يا اهلا بالمعارك


مقدمة لا بد منها:
((في اليوم الخامس عشر من فبراير من هذا العام اقل من مائتي جندي عربي منتشرون على طول 750 كيلومترا من حدود فلسطين المغتصبة وتسعون في المائة منهم في إجازة مرضية..!، ولكن في نفس اليوم ايضا كان هناك ربع مليون جندي سوري منتشرين في مدن وقرى سوريا يبحثون عن أطفال سوريا (العاقين). وستة وثلاثون الف عنصر من حزب الله محاصرين لقرى حمص وحماة والريف الدمشقي الغربي.. مائتين وثلاثون الف جندي عراقي يحاصرون مدن بغداد وسامراء والرمادي، عشرون الف جندي لبيبي مستجدّ يبحث عن فلول القذافي في الصحراء الكبرى.. خمسون الف جندي مصري يطوقون مناطق الانفاق مع غزة ..))
فيا أهلا بالمعارك..
برغم الهزائم المتتالية على رؤوسنا وانتقال مصطلح (النصر) من دفاتر تاريخنا الى ألبوم المستحيلات السبع شأنه شأن طائر العنقاء.. ورغما عن بنادقنا التي تحولت لصيد الحمام فوق اسطح الجيران والتبشير بولادة لاجئ آخر في الزعتري او في مخيم حطين.. رغما عن كل ذلك (يا أهلا بالمعارك)..
فالمعارك (حتى وإن لم نرحب بها) طارقة لأبوابنا وكاسرة لأقداح ثمالتنا وراكلة لكل احلامنا التي سرقناها في غفلة من ابناء السلطان وحراس الشيطان.
هي الحرب تدق طبولها من (إسرائيل) ويعد بارودها في طهران ويسنّ نصلها في القرداحة..
هي الحرب التي يصنعها (إشكول) كنوعا من الدعابة يبحث فيها عن رجولتنا..
هي حرب واحدة.. اجتمعت فيها حاخامات (تل ابيب) مع وكلاء حبيس السرداب على (معاويتنا)..
هي الحرب التي بدأت بمد اليد على الفخذ.. فجاملنا كل رعاتها ودعاتها وسعاتها وأصبحنا نعمل بوظيفة (جبّارين خواطر) لركاب مظلوميتها..
هي الحرب التي اشعلتها (المقاومة) شبقا وما باتت تعرف (من أين في قتلنا) تبدأ.. فكل الفرائس اصبحت جاهزة..
وقفت نخبنا وساداتنا في وجهنا ساترا للخازوق الأول والثاني.. والعاشر وبالنهاية كانت الحكمة من افواه عواجيز العرب والمستعربة..:(لسنا طائفيون ولسنا بخلاء.. فالأرض ارض الله وكلنا عباد الله وعلى الجميع ان يأخذ حصصه من دمنا.. يبقى أو يرحل فهذا شأنه.. وعلينا تحت بند حق الضيافة ان نخفي له سنمه..)
تبا لنا ولشطحات نخبنا وحكمة سادتنا.. لقد ضاعت الأحواز العربية وتلتها فلسطين وثم العراق وسوريا ولبنان والجزر الثلاث الإماراتية.. وما زلنا نطيل البحث عن اسباب مع قرد السرداب تجمعنا.. وعن ابناء عم لنا في (تل ابيب) تشبهنا.. وعن حجج تقنعنا بأن الجيران الملاعين ليسو سوى سحرة ويوما ما ستقلب أفعّاهم الى خشبة..
علينا ان ننتظر اليوم ما..
تحييد البندقية المصرية عن القضية الاحوازية وتحييد البندقية الفلسطينية عن القضية السورية وتحييد البندقية اليمنية عن القضية العراقية وتحييد العقل اللبناني عن القضية السودانية والنأي بالنفس عن اغتصاب فلسطين وان الله يحب المحسنين بعد تل الزعتر وصبرا وشاتيلا.. وما زال (غراب البين) يصرح تصريحه الشهير يصطّفلوووووو (المريخ أولا).
هناك وكرامة لتراب القدس ودمشق والمحمرة وبغداد: يا أهلا بالمعارك تذبحنا.. تجردنا من كل خوف يقمعنا.. تمسح خطايانا وتلعن كل نقطة دم تتدلل على الوطن فلا تسيل من جوارحنا.
ولعل بعد الموت هناك من يجمع فوهات بنادقنا لتقضي حاجتها على شواهد قبورنا مرة أخرى.. عسى أن تهتز لنا رقبة.
فيا أهلا بالمعارك.
جرير خلف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات