الظلم .. اساس العنف المجتمعي


يحدثنا التاريخ بان من اسباب انهيار الدول والحضارات الانسانيه هو تفشى الظلم وغياب العدل وشعور الفرد بعدم المساواه داخل مجتمعه الذي يعيش فيه وان من دعائم استقرار المجتمعات الانسانيه هو وجود العدل بين الناس فالعدل والظلم نقيضان لايلتقيان فالعدل يحقق الرضا والطمانينه للافراد والجماعات ويحقق الاستقرار الذي هو اساس الازدهار والتنمية ويجسد مفاهيم الولاء في وجدان الافراد للارض والانسان ويعزز النسيج الوطني والانتاجيه ويصلب جدران البناء الداخلي للدوله اما الظلم فهو على نقيض تام مع مخرجات العدل – فالظلم يولد العنف وعدم احترام للقانون وفوضى مجتمعيه وخلق ازمات وتعطيل الانتاج وقبل هذا وذاك خلق حالة عدم الرضا ورفض لمنطق العقل والحوار البناء وهنا تكمن الطامة الكبرى .فالمجتمع ينفلت عقاله ومن ضوابطه الاخلاقيه والقيميه وتدب الفوضى بين جنباته فيصبح الامي عالما والمحتال قاضيا والضرير مصورا والاجنبي مدللا والوطني عميلا ويفتك الاعمى بالبصير وتنقلب الامور ومعايير الاستقرار الاجتماعي – ويطغى استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل – وان اصعب وامر شعور في الحياة هو شعور المظلوم العاجز عن نيل حقه ممن اغتصب هذا الحق بالرشوة والواسطة والمحسوبيه وهذه الثلات من افات العصر والحياة المدنيه وهي مرئيه لنا جميعا من خلال المشاهد اليوميه لحالات الظلم التي تقع على الافراد من قبل اصحاب الجاه والنفوذ وما شاهدناه في السنوات الاخيرة في بلادنا والعالم العربي من حراكات ومسيرات احتجاجيه الا نتيجه لتفشى ظاهرة الظلم في مجتمعاتنا –ان ظلم المسؤول لصاحب الحق هو اشد انواع الظلم على النفس البشريه فهي تولد الحقد والعنف وعدم الرحمه وتنزع من قلب المظلوم الامل وتزرع مكانه الياس والاحباط والقنوط وما اعمال التطرف التي تحدث في مجتمعاتنا العربيه الا نتاج الظلم وعدم المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات – وصدق القائل :
لا تظلمن اذا كنت مقتدرا فالظلم مرتعه يفضي الى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
ان الظلم مفتاح الشر وان العدل مفتاح كل خير – لنضع العدل عنوانا لانسانيتنا دائما وان نرحم بعضنا في الارض حتى يرحمنا من في السماء .



تعليقات القراء

العدالة أساس الحياة
هذه هي الحقيقة التي يدركها الكل ولكن ؟؟؟؟؟
24-02-2014 10:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات