" طبربور .. مدينة الذهب العثماني في عمان "


قد أكون مثل أي شخص في العالم يحلم بإيجاد كنز كبير وعظيم ، ولكن أين نجد هذا الكنز الذي يحتوي على المجوهرات والسيوف والخناجر و العقود الذهبية والفضية و الياقوت والمرجان والألماس ، لسان حالنا يقول هيهات هيهات .

ولكن الذي دفعني لأكتب عن هذا الكنز العظيم خبر قرأته وكان نصه " مواطنه تركية تطالب الأردن بثروة جدها التي دفنها قديما في احد المناطق الشمالية الشرقية وأحضرت معها خرائط وإثباتات تبين ذلك وقدمتها لجهة عليا وأظهرت الخرائط أنها في القرية والمنطقة مطوقه لإخراج الذهب كما يقول احد سكان المنطقة. " .

هو خبر استوقفني طويلاً وجعلني ابتسم ، لأنه عاد بي الى الوراء عندما كنت اتذكر ونحن صغار كيف ان معظمنا كان يدعي بوجود كنز في كل مكان ، وكنا نحفر حفرا صغيرة فإذا وجدنا عظمة شاة كنا نركض في طبربور ونصرخ اننا وجدنا الكنز ، فكان الكنز عبارة عن عظمة شاة بالية ، وهنا اقف مع ذلك الخبر واقول هل يعقل ان تكون " طبربور " هي مدينة الذهب العثماني ، لأننا كنا نسمع من بعض الأشخاص انهم وجدوا كنزا هنا او هناك ، او يوجد كنز كبير في كهف من الكهوف او في وادي او تحت بيت او عند شجرة والذي يمنع خروج الكنز هو وجود " رصد " والرصد : هو حارس الكنز من الجن ، ويكون عادة بشكل أفعى او بشكل ضفدع او رجل عجوز غطاه الشعر وغيرها من القصص .

والذي يجعلك تتوقف في هذا الأمر - ان طبربور هي مدينة الكنز - تلك الطبيعة الجغرافية لمنطقة طبربور من حيث طبيعة الأرض ومن حيث التسمية ، وكلمة ( طبربور ) لها معناً لا يعرفه كثير من الناس ، استفدت هذا المعنى من الوالد " الشيخ عايد موسى الهدبان " أطال الله بعمره عندما كان له مقابله صحفية .

حيث قال : طبربور اسم عثماني اخذ من نفس طبيعة المنطقة ، وهو معنى من اللغة العربية .

حيث معنى كلمة ( طبربور ) == الأرض البور التي لا يستطيع الفأس اختراقها ==

طبر : هو الفأس الصغير

بور : هي الأرض الصخرية التي لا تزرع

لذلك اشتهرت طبربور بكثرة الكنوز المدفونة فيها ، ومن بعض المناطق فيها ، اسمها الخزنة لكثرة ما وجد فيها من الذهب المدفون .

وكل هذا كان في زمن العثمانيين ، لأنهم وجدوها أرضاً صخرية مناسبة لدفن كنوزهم .

وما زلت اذكر قصر النويجيس ذلك الضريح الروماني القديم وهو ضريح يعود للقرن الثالث الميلادي ويقع على ارض كبيرة تحيطها الأشجار القديمة ، كنا ننظر الى قبة القصر ونرى جرة مكسورة فكان اهل المنطقة يقولون تلك جرة فخارية كانت معلقة برأس القصر ، فكان هناك راعي غنم فنظر الى قبة القصر ورأى الجرة فما كان منه إلا أن رمى عليها الحجارة لكي يتسلى ، فانكسرت الجرة واخرجت ذهبها ، فأصبح الراعي بعد ذلك من أغنياء الأردن ،

نعم هذه هي مدينة الذهب العثماني في عمان ، إنها " طبربور " هذه هي قصص الخيال التي كنا نعيشها في زماننا ، هذه هي المنطقة التي نعشق ترابها ، كيف لا نعشق ذلك التراب وهو جزء من تراب الأردن ، التراب الذي مشى عليها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، فإذا كنت ترغب بزيارة مدينة الذهب العثماني فهي في عمان ..
ولكن لا تحلم بإيجاد ذلك الكنز العثماني او الروماني فيها ، فالزمان تغير والأرض أصبحت أغلى من الكنز .
وما زال الكنز في نفوسنا ولم نجده حتى الآن .إلا إذا بحثنا عنه جيدا لأن كنز الأرض زائل وكنز النفس يبقى مع التاريخ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات