نواب بعقود سنوية !.


في حوار تلفزيوني مع أحد نواب المجلس السابع عشر حول التكتلات البرلمانية التي يتم صنعها داخل القبة ، أعجبني صراحة النائب عندما قال أننا في الكتلة لايجمعنا فكر أو إطر حزبية أو تنظيمية أو منهج سياسي واحد كي يتم الاستناد عليه للقيام بدورنا التشريعي والرقابي داخل المجلس ، وخصوصا في جانب انتخاب الرئيس أو تشكيل الحكومة .
إذا ما الذي يجمعهم ؟ ، بكل بساطة عقد عمل جماعي مدته الزمنية سنة واحدة قابلة للتجديد بموافقة جميع الأطراف ، وهنا تكمن المفارقة السياسية التي لابد من طرحها بكل وضوح وصراحة ، إن ما يتم عمله الأن داخل المجلس يشابه إلى حد كبير ما يطلق عليه عند الشعب " بطبيخ الشحادين " وهو يتكون من عدة أصناف من الطعام لايربط بينها أي رابط غذائي سوى أنها مكونه مما حصل عليه الشحادين من كل البيوت التي قاموا بطرق أبوابها طلبا طعام ، والنتيجة طبخة لايعلم سوى الله ما هي مكوناتها وطعمها ونكهتها ؟ .
والذي أثارني في اللقاء إصرار النائب وبكل طرح فكري منهجي وقوي هو المدة الزمنية للإتفاقية ، والتي تشابه مدة معظم العقود التجارية وذات الشق المالي ..سنة واحدة قابلة للتجديد بموافقة جميع الأطراف طبعا بإستثناء الشعب أو من أعطى هؤلاء النواب صوته ، وهنا مفارقة ثانية تثبت للقاصي والداني أن من جلس في المجلس لايمثل أي قاعدة فكرية سياسية شعبية يمكن الرجوع لها في مثل هذه التحالفات أو على الأقل مناقشة من يمثلهم في القيادات السياسية وأخذ رأيهم بنوعية ومواصفات هذا العقد السنوي .
وبذلك يتحقق نوع جديد من المكاسب والمنافع الذاتية والشخصية للنواب يعطي نتائج ذات قاعدة قانونية يصعب التشكيك بها ، لأنها تمت من خلال عقد لسنة واحد مما يعطي الأطراف فرصة زمنية لقياس حجم ما تحقق من هذه المنافع كل نهاية سنة عقدية ، وجميعنا يعلم أن الملك أوضح رغبته ببقاء المجلس السابع عشر لمدة القانونية البالغة اربع سنوات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات