أمة العرب من الآخر .. !


- بلغة الجيل العربي الحالي،،، من الآخر...!!!، سندع عشرات وربما مئات الصراعات ، الإشكاليات ، الخطايا والأخطاء ما ظهر منها وما بطن ، في العلاقات البينية العربية ، وعلاقات العرب مع دول الإقليم والعالم ، ولن نخوض في تفاصيل حالة الهوان التي جعلت أمة العرب فعلا وليس قولا ، تلك الأمة التي تضحك من جهلها الأمم...!!!

- من الآخر...!! يُفترض أن ينعقد غدا 25\3\2014 في الكويت ما يُسمى مؤتمر القمة العربية ، والذي يُفترض أيضا أن يلتقي فيه ملوك ، أمراء ورؤساء الدول العربية لإحداث نقلة نوعية والتوافق على ما يُعزز العلاقات العربية البينية ، بالتعاون ، التماسك والتقارب سياسيا ، إقتصاديا ، إجتماعيا وثقافيا . لكن ، ونحن نعيش هذا الزمن العربي الرديئ الذي لا يُفرّح صديقا ولا يغيظ عدوا ، إرتأينا أن نضع أمام قادة العرب القنبلة الفلسطينية على طاولة المؤتمر ، بحيث تكون النتيجة إما قمة وإما قعر ، وكفى الله المومين شر القتال.

- من الآخر...!! لسنا بصدد الإتهام والتخوين لأي حاكم عربي ، ولن نُبحر في الفضاءات الهيلامية ونقفز عن الواقع وموازين القوى ، ولن نطالب المؤتمرين في الكويت بما لا طاقة لهم على فعله وإنجازه ، بأن ندعوهم لواجب كل عربي ومسلم لابد تكون وجهته تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وسنكتفي في هذه المرحلة بأن يلتزم حكام العرب ، بمحتويات مبادرتهم في قمة بيروت 2002 ، التي تُعرف بمبادرة السلام العربية ، والتي تُشكل في قمة الكويت القائمة الآن إتجاه حرف أل "خ" الذي سيُحدد توجهات بوصلة قادة الأمة العربية ، بين أن نكون عربا بشرا أو حيوانات كما في وترية مظفر النواب ، التي ولا شك أن جميع الحكام العرب وبطاناتهم يعرفون تغريداتها .

- من الآخر...!!! في مضمون النظرية الميكافلية "الغاية تُبرر الوسيلة" التي تمكنت اليهودية العالمية ، من إسقاطها على الثقافة العربية العربية الإسلامية ، حتى تفشت ظاهرة تآمر الدول العربية على بعضهم البعض ، وأصبح كل يُغني على ليلاه ، فيما أرجلهم جميعا في الفلقة ، إن لم يكن عبر تلاعب وعبث الصهيوأمريكي بهم ، فبسبب تجاهلهم لما أنجزه الربيع العربي ، الذي كسر حاجز الخوف عند شبان وشابات هذا الجيل . هذا الجيل الذي لن يتوقف تمرده على الحُكام الطغاة ، المحنطين والتقليديين الذين ما يزالون يغرقون في الأوهام ، ويعتقدون أن عملية شراء الذمم يُمكن أن تنقذهم من الثورات الشعبية القادمة لا محالة ، حيث لا مناص من تطبيق ثقافة العصر ، التي قوامها الحرية ، الديموقراطية ، صندوق الإقتراع ، العدل ، المساواة ، وحقوق الإنسان للجميع ، للمرأة ، الطفل ، العامل وذوي الإحتياجات الخاصة.

- من الآخر...!!! إن قضية فلسطين وإن وافقنا كشعوب عربية إسلامية ومسيحية على إختزالها بالضفة الغربية ، القدس ومقدساتها وحق العودة وقطاع غزة ، وأن كل هذا التساهل ، يأتي كنتاج لزمن الهوان العربي ، وكمسايرة مرحلية فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال ، أن يعمد قادة العرب إلى الهروب من ما عليهم من واجب ، فيتركون القيادة الفلسطينية بين أنياب الصهيوأمريكي ، ومن ثم يقولون "الحُكام العرب" نقبل بما يقبل به الفلسطينيون ، وكأن فلسطين ، قدسها والمسجد الأقصى المبارك وبقية مقدساتها المسيحية والإسلامية ، هي خاصية فلسطينية ، لا علاقة بها لبقية العرب مسلمين ومسيحيين .

- من الآخر...!!! ، حيث لا نُريد تحميل القيادة الفلسطينية وزر كل ما تعانيه فلسطين الأرض والشعب ، وذلك كون الهوان والخذلان يطال حميع العرب والمسلمين ، فإن القائد العربي الحصيف هو من سيدرك في قمة الكويت ، أن علة العرب وأسباب فرقتهم هي نتيجة مواقفهم الرخوة تجاه قضية فلسطين ، منذ أن تركوها في حُضن القيادة الفلسطينية في قمة الرباط 1974 ، وتنازلوا عن كونها عربية إسلامية ، وراحوا يدعونها بالقضية الفلسطينية ، بدلا من قضية فلسطين ذات الأبعاد العربية المسيحية والإسلامية ، وهنا لا نُريد أن نُذكّر أن قادة العرب اليوم هم ذاتهم في مطلع القرن العشرين ، حين طأطأوا رؤوسهم وسمحوا لسايكس وبيكو أن يُفتتوا الوطن العربي ، وهم الآن يتركون الصهيوأمريكي يرسم حدودهم من جديد ، وفعلا ما أشبه اليوم بالأمس...!

- من الآخر...!!! ، في برقية عاجلة للمؤتمرين في الكويت عامة وللرئيس الفلسطيني أبومازن خاصة ، فإن متغيرات العصر وما أصبح عليه الجيل العربي الحالي ، من قدرات ، تمرد ، توق للحرية والتحرر وهو الذي بات يُدرك أن لا أمن ، لا إستقرار ، لا تنمية ، لا نماء ، لا تغيير ولا حقوق على نحو إستراتيجي بدون حل عادل لقضية فلسطين ، وعلى أقل تقدير ضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، خالية من المستوطنات وعلى كامل حدود 1967 ، عاصمتها القدس الشرقية ، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم ، بلداتهم وقراهم التي هُجِّروا منها عام 1948 وأولها مدينة صفد التي يجب على محمود عباس ، أن يعلن في قمة الكويت بأنه وأسرته سيعود إليها ، ليكون قدوة للاجئين الفلسطينيين ولحكام العرب والمسلمين ، وإلا لن يطول الوقت ليُردد شبان فلسطين ، الأردن ، العرب والمسلمين ، ما دون فلسطين حز الحلاقيم ، ولن نتركها دامية في الشمس ، كما فعل قادة العرب والمسلمين على مدار قرن تقريبا.



تعليقات القراء

رائغ
يسلم فمك فعلا مقال رائع عميق
25-03-2014 08:18 AM
مواطنه
مقالة من ( الأخر ) ( Y)

مقالة راااائعه و معبرة جدا
25-03-2014 05:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات