سفيرنا في ليبيا كان مثالا للالتزام بمصالح بلده وكان يعمل بكل قوة لرفع مستوى التعاون ما بين ليبيا الجديدة والاردن ورغم بعض المنغصات الا ان الرجل كان قادرا على ابقاء العلاقات في حدودها المعقولة , وكطبيب يهمني القطاع الصحي وضرورة الابقاء على وتيرة تدفق المرضى الليبين على بلدنا لتوفر كل الامكانات الطبية المتكاملة والنوعية وضرورة تحملنا المسؤولية عن اي خلل يحدث ولن اتحدث عن الماضي والذي عشته بادق التفاصيل ولكن اريد ان اتحدث عن مستقبل واعد للعلاقات بين البلدين الشقيقين ولقد جاءت هذه الحادثة لتضيف حملا جديدا على علاقاتنا مع ليبيا , لن ادخل في اسباب الاختطاف ودوافعه فذلك امر امني وما شاء الله الامن الوطني بالف خير ويمكن الاعتماد عليه ولكن من الناحية السياسية فذلك مؤشر خطير بحاجة للمراجعة السياسية الحقيقية وخاصة لغة الخطاب في بلدنا , لا احد يستطيع تحميل الوضع اكثر مما يحتمل ولكن لا يجوز ان يمر هذا الحدث بدون مراجعة حقيقية للسياسة الخارجية ولن اتحدث عن الاخوة في ليبيا وما هم فيه من اوضاع صعبة وتمزق مجتمعي لا يحسدون عليه واظن ان الخارج يدس انفه ويزج نفسه في كل المعادلات الليبية خاصة ان للنفط رائحة مميزة ومنافع لا تحصى وكل هذا جعل القاصي والداني يبحث عن اصبع يتدخل من خلاله ويقول انا موجود ولذلك على الدولة الليبية ان تحسم امرها وان تجمع شتاتها قبل فوات الاوان خاصة ان نموذج الصومال لا زال موجودا وحيا امام الجميع وكذلك الدول الكبرى لها اطماع وتتقاتل بالوكالة ومن خلال وكلاء محللين وكمواطن انصح الحكومة ان تشكل فريق عمل لمراحعة الامور وان يكون الفريق من الباحثين والخبراء وليس من اصحاب الواسطات والباحثين عن دور هنا او هناك لتكون المراجعة شاملة ومعقولة ومفيدة وعلمية وعملية وكما ندين هذا العمل الخسيس والجبان فاننا نقف مع عائلته واهله وهم اهلنا جميعا ونقول نحن معا في السراء والضراء وهذه الاحداث عادة توحدنا ونزيد من اللحمة , واختم بالقول اللهم اعه لنا سالما فاهله ووطنه بحاجة اليه والله من وراء القصد