المفاوضات خطان لايلتقيان


على حماره الوحشي المخطط بألف لون ولون جاء الفارس الأمريكي جون كيري في أواخر يوليو/ تموز 2013 وهو يمني نفسه بأن ينهي الصراع في الشرق الأوسط بوضع الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفي غضون تسعة أشهر وهي القضية العصية على الحلول منذ بدايتها عام 1948م بسبب التعنت الصهيوني ، وفي قرارة نفسه أن يسجل التاريخ اسمه كمنقذ للمفاوضات الفلسطينية الصهيونية والوصول الى مايرضي قومه من الصهاينه بحل يلبي طلباتهم ، ولاشك بأن الفارس الأمريكي المغرور بقدرته ماجاء للمنطقة إلا وهو يراهن على ضعف المفاوض الفلسطيني الذي مازال متمسكاً بالمفاوضات كسبيل وحيد للوصول الى حل عادل ( بمنطق القوة الصهيونية والأنحياز الأمريكي الراعي ) ويلقي بكل امكانيات شعبه وما لديه من وسائل قوه في مياه البحر المتوسط على شواطئ غزه ، ولم يدرك كيري بأن المفاوض الفلسطيني ورئيسه قد أفرغ ما في جعبته من تنازلات يستطيعها خلال مسيرة المفاوضات الفاشله منذ أوسلو حتى يومنا هذا والتي لم يحصل مقابلها إلا على التعنت الصهيوني والمطالبة بالمزيد من التنازلات والمطالبات والتي من ابرزها الأعتراف بيهودية الدولة الصهيونيه ، وهذه من أبرز النقاط التي وضعها كيري في الأطار البرونزي الذي وضعه لأنهاء وتصفية القضية الفلسطينيه ، الأعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة الصهيونية مقابل الأعتراف الصهيوني بدولة فلسطين ، أما باقي النقاط في اطار كيري فأقل ما يقال فيها انها تسلب الشعب الفلسطيني كامل حقوقه الشرعية والأنسانيه .

ان تقطة الأرتكاز ولب الصراع العربي الصهيوني والذي تحول الى صراع فلسطيني صهيوني بفضل تنصل الأنظمة العربية عن هذه القضيه والتنازل عنها بتنازلاتها ومبادراتها واعترافها المعلن والمخفي بشرعية الكيان الصهيوني ، ان نقطة الأرتكاز في الصراع هو الأرض التاريخية لفلسطين وهي المتنازع عليها بين الحق الواقعي التاريخي المشروع للشعب الفلسطيني وبين الحق المزيف المزعوم لليهود ومن نقطة الأرتكاز ينطلق الحقان التاريخي الحقيقي والمزعوم المزيف في خطان متنافران لايلتقيان أبداً وان كان في اعتقاد الفارس الأمريكي كيري ومعه النتن ياهو ان بأمكانهما كسر هذه القاعدة الهندسيه ، .

لاشك ان كيري يعلم أو ربما يتجاهل مثل محمود عباس ومعه صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان هذه المفاوضات أصبحت مرفوضه من الشعب الفلسطيني ، وكذلك اصبح عباس مرفوضاً بنهجه ولايمثل الشعب الفلسطيني بعد ما قدم من تنازلات بشأن حق العودة للشعب الفلسطيني ، هذا الشعب الذي مازال وسيبقى متمسكاً ومصراً على حقه وملكيته لأرض آبائه واجداده أرض فلسطين التاريخيه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات