أحلام مشروعه .. كل شي بلاش


ظهرت نتائج الثانويه العامه واذا به ناجحا” وقد حصل على معدل يؤهله لتقديم طلب لدخول الجامعه .... جمع وثائقه وأوراقه وحمل في جيبه ما يكفي من النقود وتوجه الى مكتب البريد ... هناك سلموه طلباً للتقدم الى لجنة تسجيل القبول الموحد .... أخذ الطلب وراح يعبئه بتأني ودقه حتى لا يخطىء فيكون ممن أساؤا الاختيار .

أنهى تعبئة الطلب وتوجه الى موظف البريد ... ناوله اياه ومد يده الى جيبه وأخرج منها مبلغا ً من المال وقدمه الى الموظف .. ابتسم موظف البريد وأخبره ان تقديم الطلب مجاناً وليس هناك اية مبالغ يدفعها كما أن جميع خدمات البريد اصبحت بلاش لم يصدق نفسه وظن ان موظف البريد يمازحه فحاول ان يعطيه المبلغ مرة اخرى الا ان الموظف اصر على ان الخدمات اصبحت مجانيه .

خرج من البريد فوجد نفسه قريباً من المركز الصحي فرغب بمراجعة الطبيب فقد أحس بألم في رأسه ويحتاج لبعض المسكنات ... دخل الى المركز وقام بتسجيل اسمه وناوله الموظف بطاقة المعالجه وطلب منه التوجه الى الطبيب ... دخل الى الطبيب وصف له احساسه بالالم فقام الطبيب بفحصه ثم وصف له الدواء المناسب ثم طلب منه مراجعة الصيدليه وتمنى له السلامه... غادر غرفة الطبيب وهو يعلم ان عليه ان يتوجه الى مكتب المحاسبه لدفع الكشفيه وثمن الدواء قبل أن يتوجه الى الصيدليه ... بحث عن مكتب المحاسبه الا انه لم يجده سأل المرضى والمراجعين ولم يلقى اية اجابه فتوجه الى شباك الصيدليه حيث قامت الموظفه بأخذ الروشيتا منه وصرفت له الدواء وتمنت له السلامه فأخبرها انه لم يدفع الكشفيه وثمن الدواء لانه لم يجد مكتبا” للمحاسبه , ابتسمت الموظفه وقالت له لم يعد هناك مكتب محاسبه في مركزنا وفي كافة مراكز المملكه وكذلك المستشفيات الحكوميه فقد اصبحت الخدمات الصحيه تقدم ببلاش .

غادر المركز الصحي مستغرباً وتوجه الى السوق لشراء بعض الحاجات التي طلبتها امه من خضار وفواكه ولحمه وخبز ولبن ومواد تموينيه اخرى ... بدأ يخرج من محل ليدخل الى محل أخر حتى اشترى كل ما يريد بعدها قام بحساب ما اشتراه فوجد انه لم يصل الى عشرة دنانير .. ظن ان اصحاب المحلات لم يحسبوا جيداً فقام بمراجعتهم وأكدوا له جميعهم أن الحساب صحيح ... استغرب كثيراً عندما أخبره احد التجار ان زمن الغلاء ولى وأن الدوله أصبحت تراقب الاسواق لمنع تحكم التجار بالاسعار حتى أصبح كل شي بلآش .

عاد الى المنزل وجلس مع اسرته وقص عليهم ما حصل معه فأخبره والده انه حصل له نفس الشيء فقد توجه الى عمله وفي الطريق عرج على احدى محطات الوقود لتعبئة سيارته وعند وصوله طلب من عامل المحطه ان يضخ له بمبلغ خمسة دنانير فراح عامل المحطه يضخ البنزين وهو يراقب العداد ورأى ان العداد تجاوز الكميه المطلوبه وهذا يعني ان العامل سيطالبه بمبلغ اضافي لم يكن يحسب حسابه فطلب منه التوقف واطفاء المضخه الا ان العامل أخبره انه لم يعبىء بالمبلغ المطلوب فقد انخفضت اسعار المشتقات النفطيه واصبح كل شي بلاش.
وأضاف والده انه توجه للاستفسار عن سبب تأخر فواتير الكهرباء والماء والهاتف فهو لا يريد ان تتراكم عليه مبالغ كبيره يعجز عن سدادها فتملكته الدهشه عندما اخبروه بأن الفواتير الغيت وأن هذه الخدمات أصبحت تقدم مجاناً يعني بلاش .

امتلأ الابن بهجة وسرور وتهلل وجهه ضاحكاً فقد أصبح بامكانه ان يكمل دراسته دون ان يسبب أي عناء لأسرته بحثاً عن الرسوم لآنه كل شي صار بلاش ... لكن للآسف لم تدم فرحته فقد أيقظته والدته لكي يستعد لتقديم أول امتحان في التوجيهي فعرف أنه كان في حلمٍ تمنى أن يطول !!!!!!!!!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات