القوائم البرلمانية أختراع أردني بإمتياز !!


هل رأيتم في الدول الديمقراطية أن القوائم الحزبية أو الأنتخابية تُشكل بعد إجراء الأنتخابات ؟!! بلاش يا سيدي الدول الديمقراطية هل رأيتم في الدول الشبه ديمقراطية أو النصف أو الربع ديمقراطية تتشكل الكتل بعد الأنتخابات ؟!! .
في الدول الديمقراطية أو الربع ديمقراطية تتشكل الكتل قبل الأنتخابات وتخوض المعركة الأنتخابية حسب برامجها فيختار الناخب هذه القائمة لهذا الحزب أو ذاك أو هذه القائمة الأنتخابية أو تلك حسب برنامجها الأنتخابي .
في الأردن أخترعنا أختراعاً سياسياً جديداً وهو أن الكتل البرلمانية تتشكل بعد الأنتخابات وتجمع نواباً من هنا وهناك مختلفين في المنشأ السياسي والبيئي والثقافي ولا نريد البرامجي لأنه في الأصل لا توجد تلك البرامج !! .
قد نعرف أحياناً سر تشكيل الكتلة وأحياناً نجهل الأسباب التي أدت إلى تشكيل تلك الكتلة وبعد مرور شهر العسل على تشكيل الكتلة تبدأ عمليات الطلاق منه ما هو بائن لا رجعة عنه ومنه ما هو قابل للعودة إما عن طريق البوسات والصلحات والمناسف وإما عن طريق زواج كتلة ثانية مؤقتة ثم يعود المطلق " الزعلان " إلى الزوجة !! ويلتحق ثانية بالكتلة وفي كثير من الأحيان لا نعرف أسباب الزعل !! .
نتفنن في أختراع تسميات سياسية وهي في الأصل ديكورية بإمتياز !! وعلى سبيل المثال لا الحصر أخترعنا وزارة التنمية السياسية لا يوجد لها مثيل في العالم الديمقراطي ولا الربع ديمقراطي عبارة عن يافطة على سوبر ماركت لكن السوبر ماركت خالي من البضاعة والمواد الأستهلاكية !! هل نحن بحاجة لها أم أننا بحاجة الى وزارة أخرى بديلاً لها مثلاً وزارة التنمية الأقتصادية في المحافظات !! تعمل على تأمين مشاريع أقتصادية إنتاجية تخفف من حدة الفقر والبطالة في المحافظات وأخترعنا أمر آخر ومسمى سياسي آخر وهو اليسار الديمقراطي !! القائمون عليه يعطون غمازاً على اليسار ثم يلفون على اليمين !! له رجاله يدخلون الى المجلس تحت شعارات رنانة !! جيىء بهذا الأسم لكي نقول أن البرلمان فيه كل الأطياف السياسية !!! وتتكرر الأنتخابات ويتكرر المشهد والنتيجة هي نفسها مكانك قف .
نحن نجيد لعبة الجره والنبيذ أو الزيت !! يتغير النبيذ أو الزيت بتغير الأسماء لكن الجره تبقى نفسها لا تتغير !! تماماً مثل طواقي حسني البرزان !! .
لا يمكن أن يأتي الإصلاح بكل أشكاله بتغيير النبيذ أو الزيت الإصلاح يأتي بتغيير الجره !! والجره هنا المقصود منها تغيير النهج السياسي والأقتصادي والأجتماعي وهذا لا يأتي إلا بتغيير القوانين الناظمة للعملية السياسية بدءاً بقانون الأنتخاب ونظامه وضرورة تشكيل القوائم الحزبية أو الأنتخابية على أساس البرامج وليس على أساس الشعارات .
المطلوب طرح برامج لطريقة حل المشاكل الأقتصادية والأجتماعية لكي تقرأ الناس المقترحات والحلول ولكي ننتخب البرنامج وليس الشخص .
منذ عشرات السنين نتحدث عن تطوير الحياة السياسية وما زلنا مكانك قف لأننا نسير على أرجل وعكازات ضعيفة تنكسر في أول السير عليها !! الأرجل والعكازات في الدول الديمقراطية والربع ديمقراطية من نوع آخر مصنوعة من الحديد الصلب لا يمكن كسره في حين أرجل الفلين والخشب المهتريءينكسر رأساً حتى لو جلس عليه مولود جديد غير مكتمل النمو أبو سبع أشهر أو ستة !! التنمية السياسية لا تأتي هكذا وسنظل في المربع الأول وسيتغير الزيت في كل مرة لكن الجره ستبقى هي هي بأنتظار الأنتخابات القادمة !! وبأنتظار الزيت الجديد !! والى أن نلتقي .

الدكتور تيسير عماري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات