العاصفةالعربية للمصلحة الغربية


يبدو للمراقب العام بأن الحرب الطاحنة التي يقودها النظام السوري ضد شعبه الأعزل تدار الآن بالوكالة من قبل المعسكرين الشرقي والغربي وذلك للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية والجيوسياسية وخاصة فيما يتعلق بالساسة والعلاقات الخارجية للأمة بالنسبة لمختلف الأبعاد المحلية والإقليمية والقارية والدولية.
كثرت في هذه الآونة التحليلات السياسة على ثبات النظام السوري البائد، أو على بقائه ولم أسمع أو أشاهد تحليلاً منطقياً للأبعاد الحقيقية .
إن النظام السوري في حقيقة الأمر هو نظام هش غير قادر على الاعتزال أو التنحي بمفرده فهو يدار من قبل اللاعبين الكبار ومسألة القتال المذهبي في غاية الأهمية للدول الكبار ، فالجميع يعلم بأن القوى العالمية سعيدة بكلبها الوفي في تصفية الأمة الإسلامية لصالحها ، ثم من بعد ذلك وعندما يقتل الرئيس السوري ، ستبدأ القوى العالمية الجاهزة حالياً بقواعدها ذات (التدخل السريع) لاقتسام الحصص بالتساوي والمتفق عليها مسبقاً، كما تم الاتفاق على شرذمة الأمة العربية باتفاقية سيكسبيكوا وغيرها من الاتفاقيات التي جزئت الوطن العربي إلى دويلات.
عندما انطلقت شرارة الثورة العربية الكبرى من تونس وامتدت إلى مصر وليبيا وغيرها لم تستمر طويلاً وانتهت بسيناريوهات مختلفة ولم تنتشر لولا وسائل الاتصال مثل شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات العالمية والعربية أما الأسباب الحقيقية التي يعلمها الجميع بان هذه الثورة العربية العارمة جاءت نتاج عدة عوامل من الاحتقان والفساد وخيانة الحكام لحاكميهم وتأمر عليهم بالتعامل مع الصهاينة ، واكتناز الذهب والفضة في قصورهم وفي سويسرا وغيرها من الدول الغربية ودعم الكيان الصهيوني الذي زرع في قلب الأمة الإسلامية لإثارة القلاقل والفتن وإشعال الحروب لمنفعة الدول المصدرة للسلاح .
فأين العقل العربي الرشيد من كل هذه المؤامرات العالمية على الأمة الإسلامية ، وأين أنتم يا حكامنا من الخليفة عمر بن الخطاب عندما خاطب الرعية وقال: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه ـ فقام له رجل والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات