يا ناس " خلوَّني " بهمَّي .. !!


في إحدى الجلسات العائلية .... تلك الجلسات التي أصبحنا نفتقر إليها في هذا الزمن...
تلك الجلسات التي يلتَّم فيها شمل العائلة ....! وتدور فيما بينهم الأحاديث ... أحاديث
خالية من الغيبة ، والنميمة ، والغمز ، واللمز ... والإستهزاء ...
تلك الجلسات التي يتحدَّث فيها " كبار السن " من أمهات وآباء ... يتحدثون بحكــــمٍ ..
وأمثال تُعد منهاجاً .....! ونبراساً في الحياة ...لا كتلك الجلسات التي يكون الشيطان
شريكاً فيها ...! ويرقبها بخبث ودهاء ...ومن ثم تكون خلوةٌ وفحشاء ....!!!!
نعم ... " يا ناس خلوَّني بهمَّي " ...... ذاك " شطرٌ " من مثلٍ تحدثت به " والدتي "
بارك الله في عمرها ..... ! في خضَّم أحاديث كانت تدور ..... وبدأت تفصَّل ..
أحدَّهم إشتكى لأصدقاءٍ له كثرةَ همومه ...وضيق حاله ..وغمَّ ومصائب تلازمه ...!
فنصحه أحد أصدقاءه بأن يذهب إلى " ذاك المكان " مكان يجتمع فيه الرجال ....!
وقال له :ــ ستجد هناك أناسٌ كثيرون ... إختر من أحدهم " هماً " يَقل عن ذاك الهم
الذي يلازمك ....؟!!
ذهب صاحبنا هذا إلى ذاك المكان ، وأخذ يفتَّش .. ويبحث .... علَّه يجد مطلبه ...!
وإذا برجلٍ يعاني من أمراض شتَّى ، " ضغط " .." وسكري " ... وتعب فكري ..
وذاك رجلٌ غاب عن ناظريه أحد ابناءه ...! وهو في ريعان الشباب ... ولا يدري
أميَّت هو ... أم حيَّ .... ! ورجلٌ ... ابتلاه الله بفقد " حبيبتيه " ...!
ورجل أثقتله الديون ...! وفصل من وظيفته ظلماً .... وسدَّت أمامه السُبل ....
وذاك رجلٌ يشتكي من عقوق أبناءه ، وآخرُ يعاني " الويلات " من تصرفات زوجته ..!
أما ذاك .. فقد إرتكب ذنباً وأصاب دماً حراما ....! وأخر يشكي ظلم ذوي القربى ..!
ورجلٌ ... إسترجل " النظام " على أحد أبناءه وزجَّه في غياهب السجون دون تهمة..!
وقف صاحبنا هذا قليلاً .. والصمت يلفَّه ، والدهشة تحيطه ... ثم عاد لإصدقاءه والدمع
يترقرق في عينيه ، وقلبه يرجف بين جنبيه ...! قائلاً لهم ......
" يا ناس " خلوَّني " بهمَّي ، ... ما لقيت همَّ أخَّف من همَّي ......."



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات