رئيس النيابة العامة : فئة ضالة استباحت اموال الدولة


جراسا -

رفض رئيس النيابة العامة الدكتور أكرم مساعدة محاولات اغتيال الشخصيات والمؤسسات والوطن، لآثاره على السمعة وإضراره بالفرص الاستثمارية ومنظومة الثقة.

وقال خلال رعايته ندوة (استرداد الاموال المنهوبة) لخبراء في القضاء والقانون ومكافحة غسل الاموال، عقدت في جامعة الشرق الاوسط اليوم الاثنين، إن النيابة العامة "هي الجهة الرئيسة التي تتصدى للجرائم وتعمل على استقصائها وتتبع مرتكبيها والتحقيق معهم ومن ثم تقديمهم للمحاكمة، لذلك فإن التحري عن هذه الجرائم (الاموال المنهوبة) واستقصائها وتقديم المشتبه بهم إلى المحكمة يشكل هم النيابة الاكبر وواجبها الرئيس".

وربط الدكتور مساعدة بين ظهور مفهوم الاموال المنهوبة والربيع العربي، وقال أن هذا المفهوم "ظهر بشكل واضح وجلي مع تداعيات ما يسمى بالربيع العربي، حيث أصبح هم الشعوب بعد اندحار بعض الانظمة العربية، استعادة الاموال التي كانت تحوزها هذا الانظمة السابقة بمختلف أفرادها وهيئاتها، وسواء أكانت هذه الاموال المنهوبة داخل البلد أو أنه تم تهريبها قبل الثورة أو خلالها".

وأضاف إن هذه الاموال موجودة طبعا في معظمها في خزائن الدول الغربية، لكنه بين أن الاموال المنهوبة قد يحوزها البعض داخل الوطن وبطريق غير مشروع "فالاولى عدم التغاضي عن الفاعلين أو مهادنتهم بغير الطريق القانوني".

وقال :"نهب أموال الشعب يعني وجود فئة في المجتمع استحوذت على مقدراته الوطن، وهي فئة ضالة استباحت اموال الدولة والافراد، تقابلها فئة أخرى في المجتمع تشعر بسرقة هذه الاموال فتولد لها الضغينة والكره، ولذلك فهي تتعطش لمعاقبة كل من استولى على أموال الشعب بغير حق".

"ومصطلح الاموال المنهوبة ينصرف إلى كل مال أخذ من صاحبه بدون حق وبأي شكل كان، سواء بسرقته او الاحتيال للحصول عليه أو ارتكاب التزوير أو الرشوة أو الاختلاس، وبما يجرم قانونا، بحسب الدكتور مساعدة، الذي أضاف إليه المال الذي تم الحصول عليه بغطاء قانوني ولكن لغايات غير مشروعة أو غير عادلة".

من جهته، وجه رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الاوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين، خلال افتتاح الندوة، أعضاء هيئة التدريس في كلية الحقوق لاعتماد أوراق البحث المقدمة من الخبراء المشاركين في الندوة في مساقات التدريس لتعميم الفائدة على الطلبة الذين هم بحاجة للاطلاع على ما تقوم به الدولة وأجهزتها المختلفة لإصلاح ما فسد وإعادة الثقة في عقولهم وقلوبهم، وإعدادهم ليكونوا عنصرا فاعلا ونظيفا في بناء مستقبلهم.

وعرض لأهمية الحاكمية والتي ترتكز على محاور منها الشفافية والمساءلة التي من شأنها أن تضع قاعدة متينة للرقابة المنضبطة وفي إطار صارم للتشريعات والقوانين والانظمة، مشيرا إلى الرسالة الملكية للحكومة بوضع خطة عشرية للنهوض بالاقتصاد الوطني التي أكدت على تعزيز الحاكمية من اجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، والمساءلة والشفافية كآليات لمكافحة الفساد والوصول إلى الاصلاح المجتمعي.

من جهته قال عميد كلية الحقوق الاستاذ الدكتور محمد الجبور إن الواقع العملي في مجال استرداد الاموال المنهوبة نراه "محبطا"، مشيرا إلى ما نشرته وسائل إعلام من أن اللجنة القضائية المصرية انفقت ما يزيد على 60 مليون دولار في محاولة لاسترداد ما يزيد على 200 مليون دولار نهبها رجال أعمال ولم تسترد فلسا واحدا، كما أشار إلى شكوى النائب العام التونسي بعدم تعاون العديد من الدول الاقليمية في هذا المجال.

وفي هذا الصدد، دعا الدكتور الجبور إلى ضرورة البحث عن ضوابط ومعايير للاصطلاحات التي طفت على السطح والتي قد لا تكون التشريعات قد لاحقتها كتبديد المال العام، والتكسب من معاملات الادارة وتقاضي العمولات من أعمال الادارة والتربح.

وعقب الافتتاح، عقدت جلستان تناولت الاولى، التي ترأسها نائب عام عمان القاضي زياد الضمور، الاثار التي تخلفها الجرائم الاقتصادية مثل فقدان الثقة وانحسار الفرص الاستثمارية، والمعيقات التي تواجه هذا النوع من الجرائم مثل تعدد الجهات التحقيقية وتضارب الاداء فيما بينها، والحاجة لتدريب العاملين على التحقيق.

وفي هذا الصدد قال رئيس محكمة جنوب عمان القاضي حسن العبداللات ان المعيقات على نوعين داخلية وخارجية، والاخيرة تتمثل في "الطلبات التعجيزية من بعض الدول، والداخلية قلة ونقص الخبرات ، وعدم وجود إدارة متخصصة ومدربة لإدارة المال بعد استرداده مثل الشركات"، داعيا إلى ايجاد نيابة متخصصة ومدربة في هذا المجال، تتحول معه جميع الادارات العاملة إلى جهات تحري ، فضلا عن توحيد جميع التشريعات في تشريع واحد.

من جهته عرض غيث الزعبي من وحدة مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب لمفهومه ومراحله التي تنحصر في ثلاثة هي التوظيف وهي الاصعب على مرتكب جريمة غسيل الاموال وذلك أنه يعمل على إدخاله في النظام المالي، ومرحلة التمويه ، ثم مرحلة الدمج وظهور مظاهر الثراء عليه.
بدوره عرض المقدم محمود النعيمات من إدارة البحث الجنائي لدور هذه الادارة في كشف جرائم نهب الاموال وضبطها، وسبل مواجهة الجريمة الاليكترونية.

وفي الجلسة الثانية، التي تراسها عضو مجلس كلية الحقوق المحامي زاهر جردانة، جرى عرض دور هيئة مكافحة الفساد في المساعدة في استرداد الاموال المنهوبة، قدمه أمين عام الهيئة علي الضمور، ودور النيابة العامة في هذا المجال، في ورقة قدمها مساعد النائب العام القاضي الدكتور ناصر السلامات.

و بين الضمور و السلامات أن تعقب الأموال في الخارج من أهم المعيقات التي تواجه عمل هيئة مكافحة الفساد و النيابة العامة في استرداد الأموال المنهوبة.

وجرى في نهاية الجلستين حوار مفتوح حول سبل تفعيل دور الاجهزة المعنية باسترداد الاموال المنهوبة وإيجاد آليات تحكم وتنسق العمل بينها.



تعليقات القراء

رفيق الاحزان
هذه اجتماعات تنهب جيوبنا وتحملنا اعباء بدنا ارجاع اموالنا ووقف الفساد والسرقات وادراه رواتب واموال الدوله بشكل صحيح ومحاسبه كل من يجرا على اللعب باموال 7 مليون مواطن اردني............
15-04-2014 01:41 AM
الله يعينك
طيب رجع الاموال المنهوبه من الموجودين في الاردن يا سيدي ورينا شطارتك بالله عليك , الفاسدين والمفسدين امام عينك خلينا نشوف , نظف البلد منهم , وبارك الله فيك .
15-04-2014 07:25 AM
لا لاغتيال الفاسدين
طيب بدناش نغتال الشخصيات

اغلبية اغنياء البلد من المسؤوليين السابقيين بدأوا موظفيين عاديين بمهن عادية

من اين لهم هذه الثروات التي اصبحوا يورثوها لاحفادهم
15-04-2014 08:26 AM
د. سمير فخري ملكاوي
بداية وقبل التعليق على هذا الخبر يطيب لي ان اثني على ما تفضل به عطوفة رئيس النيابة العامة الدكتور اكرم مساعده والذي يشهد له القاصي والداني بعلمه الواسع وسمعته المهنية رفيعة المستوى التي يتميز بها محليا و عالميا حيث اثرى به ندوة الامس وهنا استوقفتني مادتان من قانون مكافحة غسل الاموال الاردني وهما

المادة 7 - تنشأ في البنك المركزي وحدة مستقلة تسمى (وحدة مكافحة غسل الاموال) تختص بتلقي الاخطارات المنصوص عليها في الفقرة (ج) من المادة 14 من هذا القانون وطلب المعلومات التي تتعلق بها وتحليلها وتزويد الجهات الرسمية المحلية المختصة بهذه المعلومات عند الضرورة.
المادة 8 - تقوم الوحدة عند توفر معلومات كافية مؤيدة للاشتباه بوجود عملية مشبوهة اعداد تقرير بذلك واحالتة الى النيابة العامة مرفقا به ما لديها من وثائق او مستندات بهذا الخصوص.
هناك الكثير من البلدان لديها قوانين متعددة بهذا الخصوص ولكن ينقصها الانسجام والتنسيق المستمر بين دوائرها وقطاعاتها المختلفة من اجل تفعيل هذه القوانين واخراجها الى حيز التنفيذ وليس فقط للتباهي بوجودها بالمحافل الاقليمية والدولية والسبب في ذلك لوجود جماعات الضغط في تلك البلدان التي تسعى الى الحد من تطبيق هذه القوانين لتحقيق مآرب شخصية.
في الأردن هناك تفعيل واضح لمثل هذه القوانين وتنسيق جلي بين الجهات المعنية بالحد من انتشار هذه الجريمة من خلال ايجاد الوحدات ذات الكفاءة التي تؤهلها لأكتشاف اي عملية مصرفية مريبة ومشكوك بصحتها والتعامل معها بجدية وتجرد وتحويلها للنيابة العامة لأجراء المقتضى القانوني.
الأردن ولله الحمد قد قطع باعا طويلا بالحد من انتشار هذه الجرائم بفضل توجيهات جلالة القائد وكذلك وجود النخبة القانونية والادارية التي ترجمت هذه التوجيهات السامية وفعلت تطبيق القوانين الصارمة بهذا المجال.
15-04-2014 09:25 AM
ماجد الجازي
كل الاحترام والتقدير للدكتور اكرم مساعدة بما يتمتع من نزاهة وشفافية ونتمنالك التوفيق والتقدم في مخاربة الفساد والمفسدين وفقك اللة.
15-04-2014 11:16 AM
نزار خريس
طيب حكى عطوفته ... وبعدين ؟؟
اذا كان عطوفة المتحدث رئيس النيابات العامه " محامي الحق العام "
محرك الدعوى ضد اي فاسد لا يحرك ساكنا سوى الكلام
فماذا نتوقع من الآخرين ؟؟
كان عليه بدلا من الخطابة كان عليه ملاحقة هؤلاء الفاسدين
المعروفين لديه وتقديمهم للمحاكمة فلا كلام يرد الحقوق لأصحابها ولا
الخطابه ...
هل من فعل على ارض الواقع ؟؟؟
اذا كان الجواب لا " وهو الجواب حتما " فانت ....
وانت المسؤول بحكم منصبك واليمين الذي حلفته امام الله ...
19-04-2014 03:46 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات