معلمة وتلميذ


إن التعليم مهنة عظيمة ومهنة سامية،وذات تاثير كبير على النشء ، فالمعلم في نظر تلاميذه قدوة واسطورة فلماذا لا يتحلى بمن كان معلما ببعض الصفات الطيبة ليبقى القدوة والمؤثر في نفوس تلاميذه ، حاثاهم على التعلم ، وغارسا فيهم القيم والسلوكيات الحميدة ، والأخلاق الطيبة الفاضلة ، فالتعليم يحتاج الى المعلم المبدع في استخدام الطرائق ، والأساليب المثيرة للفكر والتفكير أثناء التعليم، وان يتحلى المعلم بصفة ديمقراطية وإدارة حكيمة للنقاش ، وإحداث التعلم المحبب لدى التلاميذ، وتحقيق دافعية التعلم الذاتي ، رابطا ذلك بالتدريس المنظم وفق خطط مرسومة ومدروسة ، تعتمد على مهارات التدريس الأساسية لتحقيق التدريس المتميز الفعال .

فالمعلم المبدع هو:الفنان ، والممثل الذي يمتلك أدوات التدريس المناسبة والفعالة ، يأسر بها خيال المتعلمين ، ويتحدى عقولهم بتشكيلاته الفكرية ، وحركاته الوجدانية ، والسلوكية .هو الذي يقيم علاقات بينيه ناجحة مع المتعلمين ، ويصل إلى مستوى رفيع من الاتصال الشخصي معهم .هو الذي يحول درسه من مجرد مثيرات ، واستجابات إلى موقف إنساني مشبع بالدفء ، وتميزه التقنية الحديثة، وفيه يستمر المتعلمون في حالة من النشاط العقلي ، والاستغراق في الدرس ، والتفاعل معه عبر علاقات وثيقة من الود ، والاحترام ، والتسامح ، تدعو إلى تعزيز التواصل وإثارة التفكير بشكل مستمر .

من أعظم عوامل نجاح المعلم رغبته في التدريس. فالمعلم ما لم يكن مدفوعا بحب التعليم ولديه رغبة في أداء ما حمل من أمانة التعليم فلن يتحمس لمهنته وبالتالي لن ينجح فيها.

ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر الإنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم.

فلتستشعر الأجر العظيم الذي تناله من ربك عزوجل أثناء تعليم طلابك إذا أحسنت النية .تصور ما سيؤول إليه طلابك في المستقبل، حيث سيكونون هم قادة المجتمع وهم رجاله فأنت الآن تبني في مجتمع المستقبل.

يجب أن تعلم أن هؤلاء الطلاب أمانة عندك ائتمنها عليك آباؤهم وكذلك الدولة وفرغتك للقيام بهذا العمل العظيم.فلتجعل عملك مجال تحد لك ، فكل مشكلة تواجهها هي عبارة عن تحد ممتع لمدى قدرتك التربوية والقيادية، فكيف يكون تعاملك معها، فنجاحك يعني كسب التحدي، ويعني أنك فعلا أهل لما أوليت من منصب جليل، وإثبات لقدراتك ومهاراتك.

كن ممن يستخدم الطريقة المناسبةفي التدريس ، كن مبدعاً وابتعد عن الروتين، اجعل درسك ممتعا ،استخدم الأسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة ،استثر دافعية التلاميذ ،اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية ، حدد أهدافا ممكنة ومتحدية! ، أشعل التنافس الشريف! ، استخدم المكافأة بشتى أنواعها الممكنة مع الطلاب الذين ينجزون ما تطلبه منهم أو يبذلون جهدا كبيرا في سبيله، لكن تأكد أن المكافأة مناسبة للطالب، من حيث ما بذله من جهد ومن حيث مستواه العمري ، وليكن شعارك أولاودائما و كما قال صلى الله عليه وسلم :إنما بعثت معلما ولم أبعث معنفا!".

ملاحظة : تم الأستعانة بهذه الخطوات المأخوذة بتصرف من كتاب .. ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح دليل عملي للمعلمين والمعلمات.أ. راشد بن حسين العبد الكريم .

واليكم هذه القصة التي تبين العلاقة الطيبة بين معلمة وتلميذها وبحثت عن حقيقتها ولكنني اثرت نقلها كما قرأتها:

ذات يوم ..وقفت معلمة الصف الخامس السيدة تومسون ،،

وألقت على التلاميذ جملة : إننى أحبكم جميعا .. وهى تستثنى فى نفسها تلميذا يدعى تيدى !!

مستواه الدراسى متدن جدا ومنطو على نفسه..وهذا الحكم منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام
فهو لا يلعب مع الأطفال و ملابسه متسخة..ودائما يحتاج إلى الحمام و إنه كئيب لدرجة إنها كانت تجد متعة فى تصحيح أوراقه بقلم أحمرلتضع عليها علامات x بخط عريض وتكتب عبارة راسب فـــى الأعــــــــلى .ذات يوم طلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشئ ما ! لقد كتب عنه معلم الصف الأول :"تيدى طفل ذكى موهوب يؤدي عمله بعنايه و بطريقه منظمه" وكتب معلم الصف الثانى :"تيدى تلميذ نجيب و محبوب لدى زملائه و لكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان."أما معلم الصف الثالث فقد كتب :"لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتما به و إن الحياة فى منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".بينما كتب معلم الصف الرابع :"تيدى تلميذ منطوى على نفسه لا يبدى الرغبة فى الدراسة وليس لديه أصدقاء و ينام أثناء الدرس".

هنا أدركت المعلمه تومسون المشكلة ! وشعرت بالخجل من نفسها ! و قد تأزم موقفها عندما ..أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة .ما عدا الطالب تيدي فقد كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقاله ... تألمت السيدة تومسون و هى تفتح،هدية تيدى وضحك التلاميذ على هديته وهى عبارة عن عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار و قارورة عطر ليس فيها إلا الربع،ولكن كف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمةعن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وأرتدت العقد ووضعت شيئا من ذلك العطر على ملابسها ،ويومها لم يذهب تيدى بعد الدراسه إلى منزله مباشرة بل أنتظر ليقابلها وقال : إن رائحتك اليوم مثل رائحة أمي !!!؟

عندها أنفجرت المعلمه بالبكاء لأن تيدى أحضر لها زجاجة العطر التى كانت والدته تستعملها ووجد فى معلمته رائحة أمه الراحلة !!.منذ ذلك اليوم أولت أهتماما خاصا به وبدأ عقله يستعيد نشاطه و بنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزا فى الفصل ثم وجدت السيده مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي كتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة ،بعد عدة سنوات فوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوةمن كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة فى ذلك العام موقعة بأسم إبنك تيدى .فحضرت وهى ترتدى ذات العقد و تفوح منها رائحة ذات العطر.

هـــل تعلـــم مـــن هـــو تيـــدي الآن ؟! تيدي ستودارد هو أشهر طبيب بالعالم.. ومالك مركز( ستودارد) لعلاج السرطان.

هذه رساله لكل معلم ومعلمه في عالمنا العربي.. مع إحترامي وتقديري للجميع ، فقد كنت معلما وأحن لتلاميذى النجباءالذي كان لي شرف تعليمهم في الأردن والإمارات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات