"الرجل البخاخ": الحرب في سوريا ستنتهي


جراسا -

أ.أ - "الحرب ستنتهي.. والثورة ستعود".. عبارة كتبها "سرًا" ما يعرف في سوريا بـ"الرجل البخاخ" على أحد جدران دير الزور شرقي البلاد، بعد ساعات من طمسها بدهان أسود، من قبل أحد التنظيمات العسكرية الرئيسية المسيطرة على المدينة، بحسب قول صحفي سوري معارض.

وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال ياسر العيسى، صحفي معارض يقطن في الجزء الذي تسيطر عليه قوات المعارضة في مدينة دير الزور، إن التنظيم الذي قام بطمس العبارة (لم يسمّه) اعتاد فرض وجهة نظره بعدة أساليب، ومن بينها القوة العسكرية والكتابة والرسم على الجدران "جهرًا وليس سرًا".

و"الرجل البخاخ" هو عنوان فقرة في مسلسل كوميدي سوري معروف "بقعة ضوء"، تم إنجازها قبل عدة سنوات من اندلاع الثورة في البلاد مارس/ آذار 2011.

وتدور فكرة الفقرة حول شاب يعجز عن التعبير عن وجهة نظره، فيقوم بشراء بخاخ دهان أو "سبراي"، ويعمل ليلاً على كتابة عبارات وشعارات على الجدران تعبّر عن وجهة نظره، في الوقت الذي يحاول رجال الأمن جاهدين القبض عليه، ووصل بهم الأمر لمراقبة ومنع بائعي الدهان من بيع البخاخات التي يستخدمها "الرجل الخفي" في كتابة عباراته.

وعادت تسمية "الرجل البخاخ"، مع اندلاع الثورة في سوريا، حيث كان بعض الشباب يقومون بالتخفي تحت جنح الظلام، لكتابة عبارات تنادي بالحرية، قبل أن تندفع البلاد إلى صراع مسلح بعد استخدام النظام السوري القوة في مقاومة المظاهرات السلمية التي نادت بالحرية ومن ثم إسقاطه.

وأوضح العيسى أن الرجل البخاخ الذي اعتبره أنه "أشعل شرارة الثورة السورية"، وبعد غيابه طوعًا لمدة تقارب العامين، أُجبر على العودة لممارسة مهامه في مختلف المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، بعد أن تهيأت الظروف لعودته ثانية.

وعن تلك الظروف، أشار الصحفي إلى أهمها وهي القمع الممارس ضد الرأي الآخر، والتجاوزات الكثيرة التي تعددت أنماطها وفصائلها، وتنوع مرتكبوها وروادها، دون أن يورد أمثلة.

وأوضح أن المطاردات للرجل البخاخ عادت في مختلف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مثل محافظات (دير الزور، الرقة، درعا، حلب، إدلب، حمص) وغيرها، كما كان الحال عليه قبل عامين، لكن الذي اختلف هو الجهة أو الجهات المطاردة.

فبدلاً من النظام الذي كان بطلها عبر أجهزته الأمنية "القمعية"، تعددت هذه الجهات حالياً وتنوعت، لتشمل تنظيم قمعي آخر، وربما العشرات منها، والمستهدف "شخص واحد فقط"، في إشارة إلى "الرجل البخاخ".

ولفت الصحفي الذي تنقّل مؤخراً في عدد من مناطق المعارضة، أن العبارات التي يخطها الرجل البخاخ ومطالبه تختلف من منطقة لأخرى، فمثلاً في مدينة الرقة (شمال شرق)، المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية للعراق والشام" (داعش)، تهتم شعاراته ورسومه عادة بالمطالبة بالحريات الدينية والشخصية، وغيرها من "مطالب الثورة القديمة أو المستجدة"، على حد قوله.

على الجهة المقابلة، فإن مطالب الرجل البخاخ في الأرياف التابعة للمنطقة الشرقية، التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، فهي تهتم عادة بقضايا أخرى مثل التنبيه لسرقات النفط وثروات البلاد التي احتكر استثمارها بعض فصائل المعارضة دون غيرها، وأصبحت "عالة على الثورة بدل أن تكون رافدة لها".

واستدرك بالقول إن هذا لا يعني أن مطالب الثورة الأساسية من حرية وإسقاط للنظام غير حاضرة في أجندة "الرجل البخاخ".

ورأى الصحفي المعارض أن ظاهرة "الرجل البخاخ" من المعروف أنها تبرز في ظل الأنظمة القمعية التي يكون فيها طرح الرأي المخالف لها جريمة من الجرائم، لكن أن يظهر في مناطق يقول "محتلوها" إنها "محررة"، وإنهم "ثوار"، فهذا ما يدعو إلى "الرفض والاعتراض وإعادة الحسابات"، حسب تعبيره.

واعتبر العيسى أن "إسقاط النظام هو جزء من الثورة السورية، لكن ليس كل من ينادي بإسقاطه، هو جزء منها".

وختم الصحفي بالقول إن الرجل البخاخ "عندما يظهر في مكان، فاعلم أنه بحاجة إلى ثورة، أو في الطريق إليها".

من جانب آخر، قال ناشط إعلامي من مدينة الرقة، إن ظاهرة الرجل البخاخ عادت مؤخراً إلى المدينة وبقوة، ومعظم الشعارات تنادي بـ"إسقاط تنظيم داعش"، الذي يسيطر عناصره على المدينة بشكل كامل.

وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال ناشط سوري، رفض ذكر هويته خوفاً من ملاحقة "داعش له، إن ظاهرة الرجل البخاخ لم تكن منتشرة في الرقة مع بداية الثورة ضد النظام منذ 3 أعوام، إلا أنها ظهرت مؤخراً بعد فرض تنظيم "الدولة الإسلامية" قيوداً دينية واجتماعية على سكان المدينة تتعلق بالملبس وعادات الحياة.

وحول مصير "الرجل البخاخ" في حال تم القبض عليه، أوضح الناشط أنه لم يسمع سابقاً أنه تم القبض على أحد ممن يقومون بتلك المهمة ليعرف الحكم بحقه، إلا أنه رجّح أن تكون العقوبة "الجلد أو التحقيق والسجن لعدة أيام"، كحد أقصى.

وتسيطر قوات المعارضة من جيش حر وبعض الفصائل الإسلامية، على معظم مساحة محافظة دير الزور منذ أكثر من عام ونصف، باستثناء بعض الأحياء والجيوب التي ما تزال قوات النظام تسيطر عليها.

في حين أن محافظة الرقة سقطت بيد الجيش الحر وفصائل من المعارضة قبل عام ونصف أيضاً، قبل أن يتفرد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بالسيطرة عليها، قبل نحو ستة أشهر.

وتعد المحافظتين نموذجاً لما يحصل في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في مختلف مناطق البلاد، على حد قول الصحفي والناشط الإعلامي فيها. -



تعليقات القراء

المحبوب
لم يعدج فيها بخاخ او غير بخاخ فبشار الأسد باقي
رد بواسطة رد من البقاء لله
لا يبقى للأبد سوى الله عز وجل والشعب السوري باقي والحرية قادمة ولو بعد عشرين عام ولن يزول الشعب السوري ولن يستطيع .......
16-04-2014 01:16 PM
هظا بخاخ مصدي
والله لو مسكوك يا هالبخاخ ليبخوخ بخ .........
16-04-2014 01:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات