طالب جامعي أم بلطجي !


ذات صيف حار، أنتشر الرعب في أرجاء جامعتي، كُسرت المرافق، أستمرت المناوشات بين الطلاب، ما بين كر وفر، البعض منهم أحتل أعلى التلة المطلة على الجامعة، فيما سيطر الطرف الأخر على الساحات – مستخدمين خطة غزوة أحد ! - هذا يرمي ذاك بالحجارة والمسبات السوقية، وكل ما يمكن قذفه، والأخر يرد عليه بعين الاسلوب، حتى الزهور لم تسلم من شرهم !
تطورات المشاجرة بين الطرفين، تم اغلاق الطريق الدولي الواصل بين محافظات الشمال والعاصمة عمان، تدخلت قوات الدرك، وقامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، باتجاه الجامعة، تفرق الطلاب. في اليوم التالي دخلوا الجامعة دخول المحررين المنتصرين، لا أحد يقوى على سؤالهم !
المشاجرة خلفت عددا من الإصابات بين الطلاب، الأمر أعجز رئيس الجامعة آنذاك الدكتور عدنان بدران عن اتخاذ الإجراء المناسب، الخسائر المادية كانت كبيرة جداً، لكن الخسائر الاخلاقية كانت أكبر من ذلك بكثير !
بصراحة خيبة أمل لا نظير لها، بهذه العبارة وصفت أحداث ذك اليوم للدكتور أحمد الكراعين رحمة الله، والدكتور أمين أبو اليل أطال الله عمره.
نعم، خيبة أمل، فهل حقا هؤلاء طلبة علم، منوط بهم إدارة الدولة في الغد ؟!
بعد أيام، عاد الدوام إلى طبيعته، لكنه حمل في ثناياه اخبارا سارة، فقد قام رئيس الجامعة، بفصل أكثر من30 طالبا كانوا سببا في المشكل، من الجامعات الحكومية، والخاصة.
هؤلاء، لم يتركوا عباءة أو شخصية أو مسؤولا الا واستعانوا به، لحيلولة دون تطبيق القرار.
الا أن جهودهم ذهبت أدراج الرياح، مع أصرار رئيس الجامعة عدنان بدران على تنفيذ القرار.
بعد سنوات، التقيت بأحدهم، وأذ به غير قادر على تحصيل حسن سيرة وسلوك، نتيجة المشاجرة التي كان أحد ابطالها، وباتت تمنعه من استكمال مسيرته الدراسية.
البعض - من باب التبرير - يعيد أسباب المشاجرات إلى غياب التربية الأسرية للطلبة، وسيطرة عقلية البلطجة على أفعالهم، هؤلاء يصبون لجام غضبهم على الأسر، لكنهم لا يتنظرون إلى غياب القانون، ودوره في نشر هذه التصرفات.

لو افترضنا جدلا صدقية الفرضية، فهل يباح للجامعة حق الصمت حيال هؤلاء، بحيث لا تفعل القوانين بحقهم، إن كانوا قليلو التربية كما يقولون، فمن باب أولى أن يعاقبوا أولا، من ثم يصار إلى اعادة تأهيلهم وأسرهم، حتى يستحقوا صفة طالب بل واسرة.
الذي أريد قوله، هنا، لو كان هناك رؤساء جامعات على قدر كاف من المسؤولية الوطنية والاخلاقية والتربوية، لقاموا بتفعيل القوانين والانظمة بحق كل من تسول له نفسه القيام بهذه الافعال.
دون الرضوخ لجحافل الجاهات، وأصوات فناجين القهوة، وتلال المدح والثناء، التي لا تختلف عن زعران الجامعات أنفسهم.
من المعيب رؤية طلبة علم بملابس الزعران يجوبون مؤسساتنا التعليمية، يسيطرون عليها، دون رقيب أو حسيب، من المعيب غياب الجهات الرقابية داخل الجامعات وخارجها عن هؤلاء.
هذه طبعا أحد أهم الاسباب التي عملت على تقوية شوكة هؤلاء، فلا قانون يدينهم، ولا رادع يمنعهم.
ختاما: لو كانت المشاجرات هذه في الغرب لاستقال وزير التعليم العالي ورئيس الجامعة، وفصل كل من كان له يدا فيها، بل لقامت الدنيا ولم تقعد، أن لم ينفذ القانون، أم أن رؤساء الجامعات لدينا يهابون هذه الفئات ؟
عشرات، بل مئات المشاجرات حصلت خلال الفترة الماضية في الجامعات الأردنية، وكانت سببا في تعطيل خطى العملية التعليمية، لم يؤخذ بحق مفتعليها العقاب الازم، الأمر الذي قاد إلى انعكاس الأمر بصورة سلبية بحيث منح هذه الفئات الرخصة لافتعال ما يحلو لهم، فهم يعلمون مسبقا أن القانون لن يطبق عليهم.
فهل نحترم القانون، بل هل هناك قانون بالأصل، أم هو مجرد حبر على الورق ؟!
خالد عياصرة
Kayasrh@ymail.com



تعليقات القراء

حسام
عزيزي خالد مازلت بحاجة الى تقوية نفسك في قواعد اللغة العربية الاساسية. عندك بعض الاخطاء منها: للحيلولة وليس لحيلولة. 2- هل هناك قانون في الاصل او اصلا وليس بالاصل. 3- لم افهم (لا يتنظرون الى غياب القانون... وغيرها كثير يا خالد. رجاء ان تحترم المستوى العلمي والثقافي للقراء وان تدقق اكثر قبل ان تكتب وتنشر... تحياتي
01-04-2013 09:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات