أثار إنتباهي الطريقة التي كان يجلس فيها ناصر جودة وزير الخارجية في منصة الوزراء عندما كان الملك يلقي خطابه بإعضاء مجلس النواب السابع عشر ، مما جعلني أتتبع اللقطات التي ظهر بها معاليه من باب التأكد من أنني لم أكن مخطىء والنتيجة تأكدت أن معاليه كان يجلس على جنب موجه جسده ووجه لمنصة الملك بخلاف بقية الوزراء الذين جلسوا ووجوهم وأجسادهم للأمام .
هذه الملاحظة جعلتني أتسأل عن سبب هذه الطريقة في الجلوس ؟ ، والبحث فيما يسمى بعلم لغة الجسد ومهارات التواصل مع الأخريين ، إذ وجدت أن مباشرة الشخص المتحدث وجها لوجه يعطي للشخص المتحدث عن مدى إهتمام المستمع بكلامه ، وأن جسده وما ينتج عنه من حركات تعطي المتحدث شعورا بقوة خطابة وتأثيره على المتلقي .
ولكن المفارقة هنا أن معاليه لم يكن يجلس أمام الملك وجه لوجه بل كان جزء من حضور تجاوز عدده أكثر من ثلاثمائة شخص ، يجلسون بشكل دائري مما يجعل منصة الملك غير كاملة الزاوية لرؤية معالي ناصر جودة وهو يستمع له ، وهذه الحالة من النشاز مقارنة ببقية الحضور جعلني أؤمن أن معاليه بهذه الحركة رغب في إعطاء حضوره الشخصي فقط هالة من الانتباه عند المشاهد للقطة فقط " كما حدث معي " ، وهي هنا تؤخذ عليه وليس له .
وكما يقال بين الاوساط السياسية في البلد أن معالي ناصر جودة باقي رغم كل التغيرات القادمة كوزير للخارجية ، ومن هنا أظن أن معاليه أراد بهذه الطريقة من الجلوس أن يؤكد للجميع أنه معادلة صعبة لايمكن التخلص منها رغم قوة الخطاب الملكي بدور المجلس السابع عشر في تشكيل الحكومة وبالتالي الوزراء ، وجلوسه بهذه الطريقة بحضرة الملك ولد لدى قناعة أن معاليه يمثل رقما صعبا في معركة التغيير القادمة .