صراع الإرادات


الإرادة في اللغة تعني : العزم والتصميم على الوصول إلى الهدف ، وقوة الإرادة تعني المثابرة على القيام بالعمل المصمم عليه برغم العوائق والصعاب التي تعترض طريق الوصول إلى الغاية المنشودة ، ويمكن القول إن الإرادة والتصميم تعنيان رفض الفشل والإصرار على النجاح ، ولا شك إن الإرادة سلاح قوي يمد صاحبه بالعزيمة والمثابرة والتحدي ، ونحن نرى نماذج كثيرة في الحياة لديها الإصرار في الوصول إلى طموحها دون الالتفاف للمعيقات ، ومن ذلك ما نجده لدى بعض أصحاب الإعاقات من طموح وتحدٍ للإعاقة جعلهم ينجحون نجاحاً يفوق نجاح عمالقة من ليس لديهم آية إعاقة حتى أننا نجد في تراثنا الثقافي العبارة القائلة : " كل ذي عاهة جبار " ونجد نماذج من الإرادة القوية لدى بعض طلبة العلم الذين يصرون على مواصلة طريقهم العلمي رغم العوائق والظروف ، ونجد ذلك في كل فئات المجتمعات ممن حققوا قصص نجاحات باهرة جعلتهم موضع الإعجاب والتقدير ، فمن التجار من بدأ من الصفر ، ومن العلماء من أظهر عصامية فائقة في مجال الإنجازات العلمية ، ومن ، ومن ، ومن ...... إلى الخ .

وعلى صعيد العلاقات الدولية ما يجري في الساحة الدولية من صراعات هي في غالبها صراع إرادات خدمة للمصالح التي تقف خلفها ، فما يجري بين أمريكا وروسيا هو من هذا القبيل ، وما يجري على الساحة السورية من صراع دولي وداخلي خفي ومعلن يقف خلفه الإصرار على عدم التنازل عن الأهداف المرسومة ، فالدول التي تقف في خندق النظام كروسيا وإيران تعتبر التنازل عن أهدافها مسألة موت أو حياة لانعكاس ذلك بصورة مباشرة على مصالحهم ، والدول التي تقف خلف المعارضة تراهن على كسب الوقت وعلى الإصرار على الوصول إلى أهدافهم مهما كانت التضحيات من دماء السوريين ومن حجم الدمار والخراب ، وما نجده في المسألة المصرية من عض للأصابع بين طرفي المعادلة السياسية هو من هذا الباب ، وفي هذا السياق يمكن القول إن من يمتلك الإرادة ووضوح الرؤية لما يريد يمكن له أن يحقق أهدافه ومصالحه ، ومن لا يمتلك الإرادة والروية الواضحة لا يمكنه أن ينجز أي شيء في عالم لا يقيم وزناً إلا للأقوياء ولمن يعرف وزن نفسه ، وهذا القول ينطبق على الأفراد كما ينطبق على الدول والمؤسسات والأحزاب والمجتمعات آملاً أن تمتلك الشعوب العربية إرادتنا القوية لتنهض من كبوتها التي طال أمدها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات