العاصمة


في كل دول العالم وعلى مر العصور ، كانت عواصم البلدان يقطنها اهلها وربما بعض سكان المناطق الاخرى اللاهثون وراء الحياة ، الاقتصادية او غيرها او الهاربون من العوز او الهاربون من ثارات الحياة بكل انواعها ، وكما هو معروف يبقى الهاربون في حالة من الخوف والترقب حفاظا على حياتهم ، الا في عاصمتنا الحبيبة فكل البلاوي والمصايب 
جاءت من الذين احترفوا الحياة في عمان ، وفي بادئ الامر كانوا نبت شيطاني لم يلاحظه فلاحوا الارض فنما وكبر في مستنقعات الفكر السادي الذي لا يرى الا نفسه ولا يحب الا ذاته ، واختبأوا فترات طويلة حتى اشتد عودهم وبالتالي ظهرت اشواكهم السامة عيانا ، واصبحوا يتطاولوا بسموهم على زروع عمان وفاكهتها وزرعها الثابت ، فتبدلت اوراقها الخضراء واصبحت ( هشيما تذروه الرياح ) ، ارهقوك يا عمان واتعبوك وغدوت بفعلهم ملاذا للأشرار ومكانا لفجّار العصر ، والمتخمين على اختلاف صنوف التخمة .
وبدل ان تعصمهم عن الخطأ والزيف اصبحوا يستسهلون الذنوب والخطايا على ترابك ، واكثر من ذلك اصبحت شوارعك تكتظ بأشكال والوان لبشر ما عرفوك وما حبوك كما هو حال ( حرّاثوك ) ، وكثرت حراكاتك ومظاهراتك واعتصاماتك ، وباتت شوارعك مغطاة بأنات متعبي الوطن من هنا وهناك ، ومع كثرة ساهروك كثر ايضا فقر وعوز اهلك ومحبوك.
عمان صديقة اباءنا واجدادنا لو يبقى لأحفادهم مكان ، لأكل شندويشة فلافل ، او وقفة قصيرة لشرب ( كاسة شاي ) ومع اغتراب الاردني حتى في بيته وبين اولاده الا ان غربته التي يعاني منها اكثر هو عندما يدخل الى عاصمة الهاشميين والاردنيين ، فمن لك بعد الله يا عمان ،كيف استطاعوا ان يبعثروا احلام اطفالك وصباياك ، وامن شيوخك ونساءك ، هم من يتحمل كامل المسؤولية عن احساسات الناس وعدم ثقتهم التي طالت كل شيء هم المسؤولين عن عدم مقدرتنا المالية في شراء كعك اطفالنا وقهوة شيوخنا وعن هدم افراحنا الحقة بالعيش بأمان .
من اين لنا عمان اخرى ، بعدما قيض الاشرار انفسهم الولاة علينا بعدما خانوا ثقة الهاشميين ، من اين لنا شوارع نمشي بها وازقة صغيرة يملأها الضحك والصداقة ، سيارات فارهة بنايات صارخة واسرار فاضحة ، غيروا التراب بالحديد واستبدلوا الماء بالصديد واناخوا مطاياهم على مكان بيادرنا نحن تعبنا وهم استراحوا .
لا اعلم ما المشكلة مع عواصم الدول العربية ولما يجب عليها ان تدفع الثمن اولا واخيرا ، كنت اتمنى ان يكون هنالك عواصم للخراب لمثل هؤلاء ومساحات لنعيقهم ، وجبال تمنعهم من الوصول الى براءتنا فيبقوا هم يتكاثرون ويأكلون لحم بعضهم احياء واموات ، وتبقى تذهب دوما الى عمان بدون ان تشعر انك خارج الدنيا وانك مسروق منك حتى عاصمتك ....
لك الله يا عمان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات