الدوله العثمانيه .. أم العمّانيه


لقد وصلت الدوله العثمانيه اعتاب دول وسط اوروبا ولولا مكر الصفويين الذين قطعوا خطوط الامداد لربما اوروبا اليوم مسلمه,,لكن لست بصدد البحث او الكتابه عن الدوله العثمانيه والتي أفلت شمسها وتم اختصارها بتركيا اليوم,,تركيا الحداثه..تركيا السياحه..تركيا السياسه والحزب الأوحد بعدما تم اجتثاث الفساد لتصبح الدوله السادسه عشراً عالمياً اقتصادياً وبرغم الضغوط الاوروبيه والامريكيه والصهيونيه,, لكنني بصدد الحديث عن الدوله العمّانيه بمعنى اختزال الدوله الاردنيه بعمّان, وليس عمّان بمجملها بل عمّان الغربيه حيث يسكن اصحاب الملايين ممن اضعفوا الدوله الاردنيه بالخصخصه واللصلصه والبيوعات لثوابت الوطن وممتلكاته..الا تباً لهم.

ازدهرت عمّان كمدينه عصريه حجريه, زاوجت ما بين التراث والحداثه حتى نهاية القرن المنصرم, فكانت المدينه الأنظف عربياً ولربما من المدن النظيفه عالمياً,, حتى جاءتها هجرات قسريه من دول الجوار, وانتشر المال المغسول حتى تراكض اصحاب المعالي لتقديم الخدمات بمقابل الحصول على حزم من العملات الصعبه وعلى حساب الوطن وسكان عمّان..باعوا الأرض وسكنوا القصور وليس العوض بالله ببعيد ولا الذهبي الخلف القضبان ايضا,, حتى شاع الفساد وتطاولت الايدي على خزائنها المليئه فأفقروها, فقد كانت موازانتها(أي عمّان) في حينه لديها فائض,, لكنها اليوم مدينه بمئات الملايين وجيب المواطن هو الهدف لسداد ديونها..

ما ان تنقلك قدماك لاحدى دوائرها المفترض انها خدميه حتى تفاجأ بارتفاع الرسوم وفرض ضرائب منها ما له مسمى ومنها بلا..تخرج خالي الوفاض فلا على خدمات تحصل وعليك بالدفع,,عن ماذا ندفع عن المطبات والحفر التي غزت شوارعها والأمانه اعتمدت سياسات الترقيع هنا وهناك ..عن الارصفه المتهالكه والاشجار التي اتت عليها الثلجه الأخيره فاصابتها بالفالج..عن القمامه التي تجاور الحاويات صيفاً تعبث بها القطط وايدي الفقراء..عن أزمات المرور وتكدس السيارات في الشوارع دون وجود لحلول مروريه.. عن ماذا ندفع ونحن فواتيرنا ندفع فيها عن لم القمامه وعن دفنها وعن احراقها وعن وعن...ماذا بقي لا ندفع عليه ضريبه, فالميت حين الدفن يدفع..

الدوله مطالبه بوضع تشريعات صارمه لجلد الفاسدين وممن دسوا ايديهم الوسخه في عسل المواطن ولوثوه..الدوله مطالبه بنقل خدماتها كاملةً الى المحافظات لتفادي تحميل المواطن عبء الانتقال للعاصمه.. الدوله مطالبه بتجميع دوائرها في منطقه جغرافيه واحده للتسهيل على المواطن..الدوله مطالبه بتحديث اجهزتها الرقابيه والخدميه بعيداً عن البيروقراطيه وانتشار الواسطه والمحسوبيه وثقافة إرجع بكره..الدوله مطالبه بتقديم خدمات راقيه في مستشفياتها ومراكزها الطبيه ومدارسها بعدما تغول اصحاب المال على دخولنا المتواضعه برسوم عاليه في مدارسهم ومشافيهم الخاصه ,,والدوله غائبه..الدوله مقصره في احداث نقله نوعيه لمراكز المحافظات والاقاليم وتشجيع الاستثمار هناك حيث الفقر والبطاله.. لو استمر في الكتابه عن تقصير الدوله فلربما احتاج الى اضعاف ما هو مسموح لمقالتي..

جعلتم من عمّان كما الدوله العثمانيه في اواخر عهدها مقطعة الاوصال,, وجلبتم لها هجرات خارجيه وداخليه كشفت عورات المسؤولين,, عمّان تحتاج الى تنظيم ما هو موجود لا فتح افاقها على مادبا والزرقاء والسلط,, لجلب المزيد من الضرائب.. عمّان تحتاج الى جدولة موظفيها وخدماتها وتحسين الموجود مع اعطاء الحق لتطوير المدن الأخرى وعلى نفس السويه,,لا نريد عمان بعشرة ملايين نازح ووافد وتصبح كما القاهره والمدن الكبرى الفقيره..استثمروا في الخارج ليعود النفع على الداخل..اقطعوا دابر المفسدين وسترون ستصبح عمّان كما اربد كما العقبة والكرك مدن جميله حديثه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات