حمير بذان ومآسي أهالي قرية الثغرة في معان


بث التلفزيون الاردني قبل ايام تقريرا مصورا عن قرية الثغرة في معان اوجع قلب كل من شاهده, فالناس فيها وخاصة الاطفال يعيشون حياة بدائية تشبة حياة الانسان الاول , متسائلاً : هل يعقل أن ما شاهدناه في قرية الثغرة من مآسي يكون في الاردن وفي زمن الانفتاح والشفافية التي ينشدها الجميع؟؟؟.
فالمشاهد المؤلمة لاهالي قرية الثغرة في معان تفتقر لابسط متطلبات الحياة البدائية , فالاطفال فيها وللاسف الشديد غالبيتهم لا زالوا حفاة عراة , والاهالي ظهرت على وجوههم علامات البؤس , ولكنهم لم يستسلموا لليأس الذي اراد العاملون في الصف الاول الحكومي ان يزرعوه على وجوههم, لكي يتركوا للفقر والبؤس ان يتمرد على اولي الامر.
والملفت للنظر في التقرير التلفزيوني المبثوث ان الاهالي يناشدون جلالة الملك للنظر لحياتهم البائسة ومساعدتهم اسوة ببقية المناطق رغم زيارته التفقدية لهم عام 2011واصداره اوامر ملكية سامية في حينها لتنفيذ المشاريع التي تتيح لهم حياة كريمة , متسائلاً : أين الموظفين في الديوان الملكي والوزارات الاخرى الذين اوعز اليهم جلالة الملك لتنفيذ المشاريع التي أمر بها لاهالي قرية الثغرة في اوائل عام 2011؟.
فالتباطؤ الذي ابداه المسؤولين عن تنفيذ المشاريع سواء أكانوا موظفين في الديوان الملكي او في الوزارات الاخرى بعد مضي 3 اعوام على المكرمة الملكية لاهالي ثغرة معان يحمل في طياته الخبث الوظيفي , وكأنهم راغبون في احداث بلابل في تلك القرية وغيرها بتعطيلهم المشاريع التي يأمر جلالة الملك بتنفيذها .
فلا يعقل ان يبقى اهالي عمان يتلذذون بكل انواع الرفاهية الحكومية ,ويحظون بكامل الخدمات في الوقت الذي يعيش به اخوان لنا في قرية الثغرة في معان معيشة الانسان الاول , لا وبل ادنى منها بكثير.
فاذا كان المسؤولين الذين اوعز اليهم جلالة الملك لتنفيذ اكثر المشاريع اهمية لاهالي قرية الثغرة في معان, قد تحججوا في قلة المخصصات والموارد المالية المتاحة لتنفيذ هذه المشاريع , فان هذا التذرع بعد اكثر من عامين ونصف لهو الفشل الاداري بعينه , وهولاء لا يستحقون البقاء في مناصبهم ساعة واحدة,لان مخصصات تنفيذ تلك المشاريع لا تحتاج الى تفكير والى جهد لتحصيلها لانها مرصودة اصلاً في الموازنة العامة ضمن النقص العام .
اما ان يأتي مسؤول بعد اكثر من عامين ونصف العام على مكرمة جلالة الملك للفقراء متحججاً ومتذرعاً بقلة الموارد فأعتقد جازماً بأن هولاء المسؤولين لا يمكن ان يصلحوا لرعاية شؤون العباد , وعلى الجهة التي تختار هولاء أو تنسب فيهم لجلالة الملك ليكونوا في الصف الاول كرجال دولة ان تبحث عن رجال بمواصفات الرجال, ليدوم العمل العام وللمحافظة على امن الوطن وعدم اثارة الناس وتشجيعهم على المظاهرات, فالجوع اذا ما اسشترى فأنه كافر ومتمرد.
ومن هنا فإني اطالب الحكومة ان توقف مشاريع التنمية في المحافظات المنتفخة من الخدمة العامة , وتوجه مخصصاتها الى الاماكن الاكثر فقراً في الجنوب, والتي تبدوا لمن شاهدها وكأنها مناطق تكتشف لاول مرة.
وغير ذلك فإني مضطر للقول بأن هناك مؤامرة مخفية على الوطن ينفذها هولاء المسؤولين لاحداث بلابل تجعل الاردني الفقير يخرج من صمته تمهيداً للاصطدام بمؤسسة العرش, ولكن على هولاء ان يعلموا بأن محاولاتهم ستذهب ادراج الرياح , لان اهالي قرية الثغرة في معان والذين رغم الفقر والعوز والحاجة والبؤس الشديد الذي يعانون منه كانوا يخاطبون المذيع في التقرير المتلفز بجلالة سيدنا , وهولاء الناس يستحقون الرعاية الملكية العاجلة لانهم الاوفى والاصدق حباً للملك والوطن من القابعين في قصور عمان والذين يتمتعون بكل ما لذ وطاب على حساب عيش هولاء الفقراء, كفاكم يا مسؤولي الاردن استهتاراً بمشاعر الاردنيين الغلابي , واعلموا بان مخططاتكم بإحداث فجوات عميقة بين الملك والشعب في المناطق الفقيرة في جنوب الاردن سيكتب لها الفشل.
واقترح هنا ان يكلف جلالة الملك القوات المسلحة كلا ضمن منطقة اختصاصها بتنفيذ المشاريع والمكارم التي يأمر بها , لان الجيش هو المؤسسة الاصدق في زمن الفساد المستشرى. وان يكون هناك زمن معلن للانتهاء من تنفيذ المشروع الموعز بتنفيذه.
وقفة للتأمل:" يبدوا بأن حظ اهالي قرية الثغرة في معان من الخدمات الحكومية ووعود المسؤولين البراقة والكاذبة والمخادعة , مثل حظ حمير بذان التي تنقل العنب من بذان من اسفل وادي الكرك قرب عين سارة الى قمة الجبل, من اول النهار الى اخره دون ان تتمكن من شمه او تذوقه ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات