الظلم مؤذن بخراب العمران . .. ابن خلدون


جراسا -

أيقونة" اردنية ، لكنها ظلت رهينة محبَسيْ الدهشة والمفارقة والاستغراب عبر ردح من الزمان تلك السياسة الاردنية وسياسية التبديل والاحلال السياسي في الاردن ولا يكاد التغيير يخرج عن اطار سلة واحدة , مصفوفة سياسية متقنه الحلقات وفي النهاية أنت موعود بسلاح مصوب إلى مصدر رزقك ورزق اطفالك ، وابتسامة تستهدف احتجاجك، ومساومة فظة على حقك في فتات مائدة وطنك قلة تسبح والسواد الاعظم من الشعب يحوقل وتصريحات دولة الرئيس لا تنضب ابدا . 

على أن تلك الرطانة السياسية المنمقة التي يقودها رئيس الوزراء ودهاءه الارطبوني , لا تنقص شيئاً من وضوح الفكرة، التي تقول إن هذا الضرب من الحراب السياسية المهذبة والتصريحات الحكومية المعلبة الجاهزة للاستهلاك المحلي تذكرنا مع فارق التشبيه بمحمد سعيد الصحاف الذى دافع عن العراق حتى اخر حرف من الكلمة , عندما اسمى المحتل الامريكي بالعلوج وان قلعة الصمود بغداد بمأمن من الضرب والقصف حتى إذا ما انطفأ آخر سراج وخبئت شعلة المقاومة , واذ والدبابات الامريكية في ذات الوقت على شاطئ دجلة والفرات ، وسقط آخر جندي شريف مقاوم ، وانقشعت ضبابية التصريحات الاعلامية ، واستيقظ العالم الحر , والموحدون , على صبيحة يوم اسود فيه بغداد محتله و حزينة و كسيرة و مغتصبة , لا حول لها ولا قوة, و تبين لاحقا للعالم اجمع ان تصريحات الصحاف كانت بعيدة كل البعد عن الحقيقة بعد ان نخر سوس الخيانة والقبض والفساد على جسم العراق الشامخ .


وعند بزوغ الفجر الصادق وعند سريان اشعة الشمس في شرايين الاردن تتحمر خدود جبال الجنوب وسهول الشمال بأشعة الشمس , وترتفع ترانيم اصوات المخلوقات, هناك توضأ وتذكر انك اصبحت ملح الارض التي باعوها للشريك الاستراتيجي اصبحت ناطورا واجيرا ا للمستثمر الجديد, يزبد ويرعد ومعه صك قانوني وجوشان من قلب الوطن ومن رئته التى يتنفس بها , فالشمس الى صبغت وجهك الاسمر النقي ستشرق يوما وان طال الانتظار ورائحة الكد والجهد والعرق المتسربل على جبينك انقى من كل عطور باريس التي اشتروها بمال الشعب, توضأ اخيه فالنظافة من الايمان بينما هم طبقوا نظرية النظافة من الايمان على خزينة الدولة وشركات الوطن , فنظفوها ايمانا منهم ان لا جريمة ولا حساب, توضأ يا شقيق الحزن على هذا الوطن الاشم , وارح نفسك امام مولاك , اما هم فيرتاحون على شواطئ الريفيرا وفي مدن الضباب , وهم يسهرون تخطيطا لمستقبلنا الباهر , حتى شاخت آمالنا الوطنية يا ابناء الحرة وجع من قاع القاع الى عصب النخاع , ومن الوريد الى الدماغ , وذنوبهم تحار منها المغفرة .


وقد ينقشع الضباب في لحظة من امامك فتجد نفسك فجأة امام جدار صلد, وهكذا هي الحياة بشكل عام وهذا ديدن الانسان الذى خلقه الله في احسن تقويم واودع فيه العقل فبدأ يخرق كل القوانيين السماوية, والاعراف الانسانية, والمبادئ النبيلة , فلا نستغرب ان ترى كثير من الاغصان عوجاء مائلة في الشجرة الباسقة المثمرة, فكان لزاما ان يقوم الاعوجاج, حتى يطيب معه الثمر, وتستطيع السير في ظلها , فأي غرس أجنبي في تربة محلية لا ينجح إلا بالتحايل على تبعات الاختلافات المناخية، والمستثمر الأجنبي لا يعول على قوانين تشجيع الاستثمار بقدر ما يعول على تشجيع الأجواء الداخلية والقوانين الناظمة من خلال الموافقة القانونية التى تمنحه اياها رئاسة الوزراء, التي يفترض ان تراعي مصالح الوطن بالدرجة الاولى و ان ترتبط وتراعى مصالح الدولة الحيوية و السيادية وصلاحها بـ سلوك المواطن في المعاملة مع الوافد الأجنبي المستثمر , قبل ارتباطه بمسلك الدولة والكل ينهش في جسم الوطن وكانه غدا بلا اهل يدفعون عنه العاديات , فاللصوصية الانيقة واللصوص الظرفاء في عقر دارنا .


. فالشخصيات الاعتبارية لصناع القرار في هذا البلد والتى ساهمت بشكل فاعل في بيع مؤسسات الوطن يجب مسائلتها ونحن بانتظار توصيات رئيس الوزراء بعد تكليفه لجنة تقييم التخاصية وعليه نحن بحاجة ملحة إلى اعادة ضبط الساعات على التوقيت المحلي الاردني بعد ارتفاع وتيرة التصعيد المنافي للمصلحة الوطنية ففي احدى الشركات المباعة في غفله من اهلها راتب ممثل الشركة الأجنبية يزيد عن 30 الف دينار عداك عن تكاليف شطحاته وسفره و مشروباته الروحية, على حساب شركات الوطن , بينما فنى يعمل ليل نهار في ذات الشركة لا يملك ان يطعم اولاده او يلبسهم , نعم الظلم مؤذن بخراب العمران كما قال ابن خلدون و دمل خبيث وخلايا سرطانية في رحم الوطن فلا عين تنام ولا اذن تسمع . ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن والاردن اولا واخيرا .
حمى الله الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات