الخيوط ستبقى بيد الديوان !


يرن هاتف رئيس مجلس النواب، المتصل سكرتير رئيس الديوان الملكي، المكلف بالتشاور مع النواب لاختيار رئيس الوزراء.
الرئيس يريد النواب للاجتماع بهم في الديوان الملكي، وعليهم أن يأتوا ركابا في باصات " الكوستر" لا في سياراتهم !
تنتهي المكالمة، ملامح الغضب تسيطر على رئيس المجلس كما الاعضاء!
يردد أحد النواب بصوت خافت، أليس من باب أولى أن يأتي مسؤول الديوان إلى مجلس النواب للمشاورة، لا العكس.
أليست تكلفة قدوم رئيس الديوان - واحد - الموقر الى مجلس النواب – 150 نائبا - أقل على خزينة الدولة من قدوم الاعضاء !
المشهد – خيالي رمزي - بسيط يلخص طبيعة العلاقة بين النواب ورئيس الديوان الملكي، يلخص حقيقة الهالة التي تحيط ببحر العلوم رئيس الديوان الملكي – رضي الله عنه - وتدلل على أن الرجل سيكون كما صحراء ذات رمال متحركة، تغرق كل من لا يتفق معه، ويرفض اطاعة اوامره، والأيام ستثبت ذلك.
المؤسف، أن النواب – غفر الله لهم – لم يجدوا في جعبتهم شيئا الا تنفيذ الأوامر وفق سياسات السمع والطاعة !
الغريب، أن الكتل النيابية التي افرغت من مضمونها - أثناء انتخاب رئيس مجلس النواب - مع الحفاظ على شكلها، ذهبت إلى المشاورات، لتخرج بالقرار التالي: نترك حرية اختيار الرئيس القادم للديوان الملكي، هل المشاورات تعني ذلك !
هذا يعني موافقه ضمنيه على خيار النظام، موافقه على كل ما لم يعلموه، والتوقيع على كل ما لم يروه، وفق سياسات المخاجلة والجاهات !
أين ذهبت المشاورات؟ في الحقيقة لا أحد يستطيع الإجابة عن السؤال ؟
استكمالا لهذا لابد من طرح السؤال التالي، هل يعاني النظام الاردني من أزمة اختيار رئيس الوزراء القادم؟
الحقيقة تقول : النظام لا يعاني من هذا، فهو يمتلك الكثير من الخيارات المتاحة أمامه، تقبل تطبيق شروطه، فهناك عدد من الاسماء يستهويها بريق المنصب وأضواء الشهرة وعدسات الكاميرات ونشوة الميكرفونات !
نعم، النظام يريد رئيسا يقبل بشروطه، لا رئيسا يشذ عن منظومته، رئيس يرضى تطبيق افكاره، وفق مصلحته، تتيح له التحكم بخيوط اللعبة.
المشهد حاليا مجرد "سحب افلام " على الشعب، الهدف منه كسب المزيد من الوقت، والشعبية القائمة على أسس القائلة: انظروا لقد قمنا بكل شيء من أجلكم، ها هو الرئيس الجديد الذي سيلبي مطالبكم، لا علاقة لنا به، لان ممثليكم - النواب – هم من اختاروه.
لكن ماذا لو أتت الريح بما لا تشتهي سفن النظام، بلا شك المشهد سيعطي حافزا للمعارضة وخطابها دفعة معنوية، تنعكس على الرأي العام، تستغل على أكمل وجه.
هنا سيعود الجميع إلى المربع الأول ؟
ختاما: اسم الرئيس القادم، لا يعني تغييرا وتعديلا في النهج المتبع في إدارة الدولة، وهذا يعني البقاء السلطة في يد الدوائر المغلقة المتداخلة.
خالد عياصرة.



تعليقات القراء

حربي
كلام صحيح بارك الله فيك
21-02-2013 07:31 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات