الجيش يجتاح البرلمان


في بلد كالاردن تتقلب فيه الفصول كل يوم , لابد من اعادة القول بأن مؤسسة الجيش هي الاقل فسادا وإفساداً بين مؤسسات الوطن , كما أن رجاله الاكثر عطاء وتجربة وحنكة بين اقرانهم في المؤسسات الوطنية الاخرى, فمؤسسة الجيش خاضت انتخابات المجلس النيابي السابع عشر بقوة استطاعت من خلاله ان تحصد 20 مقعداً , وبما نسبته 15% من الجسد البرلماني , الامر الذي يتيح لهم إن توحدت جهودهم بأن يكون لهم ثقل لا يستهان به .
قليلون الذين يعرفون ان مؤسسة الجيش اخرجت لقبة البرلمان 20 نائباً , , وهو رقم كبير يحدث لاول مرة في برلمان اردني, وهولاء النواب هم: ( عبد الهادي المجالي , محمد فلاح العبادي , نايف الخزاعلة , نعايم العجارمة , محمد الشرمان , خير الدين هاكوز, موفق الضمور , فلك الجمعاني , عدنان الفرجات , سليمان حويله الزبن , مصطفى العماوي , علي بني عطا , رائد الخلايله , احمد الصفدي , ضيف الله السعيدين , ياسين بني ياسين , سعد الزوايدة, محمود الخرابشة, محمد الحجايا , محمد الخشمان ), من بينهم 7 باشوات ليكون كذلك المجلس السابع عشر قد تفّرد لوحده بهذا العدد من الباشوات العسكريين.
نعم فليتذكر العسكريون الذين ما كانوا يوما من الذين يموهون الحروف ليتقدموا الصفوف ان الاردن هو الدولة الوحيدة في العالم الذي يتذكر ابنائه مؤسسة الجيش كلما تعرض او واجه ضائقة او ازمة تريد الاعتداء على مقدراته, او واجه ظروف جوية قاسية كتلك التي مرت على الاردن في الاسابيع الماضية , والتي استطاع الجيش خلالها انتزاع المبادرة من مؤسسات الحكومة الاخرى التي وقفت عاجزة عن مسايرة تلك الظروف , فانتشل الالاف من غرق او خطر محقق , كما انقذ الجيش الحكومة من فضيحة كبرى كادت ان تلفها لعجزها عن القيام بمهامها , فعّرى الجيش وفضح الاجراءات الحكومية والاستعدادات الهلامية التي خرج علينا بها المسؤولين قبيل الشتاء, ولعل ما فعله الجيش في غور الصافي والشامية في العقبة لامر يستحق الاحترام , والذي لولاه لكانت الكارثة بهاتين المنطقتين بالذات اكبر مما يوصفها الانسان.
نعم انها الحقيقة التي يجب ان نتوقف عندها مطولاً ونستلهم منها العبر , فالناخبين الذين اوصلوا 20 من قيادات الجيش لقبة البرلمان لم يوصلوهم عن عبث, بل أوصلوهم لانهم يدركون ان الظروف الحالية تتطلب رجال كرجال الجيش , الذين لم ينظروا يوما للوطن على انه غصن مثمر يأخذه حطباً للوقود بعد انتهاب ما يحمل من ثمر, بل الوطن عندهم شرف وعرض.
وقفة للتأمل :" المنطق الانساني يقول : حين يهطل المطر تشبع الارض ويشبع الانسان , وحين يحل العسكري في موقع نلتمس الامن ونجاور الامان, فليتذكر عسكريو البرلمان السابع عشر , اننا لا نعيش الا مرة واحدة , ولا نموت الا مرة واحدة , فلنعش شرفاء , ولنمت احرار , وليتذكر معي جنود البرلمان ان الصحابة عندما كانوا قلة , انتصروا على اعتى قوة, فسلام على كل من تزينت هامته يوماً بشعار الجيش الاردني".



تعليقات القراء

تحيه للاخ الكاتب والف تحيه لكل من تشرف بالعمل في الجيش عاملين ومتقاعدين
وللفضول فقط هل عمل الكاتب في الجيش وشكرا
رد من المحرر:
ساسئل لك عن ذلك
24-02-2013 09:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات