثالثا تدمير القدرات السورية نفسها حتى ﻻ تشكل خطرا على اسرائيل بعد ضياعها من يد الحليف بشار لتصبح بيد اﻻحرار الشرفاء الذين ﻻ يمكن تجنيدهم او تحييدهم.

وكان ﻻبد من خطة استراتيجية تهدف الى حماية اسرائيل وحلفائها ترتكز على استثمار الثورة واستغلال ظروفها من خلال التحكم في كيفية تسليحها ويتم ذلك على خمسة مراحل :

1- مرحلة استدراج هذه القوى المسلحة للساحة السورية.

2- مرحلة توريط هذه القوى بالدم والكر والفر.

3- مرحلة استنزافهم تمهيدا للاجهاز عليهم.

4- مرحلة تدميرهم كلا حسب الغاية والهدف فايران مثلا تجريدها من النووري وتدمير قدرات حزب الله وتصفية الجماعات اﻻسلامية وهكذا.

5- اسقاط النظام السوري وتسليمه الى ما تبقى من القوى اﻻقل خطرا او ما يسمى بالقوى المعتدلة والديمقراطية التي يؤمن جانبها والتي لا تشكل تهديدا حقيقيا ﻻسرائيل...

ولتنفيذ هذه الخطة ﻻ بد من حشد القوى الدولية المشتركة وتوزيع اﻻدوار بينهم على النحو
التالي :

1- روسيا تتولى تثبيت النظام وحلفائه في عدم انهياره او انسحابه او تسليمه السلطة من خلال الدعم السياسي له وادامة تسليحه وتزويده بالذخيرة اللازمة.

2- تمرير حزمة مدروسة من المعلومات المضللة للنظام وحلفائه وطمانتهم بان ظهرهم محمي من اسرائيل وان الغرب لن يتدخل بشكل حاسم وانهم مع النظام في محاربة اﻻرهاب وذلك على غرار تلك المعلومات التي مررتها الدبلوماسية الامريكية للرئيس صدام وطمأنته حيث تم توريطه في مهاجمة الكويت.

3- تتولى كل من روسيا وانظمة واجهزة استخبارية وقوى شعبية اخرى تمرير المعلومات المضللة والتوريطية الى القوى المستهدفة كلا حسب استعداده ﻻبتلاع الطعم، ويكفي ان نشير الى ما ورد
في خطاب نصرالله حين افصح ان هناك قوى سنية واخرى من 14 اذار شجعته على القتال في سوريا..

4- تتولى امريكا تقديم المساعدات واﻻسلحة غير النوعية التي لا تشكل حسما عسكريا او قد تؤدي الى سرعة اسقاط النظام ويتم تقديمها للثوار عن طريق تحالف المعارضة في الخارح ، بحيث يتم ادامة القتال واﻻبقاء على امل المزيد من السلاح النوعي ﻻبقاء الثوار في حالة اشتباك دائم من النظام وحلفائه.

5- اﻻستيلاء على المعابر وفتح الحدود مع الدول المجاورة من اجل تدفق الحماعات الجهادية والمليشيات الشيعية ويكفي ان نشير الى داعش وقدراتها وكيف تدفقت على هذا النحو الى الساحة السورية..

6- تتولى حكومة المالكي حليفة امريكا وايران على حد سواء مهمة دعم النظام السوري لوجستيا عبر الحدود حيث سمحت للمليشيات الشيعية وشجعتها باﻻنتقال الى سوريا برا وجوا للقتال هناك.

والسؤال هنا ما مدى تجاوب اﻻطراف لهذه الخطة ؟ والى اين وصلت؟ وما هي النتائج لغاية اﻻن؟ وما المتوقع للنتائج؟ وما الحل والمخرج المنشود؟

لقد تفاوت التجاوب تبعا للمصالح والوعي السياسي والقوى الدولية المؤثرة حيث كان هناك من ادرك عمق المؤامرة وانسحب من المشهد مبكرا ويتمثل ذلك في كل من حماس والجهاد الاسلامي واثبتا وعيا سياسيا متقدما غير معهود .

وهناك مواقف السعودية وقطر وتركيا التي عملت جاهدة دون تردد على اسقاط النظام السوري.

وهناك من ركب راسه بدوافع مذهبية ومصلحية وسياسية واحيانا غامضة وعمل على دعم النظام ماديا وتسليحيا وسياسيا وبكل ما يملكون من ثقل كايران وحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية واﻻيرانية التي تساهم اﻻن بالقتال والدم الى جانب النظام ويكفي ان نشير الى ما قاله قائد الحرس الثوري ان ايران هي من حافظت على بشار من السقوط ، وما قاله نصرالله انه لو تدخلهم لسقط النظام في سوريا.

وهناك اخرين كثر اخذوا دور المتفرج او المرجحة تارة مع الثوار واخرى مع النظام او كلا الموقفين في ان واحد.. في حين التزمت امريكا والغرب والصهيونية وحلفائها وروسيا والمالكي وبقية الشركاء من اطراف الخطة باﻻدوار المرسومة لهم.

لقد تجاوز الخطة في الميدان مرحلتي اﻻستدراج والتوريط بامتياز ووصلت على اﻻرض الى المرحلة الثالثة مرحلة اﻻستنزاف للاطراف المتقاتلة والمستهدفة هناك، والمتوقع مزيدا من اﻻستنزاف.

ورغم ان حزب الله يراهن على محدودية مشاركته واﻻسراع في هزيمة الثوار وطردهم، الا ان الواقع ابعد ما يكون عن ذلك الوهم وهو امل الغريق الذي يامل الفرج من ورطته..

ولا يمكن لعاقل مدرك بعيدا عن الهوى واﻻستهتار ان يامل ولو لبرهة واحدة ان نظاما ارتكب كل هذه المجازر والمصائب والواقع المر ان يبقى متربعا في الحكم الا اذا كان الجنون سيد الموقف وهو محور من يفكر بذلك ..

ويبقى المخرج وحيدا يتمثل في مغادرة هذا النظام الحكم بنفسه او بسقوطه او اسقاطه سريعا والا فان سيل الدماء لن ينقطع والمتورطون سيحصدون ما ارتكبت ايديهم، وستتحول الساحة السورية -ان طالت الحرب اكثر- الى ميدان لتفريخ الجماعات المتشددة والمتطرفة بل والمنطقة باكملها مرشحة للمجهول، وليس هناك من يدعي المفتاح السحري للنجاة حتى اؤلئك الذين يرسمون الخطط للمنطقة او الذين يملكون المال والسلاح فهم جميعا لن يصلوا الى هدفهم المنشود



تعليقات القراء

حسام البطيخي
كلام منطقي ورائع مشكور يا عالي
20-04-2014 12:21 PM
مجرد رأي
تحليل غير منطقي ، يرى ما يريد أن يراه ويغض الطرف على ما يجب أن يراه !!!
عند التحليل ركز الكاتب على وجهة نظر واحدة وهي أن النظام السوري متحالف مع إسرائيل ، ولكن ألا يرى الكاتب المحترم بأن السعودية و تركيا التي هي من حلف شمال الأطلسي التابع للولايات المتحدة ، تتلقى أوامرها بمحاربة سوريا من أمريكا وإسرائيل ؟ وهل هناك يا ترى حرية وديمقراطية في السعودية ذاتها التي تحارب سوريا ؟ أم أنها مجرد أداة في أيدي القوى الإستعمارية الكبرى ، بل وتمول الجماعات الإرهابية ؟ لذا القصة فقط هي تحكم القوى العظمى في المنطقة وتقسيمها مثل إتفاقية سايكس بيكو ، لأن الدول الكبيرة بالمساحة والتي ترفض أن تنصاع لأمريكا مثل سوريا والعراق تشكل خطرا على إسرائيل ، لذا المؤامرة هي في تقسيمها إلى دويلات عرقية ومذهبية ليسهل السيطرة عليها كما فعلوا بالعراق تماماً .
23-04-2014 06:24 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات