نظرية الارتباط الشرطي لايفان بافلوف وللامام الغزالي في كتابة التهافت تعني : ارتباط حدثين ببعضهما فاذا حدث احدهما ارتبط بالذاكرة بالثاني .
عمل بافلوف على تقديم قطعة لحم لكلب بعد قرع جرس في ساعة محددة يوميا , واستمر على هذا الحال وكان يلاحظ سيلان لعاب الكلب عند قرع الجرس لارتباطة بحادثة تقديم اللحم لة . وبعد فترة لاحظ ان لعاب الكلب يسيل عند قرع الجرس برغم عدم تقديم قطعة اللحم ! . ذلك هو الارتباط الشرطي كما اسلفنا , حدث ما يرتبط بالآخر ويذكر بة .
قد يدهش القارئ الكريم فأي علاقة بين العنوان والمضمون ؟ التمس الحلم فالآتي سيفصح وارجو ان تتضح الصورة .
الحدث الاول :
عملت الجزبرة منذ بداياتها بمهنية ومصداقية عالية ونقلت الحدث بحيادية وعملت على طرح مواضيع في منتهي النضج
والرصانة والاهمية والخطورة , كانت ثورة اعلامية بحق في عالم مكبل بأصفاد المقدسات التي لا يطالها ضؤ من اي نوع. وما من شك في انها لعبت دورا حاسما في التغيير الذي حصل في العالم العربي فقد كانت برامجها الحوارية نقلة نوعية في الاداء اعلامي وفي الجرأة في المعالجة واستطاعت ا قتحام تابو المقدسات اذ طالت دور الزعامات العربية بشكل اسقط الهالة التي طالما احاطت بها واماطت اللثام عن الوجة الحقيقي لهذة الزعامات واسقطت اقنعتها ومكنت الشعوب من ادراك دورها المشبوة . كما نقلت ثورتي تونس ومصر لحضة بلحضة وشدت اليها عيون وافئدة العالم .
بالمجمل كرست الجزيرة دور الاعلام الحقيقي الذي لم يعتد علية عالمنا العربي وجسدتة واقعا ملموسا بصدقية وحيادية وموضوعية وسوية رفيعة .
الحدث الثاني : ارتبط هذا الدوروهذا الاداء بالاذهان وبالوعي بالحقيقة والمصداقية والموضوعية .
وهكذا تحقق الارتباط الشرطي فكل اداء ودور للجزيرة مرتبط شرطا بأذهان ووعي الشعوب بالحقيقة والحق .
وهنا جاء دورها الذي اعدت لة فقد شاهدنا الجزيرة في ليبيا تنقل انتصارات ومعارك بلا مقاتلين وبلا اسلحة وتتحدث عن فضائع للقذافي وقواتة ( والتي لا ننفيها ) دون ان نرى تلك الفضائع والجرائم والمقابر الجماعية ! ولم تنقل فضائع الناتو في قتل الشعب الليبي ولا في تدمير بنيتة التحتية ومواردة ومقدراتة ولا الدمارالهائل والمريع والغير مبرر الذي الحقتة بليبيا , تمهيدا لاحلال شركات البزنس والامن واليترول الاميركية والاوروبية المفلسة لتمتلئ خزائنها بعوائد الدم العربي كما حصل في العراق .
ثم جاء دورها الآخر والبالغ الخطورة في تصوير ما يحدث في سوريا على انة فضائع وجرائم قتل جماعية يرتكبها النظام . كمثال رأينا صورة الفتاة التي ادعت الجزيره ان النظام قتلها وفصل رأسها عن جسدها وسلخ جلدها حية ترزق تنفي ادعاءات الجزيرة .
هذا الدور يصب في مصلحة تقسيم الوطن العربي وتفتيتة لاضعافة وتعزيز المد الصهيوني خدمة للامبيريالية .
لاننفي ان في سوريا ازمة حقيقية وانها بحاجة لاصلاحات فورية ,لكنا في نفس الوقت نعلم ان هناك مؤامرة تمول من اشخاص ودوائر ودول وان هناك مرتزقة يتم تسليحهم وتهريبهم لاحداث بلبلة وتصوير الامر على انة ثورة وقتل جماعي ونقمة شعبية عارمة تقمع بدموية وهمجية .
وبالطبع ان الجزيرة لم تعد المحطة ذات المصداقية والموضوعية والحيادية بل هي تعمل على تزييف الوعي العربي وتضليلة والسير بة نحو تحقيق الاجندات التي اعدت من اجلها .
خسارة بالغة نهاية هذا الفصل وتحولة من دور مشرف ساهم في سطوع الوعي الثوري العربي الى دور مشبوة يزيف الوعي ويمهد لدور مشبوة مرتبط بدوائر وانظمة تخدم مصالح الامبيريالية والصهيونية .
لكن في النظرية نفسها ترياق الشفاء فكلما زادت اكاذيب الجزيرة كلما صدعت الثقة بها وعرت دورها المشبوة وازالت آخر ما علق بالوعي العربي من لبس , تماما كما تنص النظرية . فالنتنبة