الأردن أولا .. ؟


- صحصيح أن الحالة السورية ذات وجع يقض مضاجع أحرار العرب والمسلمين ، ويُشعل نيران الغضب في قلوب أهل الديار الشامية ، على نحو خاص وغير مسبوق ، ويزداد الأمر سوءاً حين يجد المرء نفسه منقسما على الذات ، بين نظام شمولي في سورية فقد البصر والبصيرة ، وبين ما يتم ترتيبه لإنجاز ضربة عسكرية ، تتبناها وتُصر عليها الولايات المتحدة الأمريكية ، وسط أجواء ضبابية تُشيعها عملية تعمية إعلامية، بحيث لا أحد يستطيع فهم ما تهدف إليه أمريكا من وراء هذه الضربة ، أو إلى أين ستصل الأمور في سورية والإقليم الشرق أوسطي ، الذي أضحت شعوبه تعيش حالة قلق ، ترقب ، إرباك ، خوف وربما هلع من ما سيأتي به المجهول.

- من يتابع وسائل المعلومات المسربة ، حول ما تُعده وتستعد له أجهزة النظام في سورية ، إيران وحزب الله ، ومن يقرأ رسائل الداخل السوري رسميا وشعبيا ، ويُلاحظ التراخي الروسي تجاه الإعداد والإستعداد الإمريكي ، لتنفيذ الضربة العسكرية المُبهمة الأدوات والأهداف ، سيزداد إرباكا ، قلقا وخوفا من تداعيات خارج الحسابات ، خاصة حين نتوقف عند مجريات الحدث العراقي ، الذي بات مُكملا ورديفا للحالة القائمة في سورية ، وتحديدا في جهة الصراع الطائفي ، والذي هو في المحصلة بين القوى الظلامية بمسميات إسلاموية ، يُمكن حصرها بعنوانين ، القاعدة السُنية وحزب الله الشيعي ، وتفريخات كل من هذين العنوانين والقوى التي تدعم كل عنوان ، ولا يفوتنا أن نُذكر بأن اليمن متورط في هذا الإنقسام المذهبي ، ويعيش تداعياته ويغرق في دمائه ، كما هو الحال في سورية ، العراق ولبنان..

- إن أشد ما يزيد تشتت وتبعثر عقول أهل جنوب الديار الشامية تحديدا، بحيث تُصبح غير قادرة على تبني موقف في هذه اللحظة الحرجة والمرعبة ، كونها في حالة عداء بمعايير مزدوجة ، إن للنظام السوري وطغيانه ودمويته ، أو إن لأهداف أمريكا الإستعمارية بأبعادها الصهيونية ، وخاصة حين تستيقظ في وجدان الأردني والفلسطيني قضية فلسطين ، القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية ، الإستيطان ، إبتلاع الأرض وإرهاصات المتطرفين الصهاينة الذين يريدون الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين.

- على ضوء هذا الوضع السوري ، العربي والدولي البالغ الصعوبة والقتامة ، الذي سينخرط فيه الأردن بشكل أو بآخر ، بحكم الجغرافيا ، الديموغرافيا ، العروبة والإسلام ، فإن ما يتوجب علينا في المملكة الأردنية الهاشمية ، أن نؤكد شعار الأردن أولا ، وأن نُفعِّل مضامينه بوعي يحمي وحدتنا الوطنية ويُصلب جبهتنا الداخلية ، لنكون كشعب موحد في موقفه ، وكقوة دعم وإسناد لقواتنا المسلحة الباسلة ، وأجهزتنا الأمنية ذات المهنية المشهودة ، وأن نتوخى الحذر تجاه الفئات الغوغائية أو المأجورة التي تروج الأكاذيب ، تسعى للفتن وتُهبيط المعنويات ، وفي هذا المضمار يتوجب على الفعاليات السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية ، مؤسسات المجتمع المدني ، الإعلاميين والمثقفين أن تكون على قدر المسؤولية تجاه هذا الوطن الأردني الأعز ، وأن يتعاون الجميع مع مؤسسات الدولة ويتجاوزوا أية إختلافات في وجهات النظر السياسية تحديدا ، لأن الأردن أولا. والله من وراء القصد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات