يبدو أن مهمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في ظل الأزمة الإقتصادية الراهنة ليس هدفها الإرتقاء بمستوى التعليم وتحسين مدخلاته وعملياته التربوية وتطوير قدرات الطالب ومهاراته الأكاديمية ولكنها أصبحت تاجراً مهماً همه الوحيد تحقيق الكسب المادي والكسل في ادارة العملية التعليمية والاكاديمية إضافة الى التوجه الوزاري الصريح لإقتصار التعليم العالي على أبناء الطبقة الأرستقراطية و البرجوازية الذين يتعلمون الإنجليزية في العطل الصيفية في بريطانيا وأمريكا جاء ذلك من خلال إستمرارية رداءة قراراتها ومدخلاتها في سير العملية التعليمية بتبني سياسة التضييق الواضحة على طالب الدراسات العليا نتيجة إقرار الإمتحان الوطني للغة الإنجليزية كشرط قبول في الجامعات الأردنية للطلبة الأردنيين على عكس الطلبة الأجانب الذي يحق لهم الإلتحاق بالبرنامج مهما كانت نتيجته شرط أخذ مواد إستدراكية باللغة الإنجليزية على آيادي متخصصين في اللغة في الجامعات الأردنية الأمر الذي جعل الطالب الاردني الفقير يتسائل هل تنمية واعداد الطالب الاجنبي على آيادي متخصصين من أساتذة الجامعات الاردنية أولى من الطالب الاردني،وهل تعلم وزارة التعليم العالي الموقرة أن تجار العلم ممن يجيدون اللغة الإنجليزية يتاجرون بأبنائهم الطلبة الأردنيين بالالآف،ألا تعلم وزارة التعليم العالي أن الإمتحان الوطني الإنجليزي لا قيمة له علمياً وسط المتاجره به،ألا تعلم وزارة التعليم العالي أن إهدار الطاقات الشبابية والإبداعية في كليات الآداب والفنون والعلوم الإدارية مؤامرة بحق الوطن ونهضته،ألا تعلم وزارة التعليم العالي من خلال إصرارها على القرار كشرط قبول يعني بأنها مقرة بخطئها بكونها عجزت من خلال خطتها الدراسية في تعليم اللغة الانجليزية لطلبتها في مرحلة البكالوريوس،إذا كان الأمر هكذا فكيف للوزارة الموقرة ان تطلب من طلبة الدراسات الإنسانية بالتحديد ان يأتي بشهادة الامتحان الوطني وهي تعلم علماً يقيناً ان قلة قليلة سيحصلون على هذه الشهادة لان الخطط الجامعية للتخصصات الانسانية في كافة الجامعات الاردنية تتضمن مساقين لغة انجليزية طيلة مرحلة البكالوريوس،الأمر الذي يعني أن إمكانية الحصول على الشهادة أمراً في غاية الصعوبة وصولاً الى هنا يجب على وزارة التعليم العالي الموقرة أن تتحمل مسؤولية قراراتها الباطلة بإقرار الامتحان الوطني الانجليزي كشرط قبول في برنامج الدراسات العليا وإلغاءه على وجه السرعه او على الأقل مساواتنا كطلبة أردنيين بالطلبة الأجانب ليتسنى لنا تطوير قدراتنا الأكاديمية في اللغة على آيادي المتخصصين في اللغة من أساتذة الجامعات خلال فترة الدراسة، نتمنى من وزارة التعيم العالي والبحث العلمي ان تساهم في بناء مجتمع علمي ومعرفي راقي لا أن تكون مجرد وسيلة كسب لانها هي المسؤولة عن نهضة حضارة الأردن ومسؤولة أيضاً تطوير التعليم وفق خطط شمولية تكاملية لا جزئية ضيقة،إقطعوا تلك القرارات وقدموا لأبنائكم الطلبة الفرصة لتطوير قدراتهم الأكاديمية والتعليمية بالشكل الذي يساهم في بناء أردن أقوى.
alazzam_abdullah@yahoo.com