خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام


عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "..فعن معادن العرب تسألون ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا." رواه البخاري".
والمقصود بهذا الحديث ان من كان أيّام الجاهليّة ذو خلق وقوي الشكيمة ويعمل بالحق لا بالظلم فأن هؤلاء الرجال بعد ان صقلهم بالإسلام هم من عملوا من اجل نشر الدعوة وهم من اصبحوا زعماء للأمة وقادة لها والامثلة كثيرة فمنهم الفاروق رضي الله عنه وخالد ابن الوليد وغيرهم وامثال هؤلاء هم من قادوا حركات الإصلاح الحقيقيّة في المجتمعات والتغيير المجتمعي الإيجابي والتي أدّت إلى نهوضها لفترات طويلة .
ما يجعلني اكتب ذلك هو إمتعاض بعض الاردنيّون مواطنين ومسؤولين ممّا يحدث في وطن نخشى عليه جميعا فمن نتائج الانتخابات للمجلس النيابي السابع عشر الى التعيينات في المناصب العليا في إتِّخاذ القرار الى انتخابات رئاسة مجلس النوّاب الى ما سيأتي مستقبلا من تعيين اعضاء مجلس الأعيان وكذلك التعيينات التي تتم في الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة وغيرها من مناصب لكي تتولّد القناعة لدى المواطن الاردني بمصداقيّة الحكومات لإجراء الإصلاحات حسب ما يرد في كتب التكليف السامي وفي خطابات جلالة الملك المتكرّرة على ساحة الوطن او في المنابر الدوليّة لأن المسؤولين من وزراء ورؤساء حكومات من لم يستطيعوا توفير العدالة والمساواة لافراد تالشعب الاردني لن يستطيعوا فعل ذلك الآن بل إن تبجّحهم بعدم كفاية الموازنات هي اكاذيب ومبرَّرات للتنصّل من المسؤوليّة وهناك دول كثيرة كانت باوضاع تشابه الاردن قبل حوالي خمسين عاما منها تايوان وماليزيا وسنغفورة وسويسرا وهي الان من الدول التي تتحلّى باقتصاديّات ممتازة ومواطنيها يتمتّعون بكل الحقوق التعليميّة والصحيّة والترفيهيّة وبالعدالة والمساواة ونحن نعلم ان في جميع الدول فاسدين يعتدون على مقدّرات دولهم وحقوق مواطنيهم ولكنّهم يخضعون لقوانين صارمة تُطبّق بعدالة من مؤسّسات ومسؤولين يعملون بإنتماء وإخلاص لأوطانهم ومواطنيهم وحيث تلعب الإرادة و الإدارة وصدق الإنتماء العوامل الأساسيّة في رقيَّ اوطانهم ونموَّها وتنميتها المُستدامة .
بينما نحن يُقسم مسؤلينا بأعظم الأيمان عند التعيين بأنهم سيخلصون للوطن والملك وهم بعيدون كل البعد عن الولاء الصادق والإنتماء الجاد والمُنتج فما الذي يطمحه المواطن من مثل تلك الشخصيّات التي تنزل غالبا بالبراشوت من طائرات اقارب لهم او مسؤولين ومعارف متنفّذين او من سهرات مخمليّة او من اصحاب مصالح شخصيّة أو بإختيارات غير موفّقة من الدوائر والاجهزة الامنيّة كمكافأة على عمل ما او مراضاة لشخص ما او من نسب محظوظ وكيد ملحوظ .
واعتقد انّه لو أُجري إستفتاء صريح وسرّي لنسبة الرضا في الاردن عمّا يجري لو جدت هناك نسبتين نسبة تكاد تصل 100% من السكّان راضون عن القيادة الهاشميّة ونسبة تكاد لا تصل عدد الاصابع لليد الواحدة 5% راضون عن الحكومات رؤساء ووزراء ومجلسي النواب والاعيان والمؤسسات الاردنيّة القريبة من صنّاع القرار وعن الادارة الحكوميّة للبرامج وحلْ الأزمات والسياسات المحليّة الماليّة والاقتصاديّة والإجتماعيّة بينما ما يقارب 95% غير راضون .
ناهيك عن الإستياء العام وانتشار العداوة والبغضاء والنزاعات والفقر والبطالة فكيف ترضى الادارة الاردنيّة ان يجمع الوزير بين راتب تقاعد الوزير (شرط ان يكون قضى سبع سنوات في وظائف حكوميّة ) والراتب التقاعدي من الضمان الاجتماعي اوليس هذا تبديد لمقدّرات البلد وتنفيع من لا يحتاج تنفيع اصلا .
وقد كان من الاجدى للإدارة الاردنيّة ان تأتي بدماء جديدة تستطيع ان تبدأ مشوار التغيير بالعلم والعمل وليس بالجاهات وجبر الخواطر وبنفس العقليّات والاشكال والمناظر فقد ملّ الاردنيّون تلك الشخصيّات التي لم تجلب للاردن سوى الخراب وضياع المقدّرات وتشجيع الفساد والسكوت عليه وهل من غضب الله علينا ان يولَّ علينا حكومات منّا ولكن ليس من خيارنا .
اللهم احمي الاردن ارضا وشعبا وقيادة وقوَّم علينا خيارنا .
احمد محمود سعيد
13 / 2 / 2013



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات