جراسا -

يبدو أن الموت الذي اختار أن "يخيم" فوق سوريا في زيارة باتت طويلة، لم يستثن فيها أحداً من أفراد الشعب السوري بمختلف انتماءاته وثقافاته.

فكانت حصة الفنانين السوريين كبيرة بقدر إبداعهم، ومناسبة لحجم مأساة شعب كامل، وحتى بمماتهم كانوا صورة للحياة التي اعتادوا تمثيلها، وبرعوا بدور البطولة في مسلسل الموت.

وفي حين نجا معظمهم من آثار الأزمة بشكل مباشر، إلا أن ظلالها عصفت بقلوبهم الحساسة، فكان الموت أسهل من رؤية الواقع الذي جسدوه بأهم الأعمال الدرامية، ينهار ويتحول إلى واقع شبه الأفلام الخيالية.



حسن دكاك
عام 2011 مع بداية الأحداث السورية بدأ الموت، فاختار الفنان السوري المميز حسن دكاك الذي توفي إثر أزمة قلبية خلال تواجده في منزله، وهو الذي تألق بمسلسل مرايا وشارك في الأجزاء الخامسة من باب الحارة وغيبه الموت عن الجزء السادس.



خالد تاجا
وخطف الموت الفنان القدير خالد تاجا بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، وقدم تاجا العديد من الأفلام وله رصيد كبير من المسلسلات والأعمال التلفزيونية منها الفصول الأربعة ومرايا ونهاية رجل شجاع، توفي 4 أبريل (نيسان) 2012.



محمد رافع
وتابع الموت فاختار الفنان السوري من أصل فلسطيني محمد رافع، وعرف بدور ابراهيم في مسلسل باب الحارة، وقتل نتيجة مواقفه السياسية 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.



طارق سلامة
واستكمل الموت رحلته، فاختار الفنان طارق سلامة مع ابنه الصغير والذي توفيا بعد إصابتهما بقذيفة "هاون" غادرة أثناء خروجهما من المنزل في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2012، وأبرز أعماله كانت الدبور والشام العدية.



أديب خير
رحل واحد من أهم المنتجين للدراما السورية وهو أديب خير (48 عاماً) صاحب شركة "سامة" التي أنتجت أعمالًا مهمة مثل "روبي" و"ضيعة ضايعة"، بعدما أصيب بأزمة قلبية حادّة ومفاجئة خلال زيارة عمل إلى بيروت في 12 يناير (كانون الثاني) 2013.



صباح عبيد
وغادر الفنان ونقيب الفنانين السوريين صباح عبيد الحياة بعد شهر كامل أمضاه في المستشفى، وهو الفنان الذي ترأس نقابة الفنانين بين 2006 و2008، وصاحب القرار المثير للجدل بمنع اليسا وهيفاء وهبي وروبي من الغناء في سوريا، وصنف كفنان أول عام 1984، وتوفي في 23 فبراير (شباط) 2013 .



ياسين بقوش
وشكّلت وفاة ياسين بقوش عن عمر يناهز الـ74 عاماً، الحدث الأبرز بين كل الراحلين ، إذ قُتل بقذيفة "آر بي جي" أصابت سيارته في أحد أحياء دمشق الساخنة. وبذلك فقدت الدراما السورية "ياسينو"، وهو الذي واكب مسيرة نجومها منذ البدايات.




نضال سيجري
تابع الموت رحلته المشؤومة ليختار فنانا رائعاً رسم البسمة والأمل على معظم وجوه السوريين فاختار الفنان النجم نضال سيجري حيث توفي بعد معاناة أيضاً مع مرض سرطان الحنجرة، وهو خريج المعهد العالي للفنون شارك في الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. ويعود أصله إلى قرية تسمى سيجر في ريف إدلب الغربي، توفي في الحادي عشر من يوليو (تموز) 2013 م بعد معاناة طويلة مع المرض، لقّبة محبيه وبعض النقاد بـ"شارلي شبلن" العرب عن دوره في مسلسل ضيعة ضايعة عن دور "أسعد خرشوف".



رفيق الصبان
ورحل السيناريست رفيق الصبّان أحد رموز النقد السينمائي في 17 أغسطس (آب) 2013 عن عمر يناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض، وهو كاتب وناقد وسيناريست سوري وصل إلى مصر وأقام فيها منذ بداية السبعينيات، اسمه الحقيقي محمد رفيق الصبّان، عمل فترة أستاذًا لمادة السيناريو في معهد السينما، وكتب أكثر من 25 فيلماً سينمائياً وأكثر من 16 مسلسلاً، وحصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس.



سليم كلاس
وجاء خبر رحيل الفنان السوري سليم كلاس كالفاجعة بين الوسط الفني السوري والعربي، بعد تعرّضه لنوبة قلبية مفاجئة، وكان المشاهد قد اعتاد على حضور كلاس في جميع الأعمال ذات البيئة الشامية، وهو الملقّب بـ "حلاق الدراما السورية" بعد تجسيده شخصية "الحلاق في هذه الأعمال"، ورحل في 2 ديسمبر (كانون الأول) 2013.



غدير الشعشاع
وبشكل مفاجئ، توفيت الفنانة السورية الشابة غدير الشعشاع في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2013 في منزلها في دمشق وسط تضارب الأنباء عن ظروف وفاتها، والفنانة غدير الشعشاع من مواليد عام 1988، قدّمت الكثير من الأعمال في المسرح، ودوبلاج الأعمال التركيّة وغيرها، إضافة لمشاركتها بالدراما السّورية في عدد من الأعمال ومنها مسلسل "روزنامة" في الموسم الماضي.



عبد الرحمن آل رشي
وغيب الموت الفنان السوري عبد الرحمن آل رشي اليوم السبت 12 أبريل (نيسان) 2014عن عمر ناهز 83 عاماً، وهو من عمالقة الفنانين السوريين وقدم الكثير من الأعمال الهامة في السينما والتلفزيون، وهو عضو مؤسس في نقابة الفنانين السوريين.

ومن أهم أعماله التلفزيونية الحوت، مذكرات حرامي، الظاهر بيبرس، الطير، وجواهر، كما برع في أدواره في أعمال البيئة الشامية ومنها "أهل الراية، بيت جدي، الخوالي، باب الحارة في الجزأين الأول والثاني".

وإن كان تميز الدارما السورية بتميز نجومها وتميز واقعيتها، فخسرت الكثير من العمالقة وخسرنا الكثير من الواقع والإنسانية.